‘);
}

الحملات الاستعمارية والحركات التبشيرية

يعتبر الكثير من الباحثين أنّ الصدمة التي خلّفتها الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م بكلّ ما مثّلته من قوة وتحضّر للمجتمع الغربي، أنّها كانت الشرارة التي أشعلت الرغبة بالبعث والنهوض من جديد في نفوس العرب، هذا بالإضافة إلى ما جلبته هذه الحملة من مظاهر تقدّم وتطوّر، فأحضرت الأطباء والعلماء إلى مصر، وأقامت المطابع، والمدارس، والمكتبات.[١]

عملت الحملات الاستعمارية على مرّ التاريخ على تصدير ثقافتها إلى الشعوب العربية الواقعة في قبضتها، إلّا أنّ هذا التصدير بدأ يأخذ شكلاً أكثر تنظيماً متمثّلاً بالحركات التبشيرية التي قدمت إلى الوطن العربي حاملة معها العلوم، والآداب، والفنون، إضافةً إلى دورها في إنشاء مؤسسات تعليمية كالمدارس والجمعيات التي تهدف إلى النهوض بالمستوى الثقافي والمعرفي للمجتمعات، كالجمعية السورية التي أسستها البعثة الأمريكية عام 1847م، الأمر الذي أدى إلى تشبّع الشرق العربي بالحضارة الغربية الوافدة والنهل من علومها.[١]