الكالسيوم و فيتامين “D” و رفع الأثقال

تقول الدكتورة كوني ويفر من جامعة بوردو، وهي دكتورة وأستاذة في قسم التغذية :«نتابع كثافة العظام من الطفولة حتى اليفاعة وقد اكتشفنا هذه الحقيقة : إذا كانت كثافة عظامه منخفضة، فإنها في العادة تستمر هكذا. ولكنها إذا كانت عالية فإن عظامك تبقى على هذه الصورة».

وكانت الدكتورة ويفر تقوم ببحث حول الأطفال المولودين في الأرياف والأطفال من أبناء المدن منذ العام 1990، وترغب في ترسيخ فكرة نسبة الكالسيوم التي يحتاج إليها الجسم وفحص الطريقة التي يتأيض فيها الكالسيوم أي كيف يستخدم الجسم الكالسيوم. ويتجه معظم بحثها باتجاه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثانية عشرة والخامسة عشرة.

ما أثار قلقها في الحقيقة هي نتائج الدراسة التي أجرتها عيادة مايو كلينيك التي كشفت أن كسور العظام زادت بين الأطفال إلى ثلاثة أضعاف في هذه المرحلة كما أن بيانات أخرى رسمية أثارت قلقها من جديد وذكرت تلك البيانات أن تسعة من بين كل 10 أولاد وبنات تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والعاشرة لا يحصلون على ما يكفيهم من الكالسيوم الذي يحتاجون إليه لبناء كتلة العظام في أجسامهم.

ويشاركها في هذا الرأي أطباء أطفال، فهم يواصلون مراقبة الكميات التي يحصل عليها الأطفال في وجباتهم اليوم من الكالسيوم. فهم يقولون إن الكالسيوم يلعب دورا مهما في تنمية العظام الصحية التي تشمل بدانة الأطفال وما يخص ضخامة وطول أجسامهم.

وتقول ويفر إن البدانة وتوجهات الحجم لا يرسمان صورة متفائلة وفقا لطموحات بناء عظام صحية للمستقبل والوقاية من الكسور في مرحلة الرجولة. وترى أنه بسبب الخيارات الخاصة بأسلوب المعيشة فإن مثل تلك الخيارات مثل الغذاء والتدريبات الرياضية لها صلة بقضية الكسور.

أما بشأن الجينات فهي تؤثر على نوعية العظام بنسبة تتراوح ما بين 70 و80 في المئة. وتقول ويفر «لا يمكنك التصرف كثيرا حيال ذلك». وتضيف أن تضاعف إصابات الكسور ثلاثة أضعاف الآن ليس له أية صلة بالجينات. وبرأيها أن الجينات لا تتغير بسرعة. وترى زميلة لها في جامعة بنسلفانيا (كلية الطب) «ان الفرق الذي أشاهده ليس بالضرورة المزيد من الكسور. إني ألمس بالتأكيد نسبا أقل من الكالسيوم لدى الأطفال خلال عملي في مجال طب الأطفال».

وتقول إن المراهقين باتت لديهم خيارات أقل الآن. فهناك توفر أكثر للشاي المثلج وتنوع في المشروبات. وترى أن هناك توجهاً لتناول المشروبات الغازية من ماكينات المشروبات أثناء الخروج من المدرسة، ويعد ذلك تطورا إيجابيا. والحقيقة فإن الكمية الوحيدة التي قد يشربها الطفل من الحليب هي عند الإفطار أو عند الغداء.

ولعل الطريقة الأفضل التي يمكن الحصول منها على الكالسيوم هي عن طريق الألبان ويلاحظ أن الأطفال يميلون إلى تناول كميات جيدة من الحليب في الطفولة، لكن تلك الكميات تتناقص كلما كبر الطفل وتعدى مرحلة الطفولة. وعلى سبيل المثال فإن الأطفال بعد سن التاسعة، وغالبيتهم من البنات وأكثر من نصف الأولاد، لا يتناولون الكميات الموصى بها من الكالسيوم كحصة يومية. وفي الحقيقة يصبح من الصعب إقناع الطفل بتناول الحليب. فهو يرفضه، ولذلك يصبح من الصعب منحه الكمية الصحية المناسبة وهي 1300 ملليغرام من الكالسيوم في اليوم.

ولكن بدأ يظهر في السنوات الأخيرة الكثير من المشروبات المعززة بالكالسيوم مثل عصير البرتقال المعزز بالكالسيوم. ومن المهم أيضا معرفة أن الحد الأدنى الذي يمكن أن يحصل عليه الطفل والمكتوب على بيانات علب الحليب هو للبالغين وليس للأطفال.

أما على الجانب الآخر من الصورة فلاحظت الدكتورة أن الأطفال في الأرياف يشربون كميات كبيرة من الحليب. لكن ترى أن ذلك لا يعني أن ما تفعله الأسرة صحي مئة بالمئة، لأن تناول بعض الحليب جيد وليس بكميات كبيرة. وتوصي الدكتورة كوني بأن يشرب الطفل بعد سن الثانية مع كل أفراد الأسرة الحليب المقشود. وتقول إننا دوما نستفسر عن غذاء أولئك الأطفال، ونبدي حاليا اهتماما بالبدانة.

وفي الحقيقة أصبت بدهشة بالغة عندما اكتشفت زيادة كبيرة بنسبة البدناء في هذا المجال. ويشار إلى أن البدانة تضر بالعظام كما أن البدانة وثقل الوزن أكثر من اللازم يلحق ضررا بعظام المراهقين التي لم يكن بعد قد اكتمل نموها، ويرجح أن تصاب بكسور في حال تعرضها لأية مشكلات.

ويعتقد الدكتور كيلي فاندرهاف، وهو طبيب متخصص في جراحة الأطفال في المركز الطبي في هيرشي في وسط بنسلفانيا أن الأطفال في وسط بنسلفانيا يتسمون بأجسام ضخمة ولكن عظامهم من النوع ذي الطبيعة العادية. ولكنني أشعر بالقلق عندما يمارسون الرياضات الصعبة خاصة وأن السمة السائدة هي تعرض الأطفال ما بين الخامسة والعاشرة من أعمارهم لكسور (من هذه الفئة البدينة) والمشكلة هنا أنهم لا يزالون في مرحلة النمو. وأشار إلى نمو لويحات عظمية عند أطراف العظام، ورأى أن هذا النمو يشكل حلقة ضعف لأن العظام لا تزال تتشكل لصنع حالة انتقالية ما بين الغضاريف والأنسجة والعظام الصلبة.

المصدر:شباب عنت

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *