في هذا التسلسل الزمني يستعرض موقع “سكاي نيوز عربية” أبرز المحطات الداخلية والخارجية التي شهدتها الصين خلال العام، وتداعياتها على سياسات بكين.

“صفر كوفيد”

بدأت الصين العام 2022 بتبعات فيروس كورونا، ومزيد من الإجراءات المتشددة ضمن سياسة “صفر كوفيد”، والتي أفضت إلى الإغلاق التام ببعض المناطق، بعد ظهور متحور أوميكرون.

وسارعت السلطات في 13 يونيو بالعاصمة بكين إلى إجراء فحوصات إلزامية لـ “ملايين الأشخاص” في ظل عمليات إغلاق محددة الهدف.

روسيا والصين.. حقبة جديدة من العلاقات الدولية

سياسيا، وبينما كان التوتر يسود العالم، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الرابع من شهر فبراير، وهو اللقاء الذي وصف بكونه قد أعلن عن حقبة جديدة في العلاقات الدولية، لجهة ميلاد تحالف أسس لشراكة استراتيجية أقوى بين البلدين.

وفي الشهر نفسه كان افتتاح دورة الألعاب الشتوية في بكين وسط مقاطعة دبلوماسية غربية، وهي الدورة التي اختتمت يوم 20 فبراير، وسعت الصين خلالها إلى تقديم نفسها بشكل مختلف للعالم بعد الجائحة.

انعكاسات العملية العسكرية في روسيا.. الصين في قفص الاتهام!

في ظل تحالفها الاستراتيجي مع روسيا، وقفت الصين في مرمى الانتقادات و”التشكيك” الغربي بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير، رغم إعلان بكين في 8 مارس إلى جانب كل من فرنسا وألمانيا في بيان مشترك، عزمها دعم حل دبلوماسي للصراع الروسي الأوكراني عبر المفاوضات.

اتفاق أمني صيني يثير قلق أميركا

شهد شهر أبريل تطورا في سياق العلاقات الخارجية الصينية، عندما وقعت الحكومة الصينية في 19 من الشهر ذاته اتفاقا أمنيا موسعا مع جزر سليمان المطلة على جنوب المحيط الهادئ، وسط قلق أميركي وغربي (لا سيما بالنسبة لأستراليا) خاصة أن هذا الاتفاق قد يوفر للجيش الصيني حضورا في تلك المنطقة.

تبادل التحذيرات.. من يتجاوز خطوط تايوان الحمراء؟

انطلقت الشرارة الأولى لتوترات شهدها العام بشأن “تايوان” في شهر مايو، عندما تبادلت واشنطن وبكين التحذيرات بخصوص ذلك الملف.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستدافع عن تايوان عسكريا حال غزت بكين الجزيرة، فيما حذرت الصين في الوقت نفسه الولايات المتحدة من مغبة “اللعب بالنار” ردا على تلك التصريحات.

زيارة بيلوسي تفجر الأزمة

بعد التحذيرات المتبادلة بين البلدين بخصوص تايوان، شهد شهر يوليو (في 29 يوليو تحديدا) اتصالا هاتفيا مطولا جمع الرئيسين الأميركي والصيني، بحثا خلاله قضية تايوان.

لكن في الثاني من أغسطس، وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه، وهي الزيارة التي فجّرت أزمة واسعة وكانت لها عديد من التداعيات خلال العام.

وتوعدت بكين في أول رد فوري ومباشر على الزيارة بالقيام “بأعمال عسكرية”.

وفي اليوم التالي، أعلنت بكين عن مناورات في المياه المحيطة بتايوان، اعتبرتها تايبيه “عملا غير عقلاني”.

ثم في الخامس من الشهر ذاته فرضت الصين عقوبات على بيلوسي وأسرتها، كما أعلنت تعطيل التعاون مع واشنطن في عدة مجالات.

ولم تتوقف التطورات عند ذلك الحد، ففي محاولة لإظهار تمسك الولايات المتحدة بموقفها ودعمها لتايوان، وصل في 15 أغسطس وفد من خمسة نواب أميركيين بارزين إلى تايوان، بينما أعلنت بكين من جانبها عن مناورات عسكرية جديدة في محيط الجزيرة.

وبعدها في 28 أغسطس كشفت البحرية الأميركية عن أن اثنتين من سفنها الحربية أبحرت في المياه الدولية في مضيق تايوان، وهو ما يعد أول عملية من نوعها منذ زيارة بيلوسي لتايوان.

 وفي سياق آخر، وفي 16 سبتمبر التقى الرئيس الصيني بنظيره الروسي مرة أخرى، على هامش قمة شنغهاي، وهو اللقاء الذي بعث بجملة من الرسائل ذات الصلة بالصراع الروسي الغربي، وكتأكيد على العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وبكين.

مؤتمر الحزب الشيوعي.. شاهد على تحولات سياسية

كان حدث العام داخليا بامتياز في 16 أكتوبر، عندما انعقد مؤتمر الحزب الشيوعي، والذي حمل جملة من الرسائل أكدت توجهات جديدة للسياسة الصينية في مواجهة التحديات المختلفة.

وتم خلال المؤتمر إعادة انتخاب جين بينغ رئيسا للحزب الشيوعي لولاية ثالثة.

وعلى صعيد آخر، شهد الشهر نفسه، حلقات متصلة بتصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، ففي 13 أكتوبر فرضت الولايات المتحدة ضوابط جديدة على الحوسبة المتقدمة وأشباه الموصلات، تبعتها بعد ذلك في شهر نوفمبر بحظر بيع منتجات 5 شركات بينها هواوي وزد تي إي، وغيرها من القرارات ذات الصلة بالحرب التجارية القائمة منذ 2018.

القمة العربية الصينية.. توجهات جديدة

على الصعيد الخارجي، كانت الصين خلال شهر ديسمبر على موعد مع خطوة صاحبتها عدد من التأويلات والتفسيرات السياسية حول توجهات جديدة للسياسة الخارجية، وذلك مع انعقاد القمة العربية الصينية الأولى في التاسع من الشهر الجاري بالمملكة العربية السعودية.

2023.. انفراجة أم مزيد من التوتر؟

ثمة تفاؤل حذر على الصعيد الداخلي بشأن الأوضاع المستقبلية في 2023 بعد تخفيف قيود كورونا، بينما يدور قلق حول انعكاسات التحديات الخارجية وتركيز السلطات على الملف الأمني والعسكري.

ويتزامن ذلك مع التبعات المنتظرة للأزمات الدولية القائمة وانعكاساتها على اقتصاد بكين، لا سيما فيما يتعلق بزيادة أسعار الطاقة والتباطؤ الاقتصادي العالمي والسياسات الاقتصادية والمالية المتبعة.

خارجيا، ينظر الكثيرون إلى الرسائل الصادرة من الولايات المتحدة والصين بعد اللقاء الذي جمع رئيسي البلدين، لجهة محاولة احتواء التوتر وعدم تجاوز الخطوط الحمراء، على أنها قد تشكل بادرة إيجابية نسبيا، انتظارا لمآلات تداعيات التطورات الجارية على الصعيد الدولي.