وتزامنت زيارة زيلينسكي مع إنهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته الأولى منذ 3 سنوات إلى بيلاروسيا، الجار الذي يشكل مصدر تهديد لكييف، كما أعلن بوتين أهداف الجيش الروسي الجديدة خلال العام المقبل 2023.
تحركات خارجية من الجانبين وصفها خبراء وعسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” بأنها تمثل تصعيدا خطيرا ومرحلة جديدة من الصراع مع اقتراب دخول العملية العسكرية عامها الأول دون أي مؤشرات لوجود حل قريب.
توقيت الزيارة
أوضح ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي بمعهد مبادرات حفظ السلام، أن لمعرفة أهداف أوكرانيا يجب النظر إلى توقيت الزيارة والنتائج الميدانية لكلا الطرفين أي كييف وواشنطن.
وأضاف أرتاماتوف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك 4 عوامل دفعت بالزيارة في هذا التوقيت وهي:
• تخوف أوكرانيا من تحركات روسيا في بيلاروسيا والجبهة الشرقية وفي باخموت.
• الاستعداد لهجوم روسي وشيك على خيرسون التي أحرزت فيها كييف مكاسب ميدانية.
• غرق معظم البلاد في الظلام الدامس بعد الهجمات الروسية الدقيقة الأخيرة.
• ظهور انشقاقات أوروبية حول أوكرانيا واستمرار المساعدات لها.
وبيّن أن الزيارة تأتي أيضا في الأيام الأخيرة من سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب بالكونغرس، وقبل تولي الحزب الجمهوري قيادة المجلس في ظل انقسامات داخل الحزب حول تكلفة المساعدات التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا.
وأكد أرتاماتوف، أن الاجتماع بين بايدن وزيلينسكي يمكن التنبؤ به وهو أساسا معروف، لا سيما بالنظر إلى القرارات التي تم اتخاذها في الأيام القليلة الماضية والمتعلقة بالمساعدة الأمريكية لأوكرانيا.
وأضاف: “التوقع الأول أن هذه الأسلحة مصممة لاحتواء روسيا، والثاني الذي لا يقل أهمية ويتمثل بالتفضيلات المالية التي ستحصل عليها أوكرانيا من الولايات المتحدة، كما أن الميزانيات المتعلقة بدعم كييف لا تزال قيد التنسيق، ولكن يجب أن يكون معروفا أن أي رقم لن يكون نهائيا”.
مطالب أوكرانيا وأهداف أميركا
فيما يتعلق بالمساعدات الأميركية قالت الأكاديمية سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، إن بايدن بصدد إعلان مساعدة أمنية إضافية بقيمة 1.8 مليار دولار في هذه الزيارة، بخلاف زيادة المساعدات التي تتصدرها أنظمة صواريخ “باتريوت”، حيث ستضاف هذه المساعدات إلى ما يقرب من 20 مليار دولار من المساعدات الأمنية الأميركية المقدمة إلى أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية.
وأوضحت رضوان في تصريحاتها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن زيارة الرئيس الأوكراني وخطابة للكونغرس أيضا هدفه استعطاف وتمرير ما يفكر به المشرعون الأميركيون في منح مساعدات طارئة للبلاد بقيمة 45 مليار دولار، وهو ما يرفع إجمالي المساعدات الأميركية لأوكرانيا بأكثر من 100 مليار دولار.
وفي الجانب الآخر سترسل واشنطن من تلك الزيارة عدة رسائل سياسية وحول سياسته الخارجية بعد انتخابات التجديد النصفي، وهي كالآتي وفق رضوان:
• إرسال إشارة إلى الرئيس الروسي والعالم مفادها أن أميركا ستكون مع أوكرانيا طالما أن الأمر يتطلب ذلك.
• واشنطن لا ترى حتى الآن طريقة دبلوماسية تسمح بحل النزاع “بشروط عادلة”.
• لن تدفع واشنطن زيلينسكي إلى المفاوضات وستواصل الالتزام بمبدأ “لا شيء بخصوص أوكرانيا بدون أوكرانيا نفسها”.
أما في المعسكر الروسي، فقد حذرت موسكو خلال الأيام الماضية من الصدام المباشر مع واشنطن، وأكد الكرملين أن إمداد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي باتريوت يعد خطوة استفزازية، وستكون عواقبها تصعيدا للصراع ومخاطر جديدة على الأمن العالمي.