إن أطفالنا هم النور الذي يضئ لنا دنيانا و لا يوجد أحب لدينا منهم , و لكن في بعض الأحيان و من كثرة الضغوط و زيادة عملية التربية صعوبة يوما بعد يوم نجد بعض الآباء أو الأمهات يتزمروا من هذه المسئولية الكبيرة و التي تزداد تعقيدا , و لكن عليكم أن تفكروا في المستقبل الذي أصبح قريب فهل سيظل أطفالكم معكم طوال أعمارهم؟
الهدوء المطلوب:
كل أب و كل أم يتمنوا وقت هادئ بدون صراخ أو شجار أو بكاء أو طلبات أو شكوى أو حتى طلب مساعدة , فبالنسبة لهم هذه اللحظات – القليلة – تمدهم بنشاط و تجدد طاقتهم , و لكن للأسف الأطفال الصغار لا يدركون وجهة نظر والديهم فطبيعتهم تجعلهم يشعروا بالأمان بجوار والديهم , فهم يريدوا دائما الإحساس بالأمان فيبحثوا عنه بجوار والديهم الذين يبحثون عن أي مكان به هدوء , فكل طرف له وجهة نظر و إحتياج معين , فنحن نلتمس العذر للوالدين المتعبين و المجهدين و الذين يبحثون عن الراحة و الهدوء , و أيضا نلتمس نفس العذر للأطفال الصغار الذين لا يجدوا الأمان و الإطمئنان إلا بجوار والديهم , إلا أننا نريد أن نطمئن الوالدين فقريبا سيعم الهدوء.
أنظروا لأحوال السابقين:
نعم أنظروا لوالديكم – الجد و الجدة – أنتم الآن إنفصلتم عنهم بشكل تام و لديكم أسرة و حياة مستقلة و ربما – لكثرة المسئوليات و الضغوط – أحيانا تقصروا في زيارتهم , ألم تشعروا بوجود بعض الفراغ لديهم و أحيانا إحساس بالوحدة , فأيامهم كلها متشابهة لا يحدث فيها جديد و أبنائهم – أنتم بالطبع – لسبب أو لآخر منشغلين و لا يتابعوا معهم أخبارهم أو إهتماماتهم إلا قليلا , و الواقع الأليم أنكم ستصبحوا هكذا قريبا فالأيام تسير و تسرع و العام يأتي تلو العام و العمر يمر , و من كان طفلا أصبح مراهقا و المراهق أصبح شاب و الشاب أصبح زوج و لديه أسرة و مسئوليات , و لا تنسوا أيضا أن الأيام دول فما عليكم إلا أن تحاولوا الإستمتاع بقدر الإمكان بوجود أطفالكم معكم الآن.
حاولوا الإستمتاع الآن:
فبعد أن لفتنا أنظار كل الآباء و الأمهات لهذا أتوقع أنهم سيخففوا قليلا من التوتر و الضغط الذي يضعوا فيه أنفسهم و أطفالهم و سيمضوا وقت أكثر معهم يلعبوا و يمرحوا و يحاولوا إستغلال كل وقت أطفالهم متواجدين فيه معهم , فقريبا ستنالوا ما كنتم تحلمون به من هدوء و سكينة و راحة من الممكن أن تصل لدرجة الملل , فكل فترة لها مسئولياتها و مميزاتها و عيوبها فأطفالكم الآن بين أيديكم و لكن قريبا ستروهم بمواعيد و عندما تسمح ظروفهم بذلك و أنتم بالتأكيد ستفتقدوهم و ستعذروهم أيضا لأنكم ترون بأنفسكم صعوبات الحياة و التي تزداد كل يوم عن اليوم الذي قبله , فلو حسب كل أب و كل أم المدة التي سيقضوها مع أطفالهم سيجدوها سنوات معدودة , فلا تتركوا أنفسكم و يمر الوقت و تفاجئوا بأن أطفالكم لم يعودوا معكم و قد إنشغلوا بحياتهم الخاصة و ربما تندمون على كل لحظة أمضيتوها بعيدا عن أطفالكم و هم كانوا بالقرب منكم , فلا توصلوا أنفسكم لهذا و بادروا بالإستمتاع و اللعب و الحديث مع أطفالكم في أعمارهم المختلفة و عيشوا معهم أوقاتهم.
و في النهاية نتمنى أن تكون كل أسرة إستفادت من هذه النصائح التربوية , و للمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء , و أنصح بقراءة هذا المقال بعنوان: “لحظة قبل أن تطلبوا البر من أبنائكم” , و أشركونا دائما بتعليقاتكم و تجاربكم و أيضا أسئلتكم.