أصبحنا نرى العديد من الأبناء ضحية للتربية الخاطئة من والديهم، وآخرين يكننون المشاعر السلبية تجاه أهلهم وعائلتهم ويعود ذلك بالشكل الأكبر على الوالدين ومعاملتهم لأبنائهم بالتفرقة بينهم والتمييز في معاملة أحدهم على الآخر فينتج عن ذلك الحقد والكراهية بين الأبناء الذي يكبر وقد يوّلد المشاحنات والجرائم فيما بعد.
أشكال التمييز بين الأبناء
قد يظهر التمييز بين الأبناء في الأسرة على عدة أشكال وصور، فإما يكون بالتفرقة بين الذكور والإناث وذلك يرى في العديد من الأسر الشرقية التي تفضل الذكور على الإناث، وإما بالتمييز بين الابن الصغير وإخوته الأكبر سناً سواء بالمعاملة أو المحبة أو شراء الملابس والحاجيات له.
ويتم الحكم على ظهور التمييز من عدمه بأن نلاحظ فيما إذا كانت الأسرة تهتم بفئة أو فرد معين وتخصه بالمحبة أو المعاملة الحسنة أو شراء العديد من الحاجيات له دون غيره من الأبناء، مما يجعل من الأبناء الآخرين ينظرون له كعدو لهم فيسعون إلى لفت الانتباه إليهم أو مشاكلته ونزع عرش المحبة والاهتمام منه وفي كثير من الأحيان نجد ذلك يولّد مشاعر إجرامية قد تودي إلى حالات من القتل والجرائم الفظيعة فقط بسبب الكره او الحقد الناتج من التمييز بين الأبناء فيلجأ الآخر إلى كافة الوسائل الممكنة للتخلص من الفرد المدلل أو المميز والاستحواذ على ما يملكه.
نتائج التمييز بين الأبناء
غالباً ما يعود التمييز بين الأبناء بنتائج سلبية على الأبناء أنفسهم وعلى غيرهم ومن تلك النتائج:
- يصبح الطفل المميز مغروراً بين أفراد المجتمع و مدللاً فيقلل من شأن إخوته الآخرين ويسخر منهم.
- يتولد الشعور بالكره والحقد من الأبناء للآخرين تجاه الابن المميز وقد يودي ذلك إلى المشاكل أو الجرائم فيما بعد.
- ظهور المشاكل النفسية للأبناء الآخرين وقد تظهر عليهم أعراض الاكتئاب وكره النفس و العزلة.
نصائح للآباء لتجنب التمييز بين الأبناء
نوّجه بضع نصائح للآباء لأنهم أساس التنشئة للأبناء وتربيتهم تعود عليهم بسلوك أبنائهم لذلك يجب منهم مراعاة العدل في التعامل بين الأبناء حتى يتجنبوا كل ما قد ينتج عن التمييز والتفرقة بين الأبناء، ومما نذكره من نصائح :
- عدم الاهتمام بالطفل الأكبر أو الأصغر بطريقة مختلفة عن باقي الأبناء لأن ذلك يولّد شعور الغرور في نفس الطفل المميز أو المدلل.
- عدم التفرقة او التمييز بالمحبة بين الذكور والإناث فإن ذلك قد يشعرهم بالتفرقة ويجعل منهم كارهين لأنفسهم وجنسهم أو كارهين للجنس الآخر وقد تتفاقم مشكلتهم النفسية على المدى البعيد.
- بث روح المحبة والأخوة والتعاون بين الأبناء.
- في حال تواجد ابن مريض أو مصاب بإعاقة جسدية يجب مراعاتها بشكل خاص فيفضل تعليم الأبناء الآخرين و تثقيفهم حتى يقومون بمساعدته ومحبته أيضاً دون الشعور منهم بأنه يتميز عنهم.
- تربية الأبناء على أن الجنس أو الشكل فهي من عند الله ولا يجوز لأحد منهم أن يحب أو يكره على أساسهما فلا فرق بين الشخص والآخر سوى بالأخلاق والصفات التي يتحلى بها.