‘);
}

سورة الكهف

يذكر القرآن الكريم العديد من القصص للناس، وكلّها فيها من العِظة والعِبرة ما ليس موجوداً في القصص الأخرى وأحاديث الناس المختلفة؛ فالقرآن الكريم لا يذكر قصّة إلا إن كان فيها ما يفيد الناس ويصلح حالهم في الدُّنيا والآخرة، أمّا ما ليست فيه عبرة واستفادة فإنّه يهمله ويطوي خبره عنهم، وهذا من أهمّ الأسباب التي تجعل القرآن الكريم كتاباً لا يملّ الإنسان من قراءته، ولو قرأ القصّة الواحدة في أكثر من سورة إلا أنه يظلّ مستمتعاً بها منتبهاً إليها دون شعور بالملل أو التكرار، وسورة الكهف من أعظم السور التي ذكر فيها الله -عزّ وجلّ- قصصاً مليئةً بالعبرة والعِظات، وهذه القصص أربعة؛ قصّة أهل الكهف التي سُمِّيت سورة الكهف بها، وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى والخضر عليهما السّلام، وقصة ذي القرنين.[١]

امتازت سورة الكهف عن غيرها من سور القرآن، رغم أنّ من السور ما هو أعظم منها كسورة الفاتحة مثلاً، ومن مميّزات سورة الكهف أنّها سورة الجمعة؛ يقرؤها المسلمون في كلّ جمعة اتّباعاً لسنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي كان يفعل ذلك، ويرجون بذلك أن يُضاءَ لهم ما بين جمعتيهم بالنور الذي أخبر عنه -رسول الله صلى الله عليه وسلم- حين قال: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ)،[٢] كما أنّ حفظ الآيات العشر الأولى منها، أو قراءة الآيات العشر الأخيرة منها كذلك، سبب في عصمة الإنسان من أكبر فِتَن هذه الدنيا وهي فتنة المسيح الدجّال، كما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في بعض الأحاديث الصحيحة.[١]