خلافات الأطفال : كيف تحل المشاكل التي تنشأ بين الأطفال؟

تتعدد أسباب خلافات الأطفال في كل منزل، ويعاني الوالدين من أجل إيجاد الطرق والوسائل المناسبة لحل هذه المشكلة، هنا سوف نطرح أسباب هذه المشكلة وكيفية حلها.

يرى أخصائيو علم النفس أن خلافات الأطفال هو أمر طبيعي للغاية وهو يمثل جزء مهم في تطور شخصية الطفل ونموه، فهو ينمي لديه القدرة على التفاوض، والرضا بمبدأ الخسارة والربح، كما أنه يعد بمثابة امتحان لقدراته على أخذ حقوقه مع مراعاة حقوق الآخرين، وكل هذه الأمور شديدة الأهمية من أجل مساعدة الطفل على الانفتاح على المجتمع الخارجي والاندماج معه، فعلى سبيل المثال عندما يذهب الطفل إلى المدرسة فإنه سوف يقابل نماذج مختلفة من الأقران الذين يمثلون مصدراً كبيراً للمنافسة بالنسبة له، وبشكل عام فإن الشجار والخلافات بين الإخوة هو من أحد مظاهر المنافسة التي قد تكون مفيدة أحياناً في تحفيز الطفل على تحسين أدائه في نواح عديدة.

كيف تنشأ خلافات الأطفال وكيف نقوم بحلها؟

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

ما هي أسباب خلافات الأطفال ؟

الغيرة

في بعض الأوقات يكون سبب الخلاف بين الطفل وأخوه أو أحد أقاربه هو شعوره بالغيرة منه، ويكون دافع هذه الغيرة تفوق الطفل الآخر عليه أو وسامته.

حب التملك والأنانية

يحدث الخلاف بين الأطفال أحياناً بسبب عدم سماح أحدهم للآخر بأخذ لعبة مثلاً أو كتاب، فيتشاجر الطفلان على هذه اللعبة أو الكتاب.

الرغبة في السيطرة

في أغلب الأحيان يرغب الطفل الأكبر بالسيطرة على الطفل الأصغر منه، فيقوم وقتها بالتشاجر معه من أجل إثبات مكانته وشخصيته في البيت.

الإحساس بالنقص

أحياناً يكون لدى الطفل شعور بالنقص فيشعر وقتها بأنه أقل من أخيه وأن أخيه يحظى بالتفضيل والاهتمام من قبل الوالدين أكثر منه، وعندها يكون لدى الطفل الذي يشعر بالنقص إحساس شديد بالظلم مما يدفعه للتشاجر مع الطفل الآخر.

المشاكل الصحية

في بعض الأحيان يعاني الطفل من خلل في إفرازات الغدد أو قد يعاني من الإمساك أو الأرق أو الصداع، وهذه الأسباب قد تدفعه أحياناً للقيام بالشجار مع غيره من الأطفال.

تقليد الآخرين

أحياناً تحدث خلافات الأطفال بدافع تقليد الكبار، فيقوم الإخوة مثلاً بالتشاجر كما يفعل الوالدين، أو كما يشاهدوا في التلفاز وبرامج العنف.

كيفية تدخل الوالدين في خلافات الأطفال

عدم التدخل فوراً

غالباً يكون الإخوة لديهم القدرة على حل خلافاتهم ومشاكلهم بعد فترة وجيزة جداً، وقيام الوالدين بالتدخل المباشر عند وقوع الخلاف يمنع الأطفال من التفكير ولا يسمح لهم بأخذ الوقت الكافي لحل النزاع بمفردهم، وغالباً ينتج عن ذلك حدوث الخلاف مرة أخرى.

عدم الانحياز تجاه أحد الأبناء

على الرغم من محاولة الوالدين إخفاء مشاعرهم ومراعاة العدل بين الأبناء في المعاملة قدر المستطاع، فهم يقومون بدون قصد بتفضيل أحد الأبناء على الآخر ويحدث هذا في اللاوعي بدون إدراكهم بذلك، ولذا فإن الطفل يشعر بتفضيل أبويه لأخيه عنه حتى وإن حاولوا إخفاء ذلك، فمثلاً قد تحاول الأم التدخل بين أبنائها بشكل موضوعي وعلى الرغم من ذلك يشعر الطفل بتفضيلها لأخيه عنه سواء بنظراتها أو الدفاع عنه أو بأي رد فعل عفوي قد يصدر منها حتى لو كان تصرفها يوحي بالعكس.

تنبيه الأبناء بقيمة الأوقات الجميلة

ينبغي على الآباء تذكر الأوقات الجميلة والتحدث عن الأوقات السعيدة التي يقضونها مع أبنائهم، ولكن دائماً يحدث العكس فيقوم الآباء بالتحدث دائماً والشكوى من الشجار والخلافات التي تحدث بين أبنائهم على الرغم من أن هذه الخلافات تكون مدتها أقل بكثير من الأوقات الجميلة.

