الشيخ عمر القزابري: زَفَرَاتُ الرِّقّْ…!
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمان الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام:
تهُبُّ على الرُّوح ريحٌ عاصِف.. فيظمأ الإيمانُ في أعماق الرُّوح.. فتشتد الرغبة إلى السُّقيا.. فيجثو العبد المُكبَّل على الأعتاب.. تنزل دمعة تتلوها دمعة.. حزن أبكَمُ النبض نَشَر على القلبِ مَكْرَهْ… لا تحزن يا فؤادي.. فإن السِّر خلف العِطر في أكْمامِ زهرة.. إن طال ليلُ حزنٍ فسيأتي سواهُ حاملا بالبشرى مَسرَّة… كلما أوغَلتُ في حالِ بُعدي.. قَربَتْنِي من الرِّحاب نظرة.. ثم تصُدنِي عن الأستار حيرة.. يا قلبي: خُضْ فِجاج السِّر ماشئت.. فلن تَسبُر غوْرهْ.. فالسر رابِضٌ في كل الذي ترى إِن ألقيتَ نظرة.. إذا داهمك الصمت.. فافهم سرَّه.. اشربِ الأمل مِن حسن الظن بربك ولو أعطاك اليأسُ جمره.. استسقِ السّر من السّر ولو لم تدر سِرَّه.. وتقبَّلِ الواقع هشيما كان أو خُضرة.. ياقلبي: اشرب الايمان تُسقَى الصَّفوَ مِن آهاتِ الحسرة.. ليس للإيمان أسوار.. ليس على التوبة أستار.. هي كل النُّور.. أَنَّى ذُقتَها فَتَضَلَّعْ.. واستسْقِ مُقْبِلَا.. ولا تَعْدُ روض التائبين فتْمْحِلا…
إلهي: إن وصفتُ حيائِي منك.. استفرغتُ في ذلك وُسْعِي.. وما أبلغُ منه ما في نفسي.. أو استنجدْتُ قلبي خانني وعصانِي.. أو استنصرتُ تعبيري خذلني وخلاَّنِي.. أو طلبتُ تبريرا ضاقت عليَّ مسالِكُه.. أو رُمْتُ مخرجا امتنعتْ علي مذاهِبُه.. فأنا متردد في حُرَقٍ مقلقة.. ومتحيِّرٌ بين أحوال مُطبقة.. ولو أن النفس أسعفت بالخضوع.. والعينَ جادت بالدموع.. لهانَ أمري.. لكنها مقيمةٌ على أمرها ما ترجِعْ.. ومصِرة على غيِّها ما تنزِعْ.. غير أنَّ في قلبي لك حُبّاً لا يُحدُّ مَدَاه.. ولا يُبلغُ منتهاه.. ورجاءً يحملني على الانبساط.. كلما شطَّتْ راحلتي في صحراء غفلتي.. أيقظني حُبُّك.. فألوذ بالضراعة.. فليس لي سواك.. ياجابر الكسير.. ويا منقذ الأسير.. أنا أسِيرُ نفسي.. فَفُكَّ يا رَبُّ أسْري.. وأسعِف قلبي بتوبةٍ تنعِش كِياني.. فليس في القدرة ولا الطَّوقْ. مُغالبةُ الوحشة والشَّوقْ.. وليس لروحي سكنٌ إلا في رياض حبِّكْ.. فافتحِ البابْ.. حتى ألِجَ الرِّحابْ.. وأَلْثُمَ الأعتاب.. ولا تتركني في قبْضة الحيرة أسيرا.. ولا في يد الغفلة كسِيرا.. فأنت الله الغني الجليل.. وانا العبد الفقير الذليل..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.