حكم هجر القريب المنغمس بالمعاصي

[wpcc-script async src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” type=”1bc5a285f5a45e26865c7ae0-text/javascript”] [wpcc-script type=”1bc5a285f5a45e26865c7ae0-text/javascript”]

هل يجوز هجر القريب المنغمس بالمعاصي؟ أو هجر القريب المؤذي لكف أذيته؟ ما هو رأي العلماء في هجر الأقارب في تلك الحالتين، وما هي الضوابط الشرعية لهجر أهل المعاصي؟ وما هي الأدلة الشرعية على ذلك.

حكم هجر المسلم لأخيه المسلم المنغمس بالمعاصي:
يرى جمهور علماء السنة أنه يجب على المسلم أن يعلم أن المعاصي والمصائب بلاء قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» والمعصوم من عصمه الله، أما صاحب المعصية يجب أن ننظر له بعين الرحمة من ناحية أنه استحوذ الشيطان عليه فأغواه وأضله عن طريق المسلمين، ويجب أن نعاتبه على الإقدام على الجرائم، فهو أخ مسلم يجب أن نحتويه وأن ننصحه وأن نُثاب بالنصيحة عليه، لعل الله يخرجه من هذا الظلمات إلى طريق الهداية لأنه في غفلة وقلبه في غطاء، وجلساء السوء يذكرونه ويحثونه بالباطل.

ولكن ينبغي على المسلم أن ينظر في أسباب إقباله على المعصية وأن نقطع عليه الصلة بهذه الفئة الفاسدة، ونحذره منها ونخبره بعاقبة الأمر وأنه يجب الحذر من هذه الفئة الفاسدة أصدقاء السوء، فالله تعالى يقول: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ} [الكهف:28] ويجب أن يتقى الله في نفسه ويراقب ويحذر من دعاه السوء والفساد، فجلساء السوء ﻻ يرضون لجليسهم إلاَّ أن يتخلق بأخلاقهم ويسير على طريقهم في كل ما يفعلونها، قال رسول الله صل اللهُ عليه وسلم: « مثل الجليس الصالح كبائع الطيب، إما أن يُحذيك، أو تبتاع منه، أو تجد منه ريحًا طيبًا، وجليس السوء كنافخ الكير؛ إما أن يحرقك، أو تشم منه رائحة كريهة».

حكم هجر القريب المؤذي لكف أذيته:
أما في حالة كف الأذى فإن العلماء يرون بأن الهجر لكف الضرر جائز، يقول العيني في كتابه عمدة القارئ لشرح صحيح البخاري :

“واعلم أنّه يجوز هجر القريب لمصلحة شرعية بأن يكون في مخالطته ضرر، قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.

النصوص الشرعية التي جاءت في الهجر المسلم لأخيه المسلم:
1. قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)} [سورة الحجرات: 10].

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئًا إلا امرئ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا. [رواه مسلم].

3.عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» [رواه البخاري ومسلم].

متى يجوز هجر المسلم لأخيه والقطيعة؟
قال الشيخ ابن العربي المالكي: وأما إن كانت الهجرة لأمر أنكر عليه من الدين كمعصية فعلها أو بدعة اعتقدها، فيهجره حتى ينزع عن فعله وعقده، فقد أذن النبي صل الله عليه وسلم في هجران الثلاثة الذين خلفوا خمسين ليلة حتى صحت توبتهم عند الله، فأعلمه فعاد إليهم.

وقال الإمام البخاري في صحيحه: باب ما يجوز من الهجران لمن عصى، قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري: أراد بهذه الترجمة بيان الهجران الجائز لأن عموم النهي مخصوص لمن لم يكن لهجره سبب مشروع، فبين هنا السبب المسوغ للهجر وهو لمن صدرت منه معصية، فيسوغ لمن اطلع عليها منه هجره عليها ليكف عنها.

Source: almrsal.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *