حوار مع عضو الرئاسي البوسني

حوار مع عضو الرئاسي البوسنيعبر «باكر علي عزت بيجوفيتش» عضو مجلس الرئاسة البوسني عن البوشناق عن استيائه من محاولات الصرب وضع العراقيل أمام تقدم البوسنة بعد فشلهم في القضاء عليها؛ من خلال محاولات زرع الخلافات بين البوشناق وكروات البوسنة بعد أن أعرب الجانب الصربي - ممثلا في زعيم اتحاد الديمقراطيين الاشتراكي

 عبّر «باكر علي عزت بيجوفيتش»، عضو مجلس الرئاسة البوسني عن البوشناق، عن استيائه من محاولات الصرب وضع العراقيل أمام تقدّم البوسنة بعد فشلهم في القضاء عليها؛ من خلال محاولات زرع الخلافات بين البوشناق وكروات البوسنة، بعد أن أعرب الجانب الصربي – ممثلاً في زعيم اتحاد الديمقراطيين الاشتراكيين المستقلين «ميلوراد دوديك» – عن دعمه لإقامة كيان ثالث للكروات داخل البوسنة.. وشدّد «بيجوفيتش»، في حواره على أن الوطنيين البوسنيين لن يقبلوا بأي محادثات تهدف إلى تقسيم البوسنة، كما تحدث عن والده (يرحمه الله) بعد مرور سبع سنوات على رحيله، والعلاقة مع تركيا والعالم الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، ودول الجوار..

< هل سيدخل حزب «العمل الديمقراطي» الحكومة الجديدة أم تفضلون البقاء خارجها بعد قرابة عقديْن من الحكم، في حال غضضنا الطرف عن الفترة بين عامَيْ 2000 و2002م التي لم تكونوا فيها في السلطة؟ size=3>size=3>

– في حالة توصلنا إلى اتفاق مع بقية الفائزين في الانتخابات سندخل الحكومة، وهذا ما أرجّحه، فقد حصلنا على منصب رئيس البرلمان، وما زلنا نجري مفاوضات، فنحن منفتحون على جميع الأحزاب التي تعمل من أجل تقدم بلادنا.

< ظهرت بعض الخلافات بعد الانتخابات حول منصب رئيس الوزراء، ومطالبة الكروات بكيان ثالث بعد انتخاب «جيلكو كومشيتش» عضواً في مجلس الرئاسة، ويدعم مطالبهم رئيس وزراء صرب البوسنة «ميلوراد دوديك».. كيف تنظرون إلى هذه الممارسات؟ size=3>size=3>

– «ميلوراد دوديك» أيّد قيام كيان ثالث للكروات قبل عدة سنوات، ورغم أن الكروات في الكيان الصربي مجرد بضعة آلاف، فإنهم أكبر من ذلك العدد بعشرات المرات في الفيدرالية، لذلك يعيش الكروات مع البوشناق وليس مع الصرب.. والزعماء الكروات يجب أن يكونوا في صف الزعماء البوشناق للبحث عن حل، وليس مع «دوديك»، وحديث «دراجن تشوفيتش» (رئيس الاتحاد الكرواتي الديمقراطي في البوسنة) عن كيان ثالث هو اختلاق للمشكلات وليس إيجاداً للحلول.

< هل تقبلون دولة فيدرالية في البوسنة مختلفة عن الوضع الحالي؟size=3>

– لن نقبل أي محادثات تستهدف تقسيم البوسنة، فالخارطة في البلقان لم تُرسم بأقلام الرصاص، والتقسيمات الجديدة ليست حلاً لأي طرف.. ولا يمكن تحقيق أهداف سياسية من خلال الصراع، وأي خلافات جديدة من شأنها أن تكلف المواطنين غالياً، وتصنع معاناة جديدة.. وسنبذل قصارى جهدنا من أجل تحريك الجمود وتقديم حلول صحيحة، ولاسيما ما يتعلق بالكروات لأنهم الفئة الأصغر في البوسنة.

