بروكسل ولندن تدعوان إلى أحراز تقدم حول العلاقة بعد بريكست رغم أزمة كوفيد-19

بعد جولة محادثات أولى في مطلع آذار/مارس، علقت المفاوضات على مدى ستة أسابيع فيما يقترب استحقاق حزيران/يونيو الذي حددته لندن لتقييم فرص التوصل الى اتفاق.

علما بريطانيا (يمين) والاتحاد الأوروبي يرفرفان أمام مبنى المستشارية في برلين، في 9 نيسان/أبريل 2019

اتفق الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الإثنين على الدعوة إلى إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بينهما لتحديد علاقتهما المستقبلية بعد بريكست، إثر توقف طويل بسبب وباء كوفيد-19 الذي يهدد إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر.

والتقى فريقا التفاوض برئاسة الفرنسي ميشال بارنييه عن الطرف الأوروبي ونظيره ديفيد فروس عن الطرف البريطانيا، عبر دائرة الفيديو بعيد الساعة 13,00 ت غ.

بعد جولة محادثات أولى في مطلع آذار/مارس، علقت المفاوضات على مدى ستة أسابيع فيما يقترب استحقاق حزيران/يونيو الذي حددته لندن لتقييم فرص التوصل الى اتفاق.

وألقى فيروس كورونا المستجد بثقله على مجريات المحادثات. فاصاب أولا ميشال بارنييه، ثم ديفيد فروست، قبل أن يطال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يقضي حاليا فترة نقاهة بعد نقله إلى المستشفى حيث وضع في العناية الفائقة لأيام.

وقال متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية “نتوقع محادثات جديدة بناءة هدفها إحراز تقدم بحلول حزيران/يونيو”.

وأعلن بارنييه من جهته في تغريدة “لا بدّ لنا من إحراز تقدم في كل المجالات: هدفنا تحقيق تقدم ملموس بحلول حزيران/يونيو”.

ورغم البلبلة التي تسبب بها الوباء، فإن بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير رفضت الإثنين أي تمديد للفترة الانتقالية الى ما بعد نهاية كانون الاول/ديسمبر، ما يزيد مخاطر عدم التوصل الى اتفاق ينظم العلاقة المستقبلية بين الطرفين.

في هذه الحال، تطبق قوانين منظمة التجارة العالمية مع حقوق جمركية مختلفة وحواجز جمركية بين أوروبا وبريطانيا.

ودعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الى تمديد المهلة مشددة على وجوب تفادي “زيادة عدم اليقين” الناجم عن الأزمة الصحية.

ورغم أن بريطانيا تواجه خطر ركود تاريخي بحسب “مكتب مسؤولية الموازنة” (أو بي آر) مع احتمال تراجع اجمالي الناتج الداخلي بنسبة 13% في 2020، الا أن لندن لم تستجب لهذه الدعوة.

– “صدمة مزدوجة”-

يؤكد فابيان زوليغ من مركز السياسة الأوروبية أن القيود “الفنية” على المفاوضات التي تتم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة و”الانعكاسات الاقتصادية المحتملة” لعدم التوصل الى اتفاق “ترجح الكفة بقوة الى التمديد” ولا سيما أن الفشل سيؤدي كما يبدو “الى أشدّ سيناريوهات بريكست، أي الخروج بدون اتفاق”.

وعبر مصدر أوروبي قريب من المحادثات عن قلقه قائلا إن “بريكست على طريقة جونسون، هو بحد ذاته بريكست شديد يهزّ الاقتصاد. ومع كورونا سيشكل ذلك صدمة مزدوجة للشركات”.

تضاف صدمة الوباء الى عملية صعبة أساسا لم يتمكن خلالها الطرفان من تسوية خلافاتهما حول العلاقات المستقبلية في ختام جولة أولى من المحادثات.

ويبدأ ذلك بالشكل الذي ستتخذه، اذ يرغب البريطانيون في عدة اتفاقات (العلاقات التجارية، الصيد …) في حين يريد الاتحاد الاوروبي اتفاقا شاملا لكي يتم التقدم في كل المواضيع في آن.

وبالنسبة لبروكسل، لن تكون هناك شراكة إذا لم تتم تسوية موضوع صيد الاسماك في شكل “متوازن”، وهو موضوع يهدد بتصعيد الخلاف إذ يعتبر أساسيا لعدة دول أعضاء في مقدمها فرنسا والدنمارك.

إلا أن الأوروبيين لم يكونوا تلقوا النص البريطاني المتعلق بصيد السمك صباح الإثنين، بحسب المصدر الأوروبي.

– تغيير المعطيات –

والمسألة الثانية موضع الخلاف هي شروط المنافسة التي يريدها الاتحاد الاوروبي “شفافة وعادلة” لمنع ظهور اقتصاد غير منظم على أبوابه. ومثل هذه الشروط تتطلب احترام المعايير المشتركة في مجالات الاقتصاد والعمل والبيئة والضرائب خصوصا، وهو ما ترفضه لندن متمسكة بـ”السيطرة على قوانينها الخاصة”.

لكن هل يمكن أن يغير الوباء المعطيات؟

يقول اريك موريس من مؤسسة شومان “لا نعلم بعد أي اتجاه سيسلكه الأوروبيون والبريطانيون. كل المعطيات تغيرت ولا نعلم بعد كيف ستستقر بحلول نهاية حزيران/يونيو”.

سيواصل الفريقان محادثاتهما هذا الاسبوع على أن يعرض ميشال بارنييه ما تم التوصل إليه في مؤتمر صحافي الجمعة في ختام هذه الجولة الثانية. وستجري جولات المفاوضات التالية في أيار/مايو ثم في مطلع حزيران/يونيو.

Source: France24.com/

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *