نستكمل معا الحديث عن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والذي قد بدأناه في الجزء الأول من المقال بعنوان:”التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة الجزء الأول“، وتحدثنا فيه عن تعريف التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ثم تعرضنا لنظرية تتبنى تعليم الأطفال في هذه المرحلة العمرية الخطيرة وعرضنا أيضا خلفية لهذه النظرية ومقدمة لها، وسنتحدث اليوم عن التطورات النفسية والإجتماعية للأطفال في تلك المرحلة وباقي المراحل العمرية التالية، ثم سنعرض لمنافع التعليم في تلك المرحلة بالذات.
التطورات النفسية والإجتماعية:
-
التنمية المعرفية:
وفقا لنظرية جان بياجيه – التي تعرضنا لها في الجزء الأول من المقال بشئ من التفصيل – يوجد أربع مراحل رئيسية للتنمية المعرفية:
1- المرحلة الحسية – الحركية:
تمتد هذه المرحلة من سن الولادة وحتى السنة الثانية من العمر، ويتجلى الذكاء من خلال النشاط الحركي مع الإستخدام المحدود للرموز بما في ذلك اللغة، وتستند معرفة الرضيع بالعالم في المقام الأول على التفاعلات المادية والخبرات.
2- المرحلة الحدسية:
تمتد المرحلة الثانية من عمر 2 إلى 7 سنوات، ويتجلى الذكاء بشكل متزايد من خلال إستخدام الرموز، فتتطور الذاكرة والخيال وكذلك النمو اللغوي، وتكون عملية التفكير النموذجي لهذه المرحلة غير منطقية وغير قابلة للعكس ومتمركزة حول الذات.
3-المرحلة الحسية:
تمتد حالة التطور هذه من عمر 7 سنوات إلى 12 سنة (تقريبا)، وخلال هذه المرحلة ― التي تتميز بحفظ الأعداد والأطوال والسوائل والكتل والأوزان والمساحات والأحجام ― يتجلى إزدياد الذكاء من خلال التلاعب المنطقي والمنظم للرموز المتعلقة بأجسام ملموسة، ووفقا للموسوعة الحرة ففي هذه المرحلة يصبح التفكير قادرا على حل العمليات وقابل للعكس ولا يتمركز حول الذات.
4- المرحلة المنطقية:
هذه المرحلة الأخيرة من التطور المعرفي تمتد في الفترة العمرية من 12 عام وما بعدها، وخلال هذه المرحلة يتجلى الذكاء من خلال الإستخدام المنطقي للرموز المتعلقة بالأفكار المجردة، حيث يصبح التفكير مجرد وقائم على الإفتراض والإنتقال من التمركز حول الذات.
-
التنمية العاطفية:
يتعلق النمو العاطفي للطفل بالوعي المتزايد للأطفال والسيطرة على مشاعرهم وكيف يتصدون لها في حالة معينة، وأيضا كيفية التعبير عن ما يشعر به والتمييز بين المشاعر السلبية والإيجابية.
-
التنمية الإجتماعية:
تتعلق التنمية الإجتماعية بهوية الطفل وعلاقاته مع الآخرين وفهم مكانه ضمن البيئة الإجتماعية، وأنه فرد من مجتمع يؤثر فيه ويتأثر به وأن عليه واجبات وله حقوق، وأن حريته الشخصية لا تعني أبدا الإعتداء على حريات الآخرين.
منافع التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة:
نظرا لإقتناع علماء التربية والمهتمين بشئون الطفل بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة وتأثيرها الكبير على الأطفال فقد تم عقد أول مؤتمر حول رعاية وتعليم الطفولة المبكرة في موسكو في 27 و 29 من سبتمبر عام 2010، واشتركت في تنظيمه اليونيسكو وتركزت الأهداف الرئيسية على مايلي :
- التأكيد مجدداً بأن التعليم في مرحلة الطفولة المبكره هو حق من حقوق جميع الأطفال وبوصفة أساس للتنمية.
- تقييم تقدم الدول الأعضاء من أجل تحقيق هدف التعليم للجميع.
- تطبيق قيود ملزمة لزيادة الفرص بشكل عادل من أجل الحصول على جودة خدمات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
- وضع أهداف ومقاييس فعالة لتحقيق هدف التعليم للجميع في عام 2015 ومابعدها.
- تحديد الركائز الرئيسية التي من شأنها مساعدة الدول الأعضاء في الوصول إلى الأهداف المحددة.
- تعزيز التبادل العالمي للممارسات الجيدة.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”هكذا تضعوا أطفالكم على اول طريق اللثقة بالنفس“، كما نتمنى أن تشركونا بتجاربكم وتعليقاتكم وأيضا أسئلتكم.