‘);
}

المقدمة الطللية

استهلّت معظم القصائد بالمقدمات الطللية التي احتذى بها شعراء البدو في العصر العباسي بالقدماء، حيث كانت تحمل معانٍ عميقة بين ثناياها؛ كمعاني الفناء، والرحيل، والألم على رحيل المحبوبة، وتمّ توظيفها بشكل خاص في مجال مدح الخلفاء والتغزّل بالمحبوبة،[١] ثمّ ثار البعض على المقدمات الطللية وابتكروا مقدمات جديدة تلائم عصرهم؛ كالمقدمات الخمرية، ومقدمات وصف الطبيعة، والمقدمات الحكمية.[٢]

الابتعاد عن القصائد المطولّة

ابتعد الشعراء العباسيون عن القصائد الطويلة؛ فأكثروا من نظم شعرهم على شكل مقطوعات صغيرة؛ ويعود ذلك إلى طبيعة التطور الحضاري؛ فلم يعد العرب يجتمعون كمان كانوا يفعلون قديماً بالأسواق ليستمعوا إلى تلك القصائد التي كان ينظمها الجاهليون، فلم يعد الهدف الأسمى للمجتمع تذوق الشعر وسماعه، بل انصرفوا إلى مشاغل الحياة المتعددة؛ كالتجارة، والصناعة، والزراعة، بالإضافة إلى أنّ الشعر أصبح يتحدّث عن موضوع واحد، الأمر الذي لا يتطلب من الشاعر كتابة قصائد طويلة بل يقتصر على عدد قليل من الأبيات؛ على عكس القدماء الذين تنوعت الموضوعات في قصائدهم مما جعلها طويلة، ومن الجدير بالذكر أنّ انتشار الغناء ترك أثر كبيراً لدى الشعراء؛ فقد دفعهم إلى نظم شعرهم في قطعة موسيقية صغيرة قابلة للغناء.[٣]