كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الكنيست بمهمة تشكيل حكومة بعد أن أخفق غانتس الذي كلف بهذه المهة إثر انتخابات الثاني من مارس/آذار، الثالثة خلال أقل من عام، في التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو حول ائتلاف حكومة وحدة. ويمنح قرار ريفلين أعضاء الكنيست 21 يوما لترشيح عضو لتشكيل الحكومة، وسيكون أمام هذا المرشح أسبوعان فقط لبناء تحالف يجنب التوجه إلى انتخابات رابعة.
أحال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الخميس مهمة تشكيل حكومة إلى الكنيست في إسرائيل بعد فشل رئيسه بيني غانتس في التوصل إلى اتفاق على ائتلاف وحدة مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو.
وكان ريفلين قد عهد بمهمة تشكيل الحكومة لغانتس بعد انتخابات الثاني من آذار/مارس، التي كانت الثالثة خلال أقل من عام. لكن مهلة الأسابيع الأربعة انقضت بدون تقدم يذكر.
وتعهد غانتس عقب تكليفه بالسعي إلى تشكيل حكومة وحدة طارئة يقودها نتانياهو في البداية، بينما تشهد البلاد تفشي جائحة كوفيد -19. وأحصت إسرائيل التي تعيش حالة جمود سياسي منذ كانون الأول/ديسمبر 2018، أكثر من 12 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد بينها 140 وفاة.
وكانت المهلة المحددة أساسا لغانتس قد انقضت منتصف ليل الاثنين الثلاثاء قبل أن يطلب ومنافسه السابق نتانياهو تمديدها لمدة 48 ساعة. ووافق الرئيس الإسرائيلي على تمديد المدة بعدما لاحت مؤشرات إلى تقدم في الأفق. لكن المدة انتهت دون أي نتيجة.
21 يوما لترشيح عضو لتشكيل الحكومة
وأبلغ ريفلين رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس أن ولايته انتهت.
وقال بيان رئاسي إن ريفلين “أبلغ رئيس الكنيست بيني غانتس تكليفه الكنيست مهمة تشكيل الحكومة”، مشيرا إلى أن أيا من غانتس ونتانياهو لا يحظى حاليا بدعم أغلبية النواب في الكنيست البالغ عددهم 120 نائبا.
ويمنح قرار ريفلين أعضاء الكنيست 21 يوما لترشيح عضو لتشكيل الحكومة، وسيكون أمام هذا المرشح أسبوعان فقط لبناء تحالف، ويمكن أن يكون هذا العضو غانتس أو نتانياهو أو أي عضو آخر.
وكان غانتس قد دعا إلى تشكيل تحالف يقوده نتانياهو لفترة محددة من أجل الاتحاد في مواجهة أزمة فيروس كورونا الصحية غير المسبوقة والتي تسبببت بخسائر اقتصادية مدمرة.
كما ناقش الرجلان عدة سيناريوهات محتملة، بما في ذلك تولي غانتس رئاسة الوزراء لمدة 18 شهرا مع توزيع الحقائب الوزارية بين تحالف غانتس الوسطي “أزرق أبيض” وحزب “الليكود” الذي يتزعمه نتانياهو. وكان قرار غانتس بالسعي للتوصل إلى اتفاق مع نتانياهو قد أثار حالة تفكك في حزبه، ما أضعف موقفه السياسي بشكل كبير.
تجنب انتخابات رابعة
وناشد ريفلين النواب البحث عن حل يجنب اسرائيل “التوجه إلى انتخابات رابعة”.
ويُتهم رئيس الوزراء من قبل معارضيه بسعيه المستمر إلى إلغاء لوائح الاتهام الموجهة إليه، والضغط من أجل إجراء انتخابات رابعة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية كفرصة أخيرة يمكن أن تساعده في الحصول على الحصانة من المحاكمة.
ويواجه نتانياهو اتهامات بثلاث قضايا منفصلة تتعلق بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة، وأدى تفشي فيروس كورونا إلى إرجاء محاكمته إلى الشهر المقبل.
ويرى محللون أن العقبة الرئيسية في محادثات الوحدة تتمحور حول حقيبة العدل والأشخاص المرشحين لها، لا سيما وأنها ستشرف على محاكمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته.
كذلك، برز خلاف حول حقيبة الدفاع وملف غور الأردن الذي يبدي غانتس تحفظه على ضم المنطقة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة.
وكان من شأن ائتلاف بين نتانياهو غانتس أن يمنح الدولة العبرية أول حكومة مستقرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة تنهي فترة الجمود السياسي وتوكل إليها مهمة احتواء فيروس كورونا المستجد.
فرانس24/أ ف ب