‘);
}

حكم الدعاء بعد الصلاة

ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الدعاء بعد كلِّ الصلوات، ولم يُذكر خلافٌ في المسألة، سواءٌ للإمام والمأموم والمنفرد، ويُستحَبّ للإمام أن يُقبِل على الناس ويدعو،[١] لأنَّ الدعاء بعد الصلوات المفروضة هو من مواطن الإجابة، لِما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه أسرَّ إلى مسلم بن الحارث -رضي الله عنه- فقال له: (إذا انصرفتَ من صلاةِ المغربِ فقل قبلَ أن تُكلِّمَ أحدًا: اللَّهمَّ أجرني منَ النَّارِ سبعَ مرَّاتٍ، فإنَّكَ إذا قلتَ ذلِك ثمَّ متَّ في ليلتِكَ كتبَ لَك جوارٌ منها، وإذا صلَّيتَ الصُّبحَ فقل كذلِك، فإنَّكَ إذا متَّ في يومِكَ كتبَ لَك جوارٌ منها)،[٢] وما ثبت من حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: (قيلَ يا رسولَ اللهِ: أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ؟ قال: جوفَ اللَّيلِ الآخرِ ودُبُرَ الصَّلواتِ المكتوباتِ).[٣]

ونَقلَ الإمام الغزالي عن مجاهدٍ أنَّ السبب في استجابة الدعاء بعد الصلوات هو أنَّ الله -تعالى- جعل الصلاة في أحسن وأفضل الأوقات، لذا فالدعاء بعدها مستجابٌ.[٤] أمَّا أفضل أوقات الدعاء بالإضافة إلى الدعاء بعد الصلوات المكتوبة: شهر رمضان المبارك وخاصّةً في ليلة القدر، وفي جَوف الليل الآخر، وفي حَال إقبال القلب على الله -تعالى-، ودعوة المظلوم، ودعاء المريض، وفي يوم الجمعة، وعند دخول الإمام للخطبة إلى أن تنتهي صلاة الجمعة، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وإذا نام الشخص على طهارةٍ ثمَّ استيقظ من الليل ودعا فيكون دعاؤه مستجاباً.[٥]