تشتكي الكثير من الأمهات بسبب نوبات الغضب التي تنتاب الأطفال، وأحيانا تجرب الأمهات طرق مختلفة للتعامل مع غضب الأطفال لكن دون جدوى، فكيف يمكن التعامل بشكل تربوي صحيح مع تلك النوبات؟
التعامل مع غضب الأطفال:
ماذا تفعل في حالة حدوث نوبة من الغضب والعصبية لدى طفلك؟
تذكر أن ثورة طفلك العارمة ترعبه رعباً جماً واحرص على ألا يؤذي نفسه أو يؤذي أي شخص أو شيء آخر، ولو خرج طفلك من إحدى تلك النوبات العصبية ليكتشف أنه قد ضرب رأسه، فسيرى هذا التخريب برهاناً على قوته الهائلة ودليل على عدم قدرتك على السيطرة عليه وإبقائه آمناً عندما يكون خارجاً عن شعوره.
لكن المحافظة على سلامة طفلك في هذه الأثناء إذا قمت بالإمساك به برفق على الأرض وعندما يهدأ يجد نفسه بالقرب منك ويرى أن شيئاً لم يتغير مع هذه العاصفة، ستكون النتيجة أنه شيئاً فشيئاً سوف يسترخي ويلجأ إلى حضنك ويرتمي بين ذراعيك، وسرعان ما تتحول صرخاته إلى نحيب.
ومن الجدير بالذكر إن بعض الأطفال يجب ألا يتم مسكهم أثناء نوبة الغضب والعصبية حيث يقودهم الحصار الجسدي إلى مستويات أعلى من الغضب مما يزيد الأمر سوءً، فإذا كانت ردة فعل طفلك مماثلة لما سبق وصفه، لا تصر على السيطرة الجسدية عليه، فقط قوم بإزالة أي شيء قد يكسره وحاول حمايته من إلحاق الأذى الجسدي بنفسه، ولا تحاول مجادلته.
التعامل بعفوية مع نوبات غضب الأطفال:
طريقة أخرى من طرق التعامل مع غضب الأطفال وهي أن تفترض أن طفلك لن يصاب بنوبات من الغضب والعصبية؛ أي تصرف وكأنك لم تسمع قط بهذه الأشياء ثم تعامل معها عند حدوثها على أنها فاصل مزعج أثناء أحداث اليوم العادية، سوف يتحول طفلك إلى إنسان عاقل وقادر على التواصل، فقط امنحه الوقت اللازم حتى يحقق ذلك.
تربية الطفل العنيد:
يتصف الكثير من الأطفال بعنادهم و خصوصاً عندما يطلب منهم القيام بأمر ما أو الكف عن بعض الحركات والتصرفات و يكون السبب الرئيسي في عادة عناد الطفل هو الرغبة في لفت النظر، إذا أردت أن تساعد طفلك لأن يكون طفلاً عادياً ويبتعد عن العناد يجب عليك التمرن على بعض المهارات في كيفية التعامل معه، تجنب إعطاء أوامر كثيرة في الوقت نفسه، بالإضافة إلى الحرص على جذب إنتباه طفلك ويمكن أن تقوم بذلك مثلاً بأن تقدم له شيئاً يحبه مثل لعبة صغيرة ثم تطلب منه ما تريد بأسلوب لطيف.
أخطاء شائعة في التربية:
- الحماية الزائدة: فهي توقع الأم والأب في خطر القلق الزائد على طفلهما من كل وأي شيء يحيط به ويتعرض له، وهذا ينتج عنه الكثير، فهم بذلك يجعلوا الطفل يعتمد عليهم لأنهم يقومون بكل شيء بالنيابة عنه.
- التسلط: فمعظم الأمهات تفرض على أطفالها كل شىء بحجة أنهم مازالوا أطفال ولا يعرفون شيء، كل هذا يضعف شخصية الطفل ويجعله يشعر بعدم قيمته والمهانة.
- التمييز بين الأبناء: كثير من الأسر تعامل الذكور غير الإناث، كما أنهم يعاملون الطفل الأكبر على أنه راشد والطفل الصغير من حقة التدليل فقط.
- إثارة الألم النفسي للطفل بالعقاب المستمر، والتقليل من أهميتة وعدم شعوره بقيمته في الأسرة، كل هذا يجعل له ألم نفسي بالإضافة لتوجيه الكلمات الجارحة له أمام الأقارب والأصحاب.
- التناقض: من الأمور الهامة جداً، قد يطلب الأب من ابنه عدم الكذب وفي نفس الوقت يرن جرس التليفون فيقول للطفل من يريدني قل له أنني لست بالمنزل.
- الإهمال: فعكس ما ذكرناه من الإهتمام الزائد بالطفل والقيام بكل ما يخصه، فالأم والأب قد يهملوا طفلهم ويهملوا جوانب مهمه في شخصيته ثم يشتكوا من سوء تصرفاته.
- التذبذب في معاملة الطفل: قد تتخلص بعض الأمهات من زن طفلها بأن تتركه يفعل ما يريد أو أن تعاقبه على موقف معين أمام الضيوف ولكن نفس الموقف عندما يصدر من الطفل في عدم وجود ضيوف لا تعاقبه وهذا ينشئ طفل متردد غير مدرك للصح والخطأ.
- التدليل: فكثير من الأسر تجعل كل مطالب الطفل مجابة خاصة إذا كان الطفل الأصغر أو الوحيد، ولكن ترتيبه بين إخوته ونوعه لا يعني إستجابتك لكل طلباته بدافع الحب، فهذا يجعله طفل إتكالي وغير معتمد على نفسه.
إلى هنا ننهي الجزء الأول من هذا المقال ونستكمل حديثنا عن التعامل مع غضب الأطفال في الجزء الثاني إن شاء الله، ولمتابعة المزيد من المقالات التربوية المفيدة زوروا قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”متى تصبح المربي الناجح الجزء الثاني“، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وتجاربكم وأيضا تعليقاتكم.