‘);
}
الفلسفة البراجماتية جون ديوي
جون ديوي هو أحد مؤسسي الفلسفة البراجماتية الأمريكية الأوائل، بجانب كل من تشارلز ساندرز وويليام جيمس، ويعتبر ديوي أبرز مفكر أمريكي في النصف الأول من القرن العشرين، إذ كانت لنظرياته وتجاربه التعليمية انتشارًا وصدى واسع النطاق، كما أن نظرياته النفسية كان لها تأثير كبير على هذا العلم المتنامي، وكانت كتاباته حول النظرية الديموقراطية على طاولة المناقشات في الأوساط الأكاديمية والعملية لعشرات السنين، ومن جانب آخر فقد طور ديوي وجهات نظر مميزة وواسعة عن الأخلاق، ونظرية المعرفة، والمنطق، والميتافيزيقا، وعلم الجمال وفلسفة الدين.[١]
ويمكن توضيح براجماتية ديوي على أنها نقد للفلسفة وإعادة بنائها من جديد في ضوء النظرة الداروينية للعالم، إذ قال ديوي إن الفلسفة أصبحت نظامًا تقنيًا فكريًا بشكل مفرط ومنفصل عن الظروف الاجتماعية وقيم الحياة اليومية، لذا سعى إلى إعادة ربط الفلسفة بالتعليم من أجل تحسين المعيشة.[١]
‘);
}
ملامح الفكر الفلسفي البراجماتي لجون ديوي
كان ديوي مقتنعًا أن الفلسفة التربوية يجب أن تكون متعلقة بمشكلات سياسية واجتماعية واقتصادية وتعليمية مرتبطة بالحياة اليومية، إذ أنه في الفلسفة البراغماتية يجب أن يكون كل فكر أو معتقد خاضع للعمل والتطبيق، فالعقل خاضع للغايات العملية، والفلسفة ما هي إلا وسيلة لتحقيق هذه الغاية.[٢]
وبالتالي فإن البراجماتية تتمثل في تعلم ما هو مفيد وما يصلح في المواقف العملية، وهذا ما جعل ديوي يرفض في فلسفته فكرة عالم الحقائق المطلقة غير القابلة للتغيير، ويؤكد على أنه لا يوجد معتقدات ثابتة، وأن هذا العالم عرضة للتغيير المستمر، وأنه في حالة مستمرة من عدم اليقين.[٢]
بالإضافة إلى أن المعرفة وحدها هي ما تساعد الإنسان في توجيه هذا التغيير، وأن العقل والعمل لا ينفصلان أبدًا، في حين أن العمل يكون أعلى من المعرفة، والممارسة أعلى من الفكر، والفكر والعمل يكملان بعضهما البعض، ويمكن صياغة أهم ملامح فلسفة ديوي البراجماتية في النقاط الآتية:[٢]
- المعرفة والتفكير مرتبطان بالعمل ولا ينفصلان عنه: قال ديوي إن العلم مهم باعتباره المركز في إدارة الشؤون الإنسانية بكل أنواعها، وأن المنهج العلمي هو الذي يمنحه التصورات الأساسية عن الخبرة والمعرفة، وهذا ما يجعل المعرفة والتفكير مرتبطين بالعمل ولا ينفصلان عنه.
- من خلال التجربة تحدث المعرفة: قال ديوي إن المعرفة لا يمكنها أن تنشأ بمعزل عن الفعل والعمل، بل إن اكتساب المعرفة يمكن أن يتم فقط من خلال العمل، لذا فإن الحقيقة الوحيدة عند ديوي هي تجربة الإنسان للأشياء بصورة مباشرة، ومن خلال هذه التجربة تحدث المعرفة.
- المعرفة والميول يتوارثها جيل بعد جيل: يعتقد ديوي أن المعرفة جاءت بسبب الأنشطة الفردية التي قام بها البشر في كفاحهم من أجل البقاء، فقد أدى نضالهم من أجل المأوى والمأكل والملبس على سبيل المثال، إلى القيام بأنشطة معينة شكلت في نهاية الأمر الميول، كالغرائز والدوافع والمصالح، والتي تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل.
- الميول الموروثة ليست ثابتة ومحددة: يقول ديوي إن الميول الموروثة ليس ثابتة ومحددة عند البشر، فهذه الميول ما هي إلا حوافز عامة تدفع الفرد للاستجابة لمحفزات مختلفة موجودة في البيئة، ومن خلال هذه الأحداث تطور الذكاء البشري ليصل إلى مستواه الحالي.
- العلاقة بين الفرد والمجتمع علاقة مزدوجة: كان جون ديوي مقتنعًا أن العلاقة بين الفرد والمجتمع علاقة مزدوجة، إذ قال إن الإنسان لا يجب عليه التواصل مع الطبيعة وحدها، ولكن يجب أن يتواصل مع زملائه من البشر الآخرين، ليتساءل عن إنجازاتهم ويقدرها.
لذا فإن بيئة الفرد طبيعية وبشرية، قائمة على تقدير كلًا منهما للآخر، وبالتالي فإن ديوي يرى أنه لا يمكن للنفس أن تنمو وهي بمعزل عن البيئة، ولا يمكنها أن تنمو بمجرد الاتصال بالطبيعة دون البشر.
نقد فلسفة جون ديوي
كانت لآراء جون ديوي صدى واسع، وكان عليها العديد من ردود الفعل المتنوعة من الفلاسفة الآخرين، وقد كان الكثير من الفلاسفة الذين بحثوا في عمل ديوي يفهمونه جيدًا، ويرون أنه حاول بجد تطبيق مبادئ المذهب الطبيعي التجريبي على الأسئلة الفلسفية الدائمة، وأنه حاول تقديم توضيح مفيد لمختلف القضايا والمفاهيم المستخدمة ومحاولة علاجها.[٣]
أما منتقدو فلسفته فقد أعربوا عن رأي مفاده أن وجهات نظر ديوي كانت مربكة وغير واضحة، وأنها كانت أقرب للمثالية من المذهب الطبيعي القائم على العلم، والذي أقره ديوي صراحة.[٣]
المراجع
- ^أب“John Dewey”, stanford, Retrieved 8/2/2022. Edited.
- ^أبت“Dewey’s Philosophy of Pragmatism”, yourarticlelibrary, Retrieved 8/2/2022. Edited.
- ^أب“John Dewey (1859—1952)”, iep, Retrieved 8/2/2022. Edited.