< حلم الزعيم «علي عزت بيجوفيتش» بدولة بوسنية تعيش فيها جميع الطوائف بحقوق متساوية، لكن يبدو أن بعضهم لا يريد ذلك.. فما تعليقك؟ size=3>size=3>

– هناك معاملة حسنة يلقاها الصرب والكروات الذين يعيشون في مناطق الأغلبية البوشناقية المسلمة، بينما يعيش البوشناق أوضاعاً صعبة في مناطق الكثافة الصربية والكرواتية، وهو ما يدفع الزعماء البوشناق إلى رفض التقسيم الفيدرالي الذي يكرس هذا الوضع المهين للإنسانية في القرن الحادي والعشرين. البوشناق في مناطق السيطرة الصربية والكرواتية مواطنون من الدرجة الثانية، لذلك لن نقبل التقسيم.. وقد أعلنت في حملتي الانتخابية استعدادي للحوار والتوافق والحلول الوسط التي تتقدم بنا إلى الأمام، لأن البوشناق ليس لديهم وطن بديل، وهناك مصالح عليا تكرس الاستعداد للحفاظ على وحدة البوسنة ووضع حد للتشكيك في سيادة وسلامة البلاد.

< ما نوع الائتلاف الذي ترغبون فيه؟ size=3>size=3>

– نريد تحالفاً يجسد ميزان القوى بين مختلف الأطراف، وهذا يتوقف على إرادة الناخبين الذين يتوقون لحياة أفضل، ويجب أن نستجيب لرغبات الشعب، بما في ذلك تسريع مسار البوسنة على طريق الاندماج في الاتحاد الأوروبي، والعضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لتحقيق الاستقرار في البلاد وجلب الاستثمارات. وقد حققنا خطوات مهمة في الفترة الماضية، حيث وقعنا اتفاق الشراكة والاستقرار مع حلف «الناتو»، وحصلنا على قرار إلغاء تأشيرة دخول مواطنينا إلى دول الاتحاد الأوروبي بداية من 19 ديسمبر الجاري.. لكن الأوضاع الاقتصادية لم تتحسن كثيراً بسبب الحرب وتدمير المدن والقرى والبنية التحتية، ورغم تعثر الاقتصاد إلا أن متوسط الرواتب لدينا أفضل من صربيا ومقدونيا وبلغاريا، وهي دول لم تتعرض لأضرار الحرب كما حصل في البوسنة.

< كيف تقوِّمون العلاقة مع دول الجوار؟ size=3>size=3>

– العلاقات مع الدول الجوار يمكن أن تكون أفضل، فالرئيسان الصربي «بوريس طاديتش»، والكرواتي «إيفو يوسيبوفيتش» أقاما علاقات عامة مفتوحة من أجل إنعاش شامل، ويُنتظر أن تحل جميع المشكلات بالتوافق وبالتعاون الاقتصادي.. وكنتُ قد التقيتُ الرئيس «يوسيبوفيتش» في «دوبروفنيك»، وترك ذلك اللقاء انطباعاً جيداً جداً لديَّ، ونتوقع علاقات جيدة مع «طاديتش».

< في الندوة التي عُقدت أخيراً حول مسؤولية القادة السياسيين في حرب يوغسلافيا، دافعت عن والدك بشدة، وقلت: إنه لم يكن يريد تفكك يوغسلافيا.. هل تشرحون لنا ذلك؟ size=3>size=3>

– لا شك بأن البوسنة كانت أكبر ضحية لتفكك يوغسلافيا السابقة، وأما الدوافع والأسباب والمواقف التي أدت إلى الحرب، ودور القيادات السياسية، فإن البوسنة بقيادة «علي عزت بيجوفيتش» قدمت العدد الأكبر من الضحايا البشرية والموارد المادية؛ نتيجة العدوان الذي تعرضت له في تسعينيات القرن الماضي، ولم تختر بنفسها هذا المصير، وإنما دافعت عن نفسها ضد الإبادة التي تعرضت لها. «علي عزت بيجوفيتش» لم يكن يرغب في الحرب ولم يدع إليها، وكان ضد اندلاعها، وعندما وقّع اتفاقية «دايتون» قال: «سلام ظالم خير من حرب عادلة».. وقد أظهرتُ في الندوة أن والدي ليس مسؤولاً عن النتائج التي حصلت في يوغسلافيا، وإنما كانت مواقفه رداً عليها.

