باريدوليا ما هو
تُعرف الباريدوليا باسم Pareidolia، وهي عبارة عن ظاهرة نفسية، تعتمد على مدى استجابة العقل لأي عوامل عشوائية محفزة سواء إن كانت تلك العوامل صورة أو صوت أو ضوء وهكذا، وبسبب تلك الاستجابة يبدأ العقل في التخيّل وحينها يرى صوراً لأشياء غير موجودة، أو يسمع أصواتًا لا يوجد لها أي أساس.
- ومن أشهر الأمثال التي يُمكن من خلالها فهم هذه الظاهرة، تخيّل صور أشكال مختلفة أو صور للحيوانات عند النظر إلى السحاب على سبيل المثال، أو مثلاً عند تخيّل سماع بعض الأصوات العشوائية على الرغم من عدم وجودها في الأساس.
- فلا يوجد أي علاقة بين السحاب وصور الأشكال أو صور الحيوانات، وعلى الرغم من ذلك يتمكن الشخص الذي يُعاني من هذه الظاهرة النفسية من التخيّل بشكل بسيط.
- ولا تقتصر هذه الظاهرة على فئة عمرية معينة، بل يُمكن أن يمر بها العديد من الأشخاص في مختلف الفئات العمرية، فاعتمادها الأساسي على مدى استجابة العقل، كما أن هذا التخيّل غير مقتصر على رؤية وجوه فقط، بل يتضمن رؤية أشكال كثيرة ومختلفة.
- وإليكم عدة صور توضح كيفية عمل وحدوث هذه الظاهرة متمثلة في الآتي:








ظاهرة الباريدوليا
يُعرف عن العقل البشري أنه يتأثر بشكل كبير بكافة الأشياء الموجودة حوله، وظاهرة الباريدوليا دليل على هذا الأمر، فتلك الظاهرة مُقسمة إلى قسمين، وهم Para و Idol، ومعناهم الصورة العشوائية أو الصورة الخاطئة.
- وتُعرّف هذه الظاهرة على أنها ظاهرة نفسية تُصيب عددًا كبيرًا من الأشخاص في مختلف الفئات العمرية، وتكون عبارة عن تخيّل بعض الصور أو الأشياء أو الأصوات العشوائية.
- وعندما قام بعض العلماء بدراسة هذه الظاهرة قيل أن ظاهرة الباريدوليا نوع من ضمن أنواع ظاهرة الأبوفينيا Apophenia، أي ظاهرة الاستسقاط، وتلك الظاهرة تعني محاولة ربط عدة أشياء ببعضها البعض، على الرغم من أنها أشياء منفصلة، إلا أن تلك المحاولات تتم من أجل إعطاء هذه الأشياء معنى ومفهوم جديدًا.
- وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة قد تتسبب في الكثير من القلق، إلا أنها على الجانب الإيجابي تُعد إشارة على عمل العقل والدماغ بشكل صحيح.
- ولهذه الظاهرة الكثير من الأشكال المتنوعة، ومنها:
رؤية أشكال على الحائط
- سواء إن كانت تلك الأشكال عبارة عن وجوه أو أعين، أو عبارة عن أشكال للحيوانات أو رسمة معينة أو هيئة محددة، فعدد الأشياء التي يُمكن رؤيتها على الحوائط لا تحصى ولا تُعد.
- وهذا التخيل يُمكن أن يحدث عند رؤية حوائط المنزل، أو عند رؤية حوائط الطرقات والشوارع، فأي حائط بالنسبة للشخص الذي يُعاني من وجود هذه الظاهرة يُمكن استخدامه لتخيّل مختلف الأشياء والأشكال فور رؤيته.
رؤية وجوه في الأشياء
- من ضمن أشكال هذه الظاهرة أيضًا رؤية وجوه في مختلف الأشياء، مثل تخيّل وجود عينين وفم وأنف لقلم مثلا، أو تخيل وجه في في القهوة عند تناولها، أو تخيّل وجه للبنطال المُعلّق على الحائط، وهكذا.
- لذلك يتمكن كل من يُعاني من هذه الظاهرة من تخيّل الكثير من الوجوه حوله في العديد من الأشياء المختلفة وفي كل مكان، حتى وإن كانت مجرد شجرة في الشارع أو ورقة ملقاة على الأرض.
خطوات حدوث الباريدوليا
تحدث ظاهرة الباريدوليا بسبب تعرض العقل لعدد من العوامل المحفزة المختلفة مثل الصوت والضوء والصور وغيرها، وتتم وفق عدة خطوات تحدث بداخل العقل البشري، وبعد حدوث هذه الخطوات تنتج هذه الظاهرة، وتتضمن هذه الخطوات الآتي:
- في البداية يُعرف الجزء الموجود في الدماغ الذي يقوم بتفسير الوجوه باسم التلفيف المغزلي Fusiform gyrus، وهذا الجزء يمتلك جانبين أساسيين، ولكل جانب وظيفة معينة، وهي:
- فالجانب الأيمن يقوم بإصدار عدد من الأوامر بشكل بطيء، وتلك الأوامر تكون بحاجة إلى وقت كاف لتتمكن من التعرف على الوجوه ولتتمكن من تفسيرها أيضًا، أما الجانب الأيسر، يقوم بالحكم بشكل سريع فور رؤية أي وجه.
