الزوجين هم أقرب الأشخاص لبعضهما البعض والثقة بينهما لابد ألا تكون لها حدود ولكن للأسف يحدث بعض المواقف المعينة التي تهز أو تقلل من هذه الثقة ولا تجعلها متبادلة، فعلى كل زوجين – حديثي الزواج أو حتى متزوجين منذ فترة – أن يبنوا أو يعيدوا بناء جسر للثقة بينهما.
أول سنة:
هي أصعب سنة من الممكن أن تمر على الزوجين فكل طرف يعتبر الأخر غريب عنه فهم يروا بعضهم على الحقيقة لأول مرة وفي كل المواقف الحياتية المختلفة، ففترة الخطوبة أو حتى العقد والتي تسبق الإنتقال للعيش معا في منزل واحد لا تعتبر محسوبة من الحياة الزوجية، لأن المسئولية التي يتحملها كل طرف بعد الزواج وتكوين الأسرة ومع الضغط يبدأ كل منهما يتصرف بطبيعته أو حتى بأصعب من طبيعته التي كان يتعامل بها طوال فترة الخطوبة فعلى الزوجين توقع هذه الصعوبات حتى من قبل الزواج ليستطيعوا التأقلم والتصدي لهذا.
وبما إننا نتحدث اليوم عن الثقة والجسر الذي لابد أن يبنيه الزوجين بينهما وبعد الذي ذكرناه عن صعوبات أول سنة زواج وجب عليهما بناء ذلك الجسر سريعا لأن وجوده سيساعد على مرور هذه السنة بشكل أفضل، فإن كان كل طرف يظهر للطرف الآخر أنه يثق به ثقة عمياء ويتوقع الخير منه دائما سيحسن ويلطف ذلك من أجواء الإختلافات التي سيقابلها كل طرف في الآخر، ومن الجدير بالذكر إن أكثر حالات الطلاق التي تحدث تكون في هذه السنة الأولى وإن إستطاع الزوجين الصمود في وجه مشكلات وخلافات هذه السنة هذا يعني إن تلك الأسرة قوية وتستطيع مواجهة الصعاب الحالية والمستقبلية.
الصدق:
الصدق منجى فهو أسهل وأفضل الطرق للتعامل بين الطرفين حتى لو كانت الحقيقة قد تتسبب في مشكلة لكن المشكلة ستكون أكبر إن إكتشف طرف كذب الطرف الآخر عليه لأنها ستصبح مشكلة في جسر الثقة بينهما مما يضر بقوة هذا الجسر وربما لو توالت زلازل الكذب عليه لهدمته تماما وسيصبح من الصعب جدا بناء جسر أخر وستكبر المشكلات العادية وسيقدم الطرفين سوء الظن عند أي موقف والتسامح سيصبح صعب جدا وبالتالي ستصعب العيشة والحياة بينهما، لكن إن ركز كل منهما على الصدق الدائم مع الطرف الآخر سيحدث العكس تماما وسيقدم كل طرف منهما حسن النية وسيصبح جسر الثقة بينهما متين.
وفي النهاية أود أن أقدم نصيحة للزوجين وهي عدم الإعتماد على الإنطباعات الأولى فكلنا يألف عبارة: :الإنطباعات الأولى تدوم” لكن للأسف إن كانت هذه الإنطباعات الأولى سيئة من أحد الطرفين فالتعاسة هي التي ستدوم فبعض الأشخاص في اللقاء الأول بسبب التوتر والقلق أو حتى لأنه لا يستطيع أن يندمح مع الأخرين بسرعة يعتقد الطرف الآخر أنه متكبر مثلا أو سئ الطبع ولكن ما نطلبه هو فرصة قبل أخذ الإنطباع حتى لا تبنوا إنطباع يكون سبب في عدم سعادتكم.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح وللمزيد تابعونا في قسم علاقات أسرية وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “لكل زوج: هل تعرف طبيعة زوجتك؟“، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم مع جسر الثقة.