عمان- _- قامت وزارة الثقافة الأردنية، وبالتعاون مع دار نشر جامعة ميتشيغن الأميركية، بترجمة أربعة أعمال سردية لعدد من الروائيين الأردنيين. بدأ المشروع بأربع روايات، كمرحلة أولى، انطلاقا من إيمان الوزرة بأن الترجمة تمثل جسرا للتواصل بين الشعوب، ووسيلة للتثاقف والتحاور، ونافذة تطل على أحدث المنجزات العصرية في مختلف الجوانب التي تهم الإنسان.
الاختيارات التي نقلت للغة الإنجليزية وصدرت مؤخرا بهدف تعريف القارئ الأجنبي بالأدب الأردني تنوعت في مواضيعها بين الأجيال والتجارب والأساليب التي تمثل المشهد الروائي الأردني. وقد اختيرت رواية “وديع والقديسة ميلادة وآخرون” للراحل غالب هلسا، “القرمية” للروائية سميحة خريس، “خبز وشاي” للروائي أحمد الطراونة، و”دروب لرمل” لسلميان القوابعة.
مدير مديرية الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الأردنية د. مخلد بركات، قال: “إن فكرة مشروع ترجمة الأعمال الأدبية الأردنية إلى اللغة الانجليزية بدأت في العام 2016، انطلاقا من أهمية الترجمة من وإلى اللغة العربية في الترويج للكاتب الأردني ضمن فضاءات عالمية رحبة، ونقل الأدب الأردني إلى اللغات الحية”. وأضاف بركات “أن الهدف الأساس كان التعريف بالأدب الأردني وإيصاله إلى العالمية، ونشر المنتج السردي الأردني الذي أثبت حضوره في المشهد الروائي العربي، وحمل بعدا إنسانيا وتميز في المعالجة الأسلوبية والتقنية”.
وأشار بركات إلى أن دار النشر التابعة للجامعة تقوم بتسويق هذه الروايات ونشرها ورقيا وإلكترونيا على نطاق واسع. وبين بركات أن اختيار المجموعة الأولى من الأعمال الروائية تم بناء على لجنة نقدية تم تشكيلها، وتم اختيار هذه الأعمال الأربعة لما تحمله من خصوصيات عن المجتمع الأردني وتحولاته سياسيا واجتماعيا، وغنى وعمق أسلوبي، ضمن فضاء محلي يتشابك مع الفضاء العالمي الأوسع. وأشاد بركات بالدور الذي قامت به الدكتورة نسرين اختر خاوري المشرفة على ترجمة هذه الروايات وتحريرها ضمن سلسلة الأدب واللغة العربية، في دار نشر جامعة ولاية ميتشيغن.
ومن جهته، قال الروائي أحمد الطراونة الذي تم ترجمة روايته “خبز وشاي”: “إن مشروع الترجمة الذي قامت به وزارة الثقافة بالتعاون مع دار نشر جامعة ميتشيغن أسهم في تقديم العديد من الأعمال الروائية الأردنية الى القارئ العالمي، الأمر الذي يسهم في إيصال الأدب العربي إلى العالم، وهذه بادرة نتمنى أن تتسع لتشمل دوائر أكثر وعناوين أكثر حتى تعم الفائدة ويتواصل نقل الإبداع المحلي الى العالمية”. ورأى الطراونة أنه رغم وجود العديد من المشاريع العربية والجوائز التحفيزية الكبيرة، إلا أن تنشيط فعل الترجمة يحتاج لتبني استراتيجية فكرية وإرادة سياسية حقيقية من قبل الحكومات والجهات ذات العلاقة لدعم الترجمات.
واعتبر الطراونة أن الترجمة التي قدمت نماذج عالمية غير معروفة ورسختها كقواسم مشتركة بين البشر هي نفسها التي ستنقل الحكاية الأردنية المحلية بقيمها ومشتركاتها الإنسانية، وهذا الهدف الأول للترجمة الذي نسعى لترسيخه وتوسيع مدياته ليكون أكثر عمقاً وأبعد رسالة.
ورأى الطراونة أن الأدب أكثر أهمية وإلحاحاً في هذه المرحلة لنقله إلى لغتنا، وهذا لا يتم إلا من خلال إغناء حركة الترجمة العربية، وخاصة من خلال المؤسسات المعنية وذات العلاقة وضمن برامج واسعة تشمل الأدب العالمي بمجمله.
المشرفة على مشروع ترجمة الروايات وتحريرها ضمن سلسلة الأدب واللغة العربية، في جامعة ميتشيغن الدكتورة نسرين اختر خاوري، بحسب ما نشرت وسائل إعلام، وصفت الروايات بـ”المهمة” للأدب الأميركي والإنجليزي رغم التحديات التي واجهتها، في مجال اللغة المحكية والقصائد النبطية والمفردات الشعبية والريفية داخل المتون الروائية.
وبينت خاوري، أنها تعمل على مشروع للتعريف بالسرد الأردني، وإيصال مضامينه إلى العالم الغربي، لما يحمله هذا السرد من قيم إنسانية وفضاءات من الحرية والدهشة.