- في ذلك الوقت يقوم العقل بتفسير هذه اللمحة السريعة، ومن ثم تنتج الكثير من النتائج الخاطئة، ولكن حينها يتدخل الجانب الأيمن، ويقوم بتصحيح تلك الأخطاء.
- وتقوم الدماغ والعقل البشري بالكثير من عمليات التصوير والمسح من أجل فحص الأشكال والألوان والخطوط والأسطح والهيئات وغيرها، وذلك بعد أن يتم مطابقتها بصورة محددة.
- ومن ثم تتكون صورة مدمجة، وبالتالي حينها يُمكن رؤية الوجوه أو تخيل الأشياء على الحوائط مثلا أو غير ذلك، أو يحدث تخيّل لوجود أصوات مختلفة عند سماع الأغاني المتنوعة على سبيل المثال، كتخيّل وجود رسائل مختفية.
أسباب الباريدوليا
تحدث هذه الظاهرة لعدة أسباب علمية ونفسية، كما أن لها عدة أسباب عصبية كذلك، وتم التوصل لهذه الأسباب من خلال الدراسات والأبحاث المختلفة التي قام بها العديد من العلماء المختلفين، وتتضمن الأسباب التي تتسبب في حدوث هذه الظاهرة الآتي:
- قيل أن من ضمن الأسباب النفسية أو كما يُطلق عليها الأسباب الفلسفية التي يحدث بسببها هذه الظاهرة حواس الإنسان المختلفة، فقيل أن عين الإنسان سبب رئيسي لحدوث هذه الظاهرة.
- وذلك لأنهم اعتبروا أنها تقوم برؤية الأشياء ولكن بشكل خاطئ، وأضافوا أن أذن الإنسان أيضًا سبب لحدوث هذه الظاهرة، وقيل أن ذلك بسبب سماع الأصوات بشكل مختلف أو بطريقة خاطئة.
- قيل كذلك أن هذه الظاهرة تتأثر في حالة كون الشخص متدينًا، وقريب من الله، وذلك لأنهم يكونون أكثر عرضة للتأمل بشكل كبير والتدبر في خلق الله والمظاهر الطبيعية، وبالتالي يزيد ذلك من حدوث هذه الظاهرة ورؤية الصور والأشياء المختلفة أو سماع الأصوات أيضًا.
من يصاب بالباريدوليا
لا تقتصر الإصابة بهذه الظاهرة على فئة معينة من الأفراد، بل تشمل عددًا كبيرًا من الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، ولكن تختلف نسبة الإصابة وتتراوح بين الأشخاص وبعضهم البعض، ومن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذه الظاهرة الآتي:
- أثبت من خلال إجراء العديد من الأبحاث والدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من تقلب مستمر في الحالة المزاجية، هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذه الظاهرة.
- قيل أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من حالة نفسية سلبية يتعرضون أيضًا لتلك الظاهرة، وذلك لأنهم يقومون بهذا الأمر من أجل الهروب من الواقع الموجودين فيه.
- قيل كذلك أن الأشخاص العصبيين يُصابون بهذه الظاهرة بشكل دوري مستمر، وذلك للجوئهم للجلوس بعيدًا عن المحفزات التي يُمكن أن تُثير غضبهم.
- قيل أيضًا أن النساء تُصاب بهذه الظاهرة بشكل أكبر من الرجال، وفي بعض الأحيان يُصاب بتلك الظاهرة عدد من الأشخاص الذين يُعانون من بعض المشاكل النفسية.
علاج باريدوليا
يبحث الكثير عن علاج ظاهرة الباريدوليا، وذلك لاعتقادهم أن تلك الظاهرة ضارة بالإنسان، وعلى الرغم من أنها تثير القلق لدى نفوس الكثير إلا أنها ظاهرة غير مؤذية وغير ضارة، بل يوجد لها عدد من الفوائد أيضًا حيث أنها تُعد دليلاً على عمل العقل بشكل صحيح.
- تلك الظاهرة شائعة، ومفيدة في بعض الأحيان؛ لأنها تساعد الأشخاص على زيادة نسبة خصوبة الخيال، كما أنها تساهم في إعمال العقل بشكل صحيح خاصة عند الحاجة للتخيّل من أجل الرسم أو التصوير أو غيرها.
- ولكن يُمكن أن تصبح هذه الظاهرة خطرًا عند تأثيرها بشكل سلبي على الأفراد، مثل وجود شعور بالخوف بسبب تخيّل هذه الأشياء، أو تلك الصور المختلفة، أو مثل سماع الكثير من الأصوات العشوائية التي يُمكن أن تقود الإنسان إلى الجنون.
- لذلك عند زيادة نسبة هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، وعندما تقوم بالتأثير بشكل سلبي، لا بد من زيارة الطبيب من أجل إخباره والتوصل لحل لهذه الظاهرة.