إلقاء الضوء على السلوك الجيد وتعزيزه

من المعروف أن هناك اختلافاً بين الأبناء في طباعهم وصفاتهم وشخصياتهم، فيكون أحد الأبناء مطيعاً والآخر معارضاً أو يكون أحدهما منظماً والآخر فوضوياً، وهذه الاختلافات في الطباع قد تكون سبباً لحدوث خلافات الأطفال ، لذا ينبغي على الوالدين القيام بتعزيز السلوك الجيد وبلورته وعدم النظر فقط للأمور السيئة.

عدم السماح بتطور الخلاف لدرجة الضرب والسباب

عندما يتصاعد الخلاف بين الأطفال ويصل لدرجة الضرب والسباب ينبغي على الوالدين التدخل مباشرة بحزم لإنهاء الخلاف، وهناك طريقتين لإنهاء الخلاف وقتها إما بالفصل بينهم والقيام بإلزامهم بالتوجه إلى غرفهم مباشرة، أو منعهم من هذا السلوك العدواني بحزم قائلاً أن الضرب والسباب ممنوعان تماماً.

عدم الاشتراك في الخلافات بدور الشاهد

أحياناً يقوم الأبناء بإشراك والدتهم في الخلافات عن طريق طلب شهادتها في الفصل بينهم على من يقع الحق أو أيهما المخطيء، في هذه الحالة ينصح خبراء التربية الأم بعدم الاشتراك في الخلاف كشاهد بين الأبناء لأن ذلك يتسبب في شعور أحد الأبناء بانحياز الأم للآخر مما يزيد المشكلة سوءاً.

عدم قيام الوالدين بالمقارنة بين الأطفال

المقارنة بين الأطفال في أغلب الأحيان تؤدي لتطور المنافسة بينهم إلى الشعور بالغيرة الذي قد ينتج عنه الشعور بالكراهية بين الإخوة، وبالتالي تزداد خلافات الأطفال وتتفاقم المشكلة وتصبح للمنافسة بين الأبناء سيئات أكثر من الحسنات.

مساعدة الأبناء على إيجاد نقاط مشتركة بينهم

بدلاً من التذمر والشكوى المستمرة بسبب خلافات الأطفال المتكررة، فيمكن للوالدين البحث عن نقاط مشتركة بين أبنائهم للجمع بينهم وتوطيد العلاقة بينهم وتقويتها، فعلى سبيل المثال إذا كان كلاهما لديه هواية مشتركة مثل هواية الرسم فيمكن الاشتراك لكلاهما في دروس لتعليم الرسم فيتعلمونه سوياً، وأيضاً يمكن شراء أدوات الرسم والألوان في المنزل وتشجيعهم على الاشتراك معاً في ممارسة هذه الهواية.

نصائح لحل خلافات الأطفال

الاهتمام العادل

ينبغي على الوالدين كلاهما إعطاء الأبناء الاهتمام بالتساوي وبالعدل، وبذلك يمكن تجنب الخلافات التي تحدث بين الأبناء بدافع الغيرة من اهتمام الوالدين بأحدهم دون الآخر، وينبغي الابتعاد عن تمييز أحد الأبناء بالهدايا أو بالحب أو الثناء وخصوصاً في وجود كلاهما، ولكن في حالة غياب أحدهم يمكن للآباء الاهتمام بالطفل الآخر والتعبير له عن مدى حبهم له، وهذه الحيلة ستمكن الآباء من إعطاء الطفل ما يحتاجه من الحب والاهتمام دون التسبب في مشكلات بينه وبين أخيه.

العقاب لكلاهما

ينبغي القيام بمعاقبة كلا الطفلين الذين قاما بالشجار وعدم السماح لأي منهما بتبرير سلوكه تجاه أخيه لأن مبررات الأطفال لا يمكن أن تنتهي، يجب أن يدرك الأطفال أن الشجار سيؤدي لعقاب كليهما حتى وإن كان أحدهما غير مخطئ.

تحديد المواعيد

أحياناً يكون سبب الخلافات بين الأطفال الجلوس على جهاز الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز أو اللعب بالجهاز اللوحي، في هذه الحالة ينبغي القيام بتحديد مواعيد لكل منهم من أجل تجنب الخلافات والشجار.

عدم الذم

ينبغي تجنب القيام بذم أحد الأطفال والتحدث عن عيوبه أمام أخيه، فقد يقوم الطفل الآخر باستغلال هذه العيوب للاستهزاء به وإثارة غضبه.

حلول وسط

على الوالدين البحث دائماً عن حلول وسط ترضي الطرفين، وبالتالي يمكن تجنب تكرار الخلاف مرة أخرى لنفس الأسباب.

إعطاء مهلة للصلح

من الأفضل إعطاء الأطفال المتخاصمين هدنة ومهلة لإنهاء المشكلة والتصالح، حيث أن الأطفال يتميزون بالتسامح السريع وعدم الخصام لمدة طويلة.

وأخيراً فإن خلافات الأطفال تتطلب من الوالدين التعامل بحكمة وذكاء لحلها، وينبغي عليهم مراعاة العدل والحياد بين أطفالهم وعدم التحيز لأحدهم، وكذلك فإن عليهم التزام العقاب التربوي الصحيح مع أبنائهم لحل المشكلات والخلافات، وأيضاً فإنه من الأفضل تجنب مشاركة الأطفال في الأمور التي تسبب الخلاف بينهم.

Source: ts3a.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *