كثير من الأمهات و الآباء يحلموا باليوم الذي سيتخلص فيه طفلهم من الحفاضة و يخرج بدون إرتداءها و ينام بدونها , و لكن عندما يبدأوا في تدريب طفلهم تصدمهم النتائج , و يشتكوا أحيانا من عدم إستجابة الطفل للذهاب للحمام , و بعض الأطفال يعاند و يبلل ملابسه بإستمرار , ثم بعد المعاناة نجد الوالدين يسألوا عن السن المناسب لهذا التدريب , و الأساليب التربوية السليمة و يتمنوا أن تنتهي هذه الفترة الصعبة , فدعونا نتحدث بشئ من التفصيل عن هذا الأمر.
السن المناسب:
أول شئ لابد أن ننبه له قبل الإشارة للسن المناسب هو إستعداد الطفل , حيث يشكل إستعداد الطفل و رغبته في التعلم خطوة مهمة جدا في إنجاز هذه المهمة الشاقة , أما السن المناسب لبدأ تدريب الطفل على الحمام فهو بين عام و نصف – لعامين و نصف , و أرجو من الوالدين عدم الإستعجال في هذا الأمر بسبب استماعهم لنصائح الجدات , فكثيرا ما يقولوا للأم إنها تأخرت في تدريب الطفل و أن التدريب الباكر أفضل و أنهم زمان كانوا يدربوا الأطفال بعمر الستة أشهر , و كثير من الأقاويل التي تدفع الوالدين للإسراع في تدريب الطفل و الضغط عليه و تحميله ما لا يطيق , فأقول لهم إن أفضل سن لبدأ التدريب على خلع الحفاضات هو سنة و نصف ثم الأكبر من ذلك .
أول خطوة:
أول خطوة و أهم خطوة شرح الأمر للطفل بهدوء و سعة صدر فلابد أن يفهم الطفل لماذا عليه أن يخلع الحفاضة و يستخدم الحمام ؟ فعلى الوالدين توضيح الأمر له جيدا بأن يقولوا له: “إن الصغار الذين لا يستطيعون التحكم في الفضلات هم فقط من يرتدوا الحفاضات لكن أنت الآن أصبحت كبير و ستستخدم الحمام مثل الكبار و مثلي ومثل بابا و جدو و خالو و ………. “
الطريقة الفعالة:
بعد أن شرحت الأم للطفل أهمية خلعه للحفاضة تبدأ في خلعها عنه بالفعل و يجلس بدونها طوال النهار على أن تأخذه للحمام كل ساعة و يجلس على البوتي سواء كانت لديه حاجة للتبول أو لا ثم بعد ذلك بفترة أسبوعين مثلا , تأخذه للحمام كل ساعتين و ستلاحظ أن طفلها بدأ يتحكم في نفسه تدريجيا , وعليها أن تزيد المدة الزمنية كل فترة و لا تنسى أن تسأله بإستمرار و تؤكد عليه دائما أن يسرع للحمام إن شعر بالحاجة لذلك .
التدريب الليلي:
يوجد طريقتان للتدريب على خلع الحفاضة ليلا , فالبعض يدرب الطفل نهارا حتى ينهي التدريب و يتحكم الطفل في نفسه بشكل كامل ثم يبدأ في التدريب الليلي , و الطريقة الأخرى هي التدريب النهاري و الليلي معا .
أما الطريقة المتبعة لذلك تبدأ بمنع الطفل من شرب أي سوائل قبل النوم بساعتين ثم يذهب الطفل للحمام قبل النوم مباشرة و تستعد الأم لتوقظه بعد النوم بساعة و نصف أو ساعتين ليتبول ثم يكمل النوم و لتسهيل الأمر على الطفل و الأم أيضا يمكن وضع القصيرية بجانب السرير بحيث تكون قريبة للإستخدام , و كل هذه الإحتياطات لا تعني إن الطفل سيستيقظ جاف بل لابد أن تتوقع الأم وجود حوادث , و لمزيد من الاحتياطات يمكن للام أن تضع مفرش بلاستيك تحت الملاءة مثلا.
ملاحظات و كبسولات:
- على الأم تعليق أي صورة جذابة بالحمام لتجعله مكان مريح للطفل و من الممكن تجهيز لعبة بالحمام يمسك بها فقط أثناء وجوده بالحمام بحيث تكون حافز له.
- لا تستخدموا أبدا أسلوب العقاب أو الضرب و التعنيف بل المدح و المكافأة , و الهدية ستعطي نتائج أفضل.
- عليكم التحلي بالصبر و التأهيل النفسي لذلك , و لا تعتبروا الأمر سهل بل قد يستغرق شهور و حتى سنوات فكونوا مستعيدين لهذا الأمر الشاق.
- لا تقارنوا أبدا أطفالكم بغيرهم فهناك فروق فردية يجب مراعاتها بين الأطفال.
- لا تبدأوا أبدا التدريب مع أطفالكم بسن صغيرة بل بعمر عام و نصف إلى عامين و نصف.
- يفضل التدريب أثناء الصيف.
- إن معلومة طبية مهمة تخبرنا بأن الأطفال لا يتحكمون كليا بالمثانة إلا بعمر أربع سنوات فالتدريب و الإحتياطات شئ مفيد لكن لن يتمكنوا من ضبط أنفسهم 100 بالمائة إلا بعمر أربع سنوات.
- البنات تتحكم بأنفسهن أسرع من الذكور , لذا لا تضغطوا أكثر على الذكور فهم لا ذنب لهم بطبيعة تكوينهم الجسدية.
- البلل و التنظيف و الجري سمات طبيعية جدا لمرحلة التدريب فلا تتوقعوا غير ذلك بل إستعدوا لذلك جيدا و تقبلوا الحوادث بصدر رحب و تعاملوا بحكمة.
- بينوا لأطفالكم السعادة بهذا التدريب لأنهم أصبحوا كبار و لا تبينوا أبدا لهم أنكم تتعرضون لضغط أو أن التدريب بالنسبة لكم عبء ثقيل لأن شعوركم تجاه التدريب سينتقل بشكل مباشر أو غير مباشر لأطفالكم.
- عليكم أخذ الطفل للحمام قبل الخروج مباشرة و يجب سؤاله بإستمرار عن حاجته للذهاب للحمام حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه و خصوصا في بداية التدريب.