يحتاج الجسم لكي يقوم بنشاطاته اليومية المختلفة إلى ما يمده من سعرات حرارية، وهذه السعرات يتناولها الإنسان على هيئة الغذاء، وتعمل السعرات في المقام الأول على محافظة الجسم على درجة حرارته الطبيعية التي تبلغ 37 درجة مئوية عند الأصحاء، أما إذا إرتفعت بسبب المرض أو بسبب النشاط الجسمي فيُهدئها الجسم عن طريق العرق، وإذا إنخفضت قام بحرق السكر في الدم لرفع درجة الحرارة مرة أخرى إلى المستوى السليم، لذلك وجب علينا جميعا أن نعرف الطرق الصحية ل”تغذية الإنسان”.
تغذية الإنسان والسعرات الحرارية:
فالجسم يستهلك من المواد الغذائية القدر الذي يحتاجه لنشاطه ولكي تقوم الأعضاء بتأدية وظائفها مثل الهضم وعمل القلب، والرئتين وعمل الكبد والكليتين وغيرها، وتبلغ إحتياجات الإنسان البالغ (الذي يزن 80 كيلوجرام) نحو 80 سُعر كبير كل ساعة من ساعات النهار لتأدية تلك الوظائف العضوية، وتنخفض إلى نحو 45 “سعر كبير” كل ساعة من ساعات النوم، إذ يقوم الجسم أيضا بوظائفة الحيوية أثناء النوم، من تنفس وهضم وبناء الخلايا وتجديدها وغيره، أي أن الشخص العادي الذي يعمل عملا مكتبيا يكفيه نحو 2000 سعر يوميا.
وإذا كان هذا الشخص يمارس الرياضة مثلا أو يزاول عملا كله حركة، فهو يحتاج لعدد أكبر من السعرات حتي يتمكن الجسم من أداء تلك الأعمال البدنية، كما أن العمل العقلي يستهلك نحو 25 من السعرات كل ساعة (وهذا ما يوازي إستهلاك مصباح كهربائي قدرة 22 وات)، ولكن هذه السعرات المطلوبة للتفكير تدخل في ضمن ال 80 سُعرا المذكورة أعلاه.
ما يزيد عن ذلك من سعرات يتناولها الإنسان في طعامه يخزنها الجسم في هيئة دهون حيث أن الدهون تستطيع تخزين قدرا هائلا من السعرات (930 سعر لكل 100 جرام)، وقد تعودت أجسامنا على تخزين الفائض منذ قديم الأزل حتي أن بعض الناس الآن يبلغ وزنه 100 كيلوجرام وطوله لا يزيد عن 160 سنتيمتر.
أهمية الغذاء:
كما أن الغذاء يعطي الجسم البروتين الضروري للعضلات وتجديد خلايا الجسم، والنشويات والدهون هي المصدر الذي يمد الجسم بالحرارة، وتساعده على القيام بجميع العمليات الحيوية التي يقوم بها الجسم تلقائيا سواء كنا نائمين أو مستيقظين، ويساعد أجهزة الجسم على أداء وظائفه الحيوية كميات ضئيلة من الفيتامينات والأملاح المعدنية، والنقص في الفيتامينات والأملاح المعدنية يسبب التعرض للمرض، وضعف النظر، وليونة العظام، وفساد الأسنان.
وتوجد الفيتامينات والمعادن في الخضروات والفاكهة الطازجة بأنواعها، وفقا للموسوعة الحرة فإن عملية طهي الغذاء تعمل على ضياع جزءا قليلا من تلك الفيتامينات بسبب تعرضها للحرارة، لهذا ينصح المختصون بعدم إعادة تسخين الأكل مرات ومرات، إذ في كل مرة تفقد جزءا من الفيتامينات، وينطبق ذلك على المعلبات فهي تفقد فيتامينات الغذاء ويجب أكل الخضروات الطازجة بجانبها حتي لا يتعرض المرء إلى نقص في الفيتامينات.
وكذلك يحتاج الجسم للأملاح المعدنية مثل الصوديوم والكلور والبوتاسيوم والكالسيوم الذي يبني العظام والمغنسيوم الذي يضبط ضربات القلب والمنجنيز الهام لإنتاج الأنسولين، والحديد الذي يدخل في بناء الدم، ولكن يحتاج الجسم إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية بكميات قليلة، ونضمن الحصول عليها “بتنويع” المأكولات من خضروات وفاكهة.
ما هي أسباب السمنة:
ولكن للأسف بعض الناس يسرف في تناول الطعام ويتسبب ذلك في السمنة، ويعرض نفسه للمخاطر والسلبيات المختلفة لها، وتحدث السمنة لعدة أسباب مثل:
– ممارسة عادات غذائية سيئة.
– قلة الحركة.
– عوامل وراثية (وجود أحد من الوالدين أو كلاهما مصابا بالسمنة).
– أسباب مرضية (مثل إختلال الهرمونات في الجسم).
– أسباب نفسية (إلتهام الطعام بكميات كبيرة عند الشعور بالضيق)… إلخ.
وتعتبر العادات الغذائية السيئة، وقلة الحركة هما السببان الرئيسيان لحدوث السمنة
العادات الغذائية السيئة:
من تلك العادات ما يقوم به بعض الناس ويعتبروه روتين يومي مثل: تناول كميات كبيرة من الطعام، وتناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون مثل الشيكولاتة، أكياس البطاطس، والمشروبات الغازية، وكذلك النوم بعد الأكل مباشرة.
مظاهر قلة الحركة:
عدم مزاولة أى نوع من الرياضة (عدم المشى، الإنتقال بواسطة السيارات والصعود بالمصعد وغيرها) وقضاء ساعات طويلة أمام التليفزيون، فالحركة الدائمة تساعد الجسم في التخلص من الدهون وتقلل من تراكمها، ولكن عدم الحركة وقلتها تزيد من تراكم الدهون بالجسم ويصاب الشخص بالسمنة.
الحل في تقليل السعرات:
تقليل الوزن يأتي من تقليل كمية الدهون في الجسم، وهذا لا يتم إلا بإستهلاكها وكما يقول البعض “حرقها”، إما بالرياضة أو بتحديد كمية السعرات المأخوذة مع الطعام، أو بكلاهما معا وهذا هو الأفضل، ومن يريد التخسيس فعليه بإختيار الوقت المناسب أولا، إذ أن ذلك سيستمر عليه طويلا ولتكن فترة من 4 إلى 6 أشهر مبدئيا.
ولكنه لن يحرم نفسه من الأكلات التي تعجبه، كل ما في الأمر – وهذا ماينصح به المختصون – ان يُكثر من أكل الخضر والفواكه للحصول على الشبع، وربما تعاطى الإنسان مثلا مرتين في اليوم برتقالة أو خوختين أو تفاحة أو موزة بين الأكلات الرئيسة حتى لا يشعر بالجوع فيأكل أكثر، فالفاكهة تحتوي على سعرات قليلة (نحو 40 سُعر لكل 100 جرام) والخضر والفواكه تقلل من حاجته إلى الدهون والنشويات الغنية بالسعرات (الدهون 930 سُعر لكل 100 جرام، والنشويات 400 سعر لكل 100 جرام)، ويجب أيضا التقليل من اللحوم (400 سعر لكل 100 جرام).
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات الطبية وللمزيد تابعونا في قسم الصحة، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.