< أين «علي عزت» في سياسة «باكر علي عزت»؟ size=3>size=3>

– بعضهم وضع «علي عزت» في غير موضعه، بين لوردات الحرب، ولكن والدي كان يكره الحرب، وكان مرغماً على خوضها من موقع الدفاع لا الهجوم، فقد كنا ندافع عن وجودنا وعن دولتنا بكل ما أوتينا من قوة، رغم أن ما كان عندنا قليل جداً مقارنة بالطرف المقابل، والماضي تاريخ لا يمكننا تغييره ولكن يمكن بناء مستقبل أفضل منه. «علي عزت» كان رجلاً عظيماً، بغض النظر عن كونه يرتدي حلة الرئاسة أو رداء السجن، لذلك قلت بعد فوزي في الانتخابات: إني سأسير على خطى والدي.

< هل تعتقدون بأن الصرب سيتوقفون عن إثارة القلاقل في البوسنة، والدعوة إلى الانفصال بقيادة «دوديك»؟ size=3>size=3>

– «ميلوراد دوديك» يثير مشاعر الشعب بدون أي داعٍ، ولا يستطيع الانفصال لأنه لا يوجد أي أساس قانوني، واتفاقية «دايتون» لا تجيز لأي جزء من البوسنة إجراء استفتاء، وإنما على مستوى الدولة وبموافقة جميع الأطراف.. وهو يطرح مشاريع انفصالية غير واقعية، مؤكداً أن الصرب حصلوا على كيان يديرونه داخل البوسنة كنتيجة لحرب الإبادة، ويكفي ما حصل في «سريبرينتسا»، وكاراتيم، ومانياتشي، وكوزاراتس.. وعندما يهدد أحد بتقسيم البوسنة فإنه يعيد إلى الأذهان هذه الجرائم، لأنه لا يمكن تحقيق ذلك بدون عنف، وفي هذه الحالة سيكون العنف وبالاً على ممارسيه. ويجب أن يتوقف «دوديك» عن ممارسة هذا الاستفزاز، وكان الأفضل أن يركز على القضايا الاقتصادية والتنمية، لأن المتقاعدين في مناطق صرب البوسنة يتقاضون أدنى الرواتب في أوروبا، وكروات البوسنة يعلمون أن ما يقولونه لا محل له من الإعراب، ولا يمكن تحقيقه على الأرض.. إنهم لم يستطيعوا تحقيق ذلك خلال 1992 و1993م، وبدون أدنى شك لن يستطيعوا فعل ذلك في 2010م أو في أي عام آخر مستقبلاً.

< كيف ترون مستقبل العلاقة مع العالم الإسلامي؟ size=3>size=3>

– منذ فترة كنتُ في تركيا، بدعوة من الرئيس «عبدالله جول»، وشعرتُ بارتياح كبير، ونحن راضون عن مستوى العلاقات مع أنقرة.. وعلاقتنا مع العالم الإسلامي جيدة، وأعقد جلسات مستمرة مع سفراء الدول الإسلامية، وسألبي أي دعوة تصلني من أي دولة إسلامية لزيارتها.. ونحن هنا نرى عدداً قليلاً من المستثمرين من البلدان الإسلامية، ونرجو أن يتحسن الوضع بعد «منتدى سراييفو الاقتصادي الثاني»، الذي سيُعقد في أبريل القادم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجتمع 1931

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!