الرأي – رصد

أبقت قوات الاحتلال أمس على الوتيرة المتصاعدة في اعتداءاتها ضد المناطق الفلسطينية، ونفذت سلسلة حملات دهم تخللها اعتقال عدد من المواطنين، بينهم جريح، وعدد من الأطفال.

واعتقلت الشاب حاتم دويكات) (21 عاما من مدينة نابلس شمال الضفة، عقب دهم منزله وتفتيشه في منطقة بلاطة البلد، كما فتشت عددا من المنازل. واعتقلت ثلاثة أطفال وشابا من مدينة جنين.

وحسب مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، فإن المعتقلين الثلاثة من قرية العرقة وهم: مهدي علي صالح يحيى، وعدي تميم صالح يحيى، وشكري حسن جمال لطفي، وجميعهم يبلغون من العمر 15 عاما. وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب مازن أبو الرب) 21 عاما( من بلدة قباطية جنوبا، عقب دهم منزل ذويه.

وطالت الاعتقالات أربعة شبان من قرية دير نظام وبلدة سردا شمال رام الله، وهم أحمد فرج التميمي، وعبد الرحمن محمد التميمي، وأبو صالح التميمي وقصي علاء البزار عقب دهم منازل ذويهم، وتفتيشها.

واعتقلت قوات الاحتلال، ليل أول من أمس الأحد، شابا عند مدخل قرية رأس كركر غرب رام الله، وأغلقت مدخلي القرية الرئيسيين.

يشار إلى ان قوات الاحتلال شرعت منذ أيام بتشديد إجراءاتها العسكرية في محيط القرية، بنصب العديد من الحواجز.

واعتقلت الشاب طارق محمود أبو سرور بعد دهم منزل ذويه وتفتيشه في مخيم عايدة شمال بيت لحم. واقتحمت خربة قلقس جنوب الخليل، وفتشت عدة منازل، ونصبت حواجز.

وأفادت صادر محلية من المدينة بأن تلك القوات عبثت بمحتويات المنازل، كما نصبت حواجز عسكرية على مداخل الخليل الشمالية، وبلدات سعير ويطا وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب في إعاقة مرورهم.

كما اعتقلت فجر أمس الإثنين، ثلاثة من بلدة الرام شمال العاصمة المحتلة، بينهم جريح، وذلك بعد أن اقتحمت برفقة كلاب بوليسية، عددا من المنازل وفتشتها ودمرت محتوياتها. وطالت الاعتقالات زهير عيسى حتاوي، وسيف القواسمي، بالإضافة للشاب وسام رائد حتاوي) 19 عاما(، الذي يعاني من إصابة سابقة بعيار مطاطي في عينه اليسرى.

إلى ذلك اقتحم عدد من المستوطنين باحات المسجد الأقصى، بقيادة المستوطن المتطرف يهودا غيليك، وبحماية أمنية مشددة. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن شرطة الاحتلال أغلقت “باب المغاربة” الساعة الحادية عشرة صباحا عقب اقتحام 102 مستوطن بينهم غليك و5 طلاب يهود المسجد.

وأعاق جنود الاحتلال المنتشرون على بوابات الأقصى دخول المصلين المقدسيين لباحات الحرم، من خلال التدقيق في هوياتهم، وإخضاعهم للتفتيش.

وتواصلت الهجمات الاستيطانية في أكثر من موقع في الضفة الغربية، وفق المخططات الاحتلالية الرامية للسيطرة على مساحات جديدة من أراضي الضفة. وفي إطار الحرب على الوجود الفلسطيني، سلمت سلطات الاحتلال 15 مواطنا من بلدة يتما جنوب محافظة نابلس إخطارات بهدم منازلهم.

كذلك أجبرت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، عائلتين على هدم منزليهما، وأخرى على هدم بركسات، بحجة البناء دون ترخيص، وأوضح مركز معلومات وادي حلوة، أن بلدية الاحتلال أصدرت خلال الأيام الماضية قرارات بهدم منشآت تعود لكل من: عوض الله، ونمر، وصيام، ما اضطر هذه العائلات الى تنفيذ قرارات الهدم تفاديا لدفع الغرامات المالية.

والمباني التي هدمت هي منزل مكون من طابقين في بلدة شعفاط، ومشيد منذ 20 عاما، وشقة سكنية في قرية صور باهر.

كذلك هاجم عدد من المستوطنين حافلة كان سائقها قد ضل طريقه في قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس. وقال رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية حافظ صالح، إن سائق الحافلة ضل طريقه باتجاه خزان المياه على أطراف القرية ففوجئ بهجوم للمستوطنين ما أدى الى تحطيم زجاج الحافلة، وجاء ذلك بعد أن هاجم مستوطنون من مستوطنة “يتسهار” منازل مواطنين من القرية، وألقوا الحجارة باتجاهها قبل أن يتصدى لهم الأهالي، في سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي يمارسها المستوطنون ضد البلدة.

وأكدت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، استحالة القبول أو التعايش مع سياسة الأمر الواقع عبر مشاريع الاستيطان الاستعماري، ومخططات الضم، وتهويد القدس الهادفة لفرض الوقائع اليومية، وإطلاق المستوطنين لمواصلة جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وشددت على أن هذه الاعتداءات ستواجه بكل الإمكانات المتاحة “دفاعا عن حق شعبنا في الوجود والبقاء، ورفضا لمخططات الاقتلاع والترحيل القسري كما يجري في حمصة، ومسافر يطا، وقرى نابلس، والعديد من المواقع”.

كما دعت للمشاركة في الفعاليات الأسبوعية في المواقع التي تشهد أنشطة كفاحية أيام الجمعة ضد البؤر الاحتلالية في دير جرير، والمغير، وكفر مالك، والعمل لإسناد هذه المواقع في معركتها للدفاع عن الأرض الفلسطينية.

ونددت وزارة الخارجية والمغتربين بتصاعد جرائم الاحتلال، رغم التوقعات بفتح تحقيق من قبل الجنائية الدولية قريبا، وأدانت بأشد العبارات مصادقة مجلس إدارة ما يسمى “الصندوق الدائم لإسرائيل” على مشروع قرار استيطاني توسعي يهدف لإطلاق يد الصندوق لسرقة المزيد من أرض دولة فلسطين المحتلة وتخصيصها لتعميق وتوسيع المستوطنات.

وقالت إنها تنظر بـ “خطورة بالغة لمشروع هذا القرار، وتعتبره إمعانا في تغول دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة لضم وأسرلة أجزاء واسعة من أرض دولة فلسطين، بما يؤدي الى إغلاق الباب نهائيا أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، قابلة للحياة، متصلة جغرافيا بعاصمتها القدس الشرقية”.

وقال القنصل البريطاني العام في القدس فيليب هول “إن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية، وتُشكل عائقاً أمام إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

ونقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” القول “نحن نتحدث بصراحة مع الإسرائيليين حول أهمية وقف كافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وأعرب القنصل البريطاني عن قلق بلاده إزاء عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد المواطنين الفلسطينيين، مضيفاً أن السنوات الخمس الماضية “كانت شاقة”.

وتابع “لم تظهر أي فرصة لتحسين الوضع على الأرض، خاصة وأن الإدارة الأمريكية السابقة اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي رفضته وترفضه بريطانيا”.

Next Page >