أهداف العمل :
العمل هو وسيلة الإنسان لكسب رزقه، والعيش حياة كريمة، بعيدا عن ذُل السؤال، وقد قدست الحضارات العمل عبر التاريخ، وكل المجتمعات تحتقر وتمقت الإنسان الذي يعتمد على غيره لكسب رزقه ، والعمل مهما كان بسيطا يشعر صاحبه بأن لديه مكان ودور في هذا العالم، ويمارس الإنسان مختلف أنواع العمل الشريف من أجل الحصول على المال وسد نفقاته والإنفاق على أسرته إذا كان هنالك أشخاص يعيلهم ، كما أن كل فرد من أي دولة يمارس وظيفة محددة في مجال محدد من أجل نفع المجتمع ، وتحقيق التكامل ، من أجل ضمان استمرار دوران عجلة الحياة ، ونجد أن كل المجتمعات تربي أبناءها مند الصغر على العمل بداية من التعلم وكسب المعارف والقدرات ، إلى غاية التخرج والحصول على وظيفة.
أنواع العمل :
تختلف أنواع العمل باختلاف مصالح الناس ومواهبهم وقدراتهم ، فالناس بحاجة إلى خياطة ملابسهم ولا يمكنهم جميعا القيام بهذا العمل، والخياط بإمكانه خياطة العديد من الملابس ولهذا وجدت مهنته، من أجل تحقيق التكامل في المجتمع ، ومن العمل ما يعتمد على قدرات جسمية عضلية مثل البناء والفلاحة، ومن العمل أيضا ما يعتمد على قدرات عقلية مثل التعليم والعلاج والهندسة وإن ممارسة أي مهنة تتطلب من صاحبها أن يكون على دراية بأسرارها وخباياها مع امتلاكه للمؤهلات الضرورية من اجل انجاز العمل بإتقان والاستمرار فيه.
النجاح في العمل :
إن النجاح في العمل يتطلب بالدرجة الأولى إخلاص النية في أداءه ، وبدل قصار الجهد وتوظيف كل الطاقات والقدرات والمواهب من اجل انجاز العمل والقيام به على أحسن وجه وأكمل صورة وإتقان العمل يعتمد على مدى فعالية التكوين وعلى حجم المعارف والخبرات التي اكتسبها الشخص طوال مشواره الدراسي ، وأيضا على مدى انسجامها مع العمل الذي يمارسه ، فمثلا إن كان لدينا شخص متحصل على اعلى الشهادات في القانون، ولديه كم هائل من المعارف والخبرات في هذا المجال ، فهل يمكنه ممارسة مهنة الطبيب أو الفلاح أو الخياط أو المعلم أو أي نوع من أنواع العمل الأخرى ؟ وحتى لو تمكن من أداءه بنسبة معينة، فهل سيتمكن النجاح فيه وإتقانه مثل الشخص المتخصص ؟
وإذا ما توفرت كل الشروط السابقة فإن النجاح في العمل يعتمد على مدى تركيز الشخص أثناء قيامه بالعمل وعلى مدى تفرغه واستعداده لإنجازه في وقت أداءه لذالك العمل ، وكذلك على حالته الصحية الجسمية والنفسية, وسر النجاح والإبداع في أي عمل وفي أي مجال مهما كان هو حب ذلك العمل.