أسئلة حول تاريخ عملك:
يُعدُّ سجل إنجازاتك في العمل بمثابة جوهر أي مقابلة توظيف؛ ويتضمَّن هذا ما حققته، وكيف نجحت أو فشلت في عمل معين، وكيف تعاملت مع حالات الفشل، وكيف تتصرف في الوقت الفعلي في بيئات العمل؛ لذا عليك تجهيز بعض القصص المتنوعة لترويها عن تاريخ عملك، والتدرب على الإجابة عن أسئلة المقابلة السلوكية لتكون مستعداً لجميع الاحتمالات.
1. ما هي أعظم إنجازاتك المهنية؟
لا شيء يجعلك قابلاً للتوظيف أفضل من سجلٍ حافل بنتائج مذهلة في الوظائف السابقة؛ لذا لا تخجل من الإجابة عن هذا السؤال.
تُعدُّ طريقة “ستار” (STAR) طريقة رائعة للقيام بذلك؛ حيث تنص هذه الطريقة على ذِكر كل من الموقف (Situation)، والمهمة (Task)، والإجراء (Action)، والنتائج (Results)؛ لذا تحدَّث أولاً عن الموقف والمهمة التي طُلب منك إنجازها.
على سبيل المثال: “في وظيفتي الأخيرة كمحلل مبتدئ، كان دوري هو إدارة عملية إصدار الفواتير”، ثم صِف ما فعلته (الإجراء)، وما حققته (النتيجة)، على سبيل المثال: “لقد قمت بتبسيط عملية الفوترة في شهر واحد؛ ممَّا وفر على فريقي 10 ساعات من العمل كل شهر، كما قلَّلت الأخطاء في الفواتير بنسبة 25٪”.
2. أخبرني عن تحدٍّ أو نزاع واجهته في العمل، وكيف تعاملت معه؟
ربما لا تودُّ التحدث عن الخلافات التي واجهتها سابقاً في العمل في أثناء مقابلة التوظيف؛ ولكن إذا طُلب منك ذلك مباشرةً، فلا تتظاهر بأنَّ هذا لم يحدث من قبل، وكُن صريحاً بشأن الموقف العصيب الذي واجهته (ولكن دون التَّبحُّر في التفاصيل).
يقول مسؤول التوظيف السابق “ريتشارد موي” (Richard Moy): “يبحث معظم الأشخاص الذين يسألون هذا السؤال عن دليل على قدرتك على مواجهة هذه الأنواع من المشكلات وجهاً لوجه، وعن مستوى قدرتك على محاولة التوصل إلى حل؛ لذا كُن هادئاً واسرد قصتك بمهنية (وأجِب عن أي أسئلة لاحقة)، وخصِّص وقتاً أطول للحديث عن الحل أكثر من النزاع نفسه، واذكر ما الذي ستفعله على نحو مختلف في المرة القادمة، لتُظهِر أنَّك مستعد للتعلم من التجارب الصعبة”.
3. حدِّثني عن الأوقات التي أظهرت فيها مهارات القيادة:
ليس من الضروري أن تعمل في منصب قيادي كي تُظهِر مهارات قيادية؛ لذا فكِّر في وقتٍ ترأست فيه مشروعاً، أو بادرت باقتراح جيد، أو حفَّزت فريقك على إنجاز شيء ما، ثم استخدم طريقة “ستار” (STAR) السابقة لإخبار المحاور بذلك، واحرص على ذِكر تفاصيل كافية لتكتمل الصورة العامَّة وتتَّضح النتيجة (ولكن ليس بتفصيل مبالَغ فيه).
بعبارة أخرى، كُن واضحاً بشأن سبب إخبارك لهذه القصة بالذات، واربط جميع النقاط للمحاور كي تبرز مهاراتك على أفضل نحو ممكن.
4. متى اختلفت مع قرارٍ اتُّخذ في العمل؟
يجب أن تروي قصة مثالية توضِّح كيف تعاملت مع خلافٍ ما بمهنية، وتُثبت أنَّك تعلمت شيئاً من هذه التجربة، كما يجب أن تهتم بكيفية بدء وإنهاء إجابتك، فابدأ بعبارة قصيرة لتأطير بقية إجابتك أو كإشارة لسبب إخبار هذه القصة، كأن تقول مثلاً: “لقد تعلمت في وقت مبكر من مسيرتي المهنية أنَّه لا بأس من عدم الموافقة على أمرٍ ما إذا كان بالإمكان دعم الموقف بالبيانات”، ولإنهاء إجابتك بقوة، يمكنك إما تقديم ملخص لإجابتك بعبارة واحدة أو التحدُّث بإيجاز عن كيف سيساعدك ما تعلمته أو اكتسبته من هذه التجربة في الوظيفة التي تُجري من أجلها المقابلة.
5. أخبرني عن وقت ارتكبت فيه خطأ ما:
ربما لا تود البحث عن أخطاء الماضي في الوقت الذي تحاول فيه إثارة إعجاب المحاور للحصول على وظيفة، لكنَّ الحديث عن خطأ وإثارة الإعجاب لا يتعارضان مع بعضهما بعضاً؛ بل قد يساعدك ذلك في الحصول على الوظيفة إذا فعلته بالطريقة الصحيحة.
حيث يمكنك القيام بذلك من خلال الصدق وعدم إلقاء اللوم على الآخرين، ثم شرح ما تعلمته من خطئك والإجراءات التي اتخذتها لضمان عدم حدوثه مرة أخرى؛ إذ يبحث أرباب العمل عن أشخاص يتحلَّون بوعي ذاتي عالٍ، ويتقبَّلون التغذية الراجعة برحابة صدر، ويهتمون بتحسين أدائهم يوماً بعد يوم.
6. حدِّثني عن وقت فشلت فيه:
يُعدُّ هذا السؤال مشابهاً للسؤال المتعلِّق بارتكاب الأخطاء؛ لذا ينبغي أن تجيب بالطريقة نفسها تقريباً، واحرص على اختيار حدث فشلت فيه حقاً والتحدُّث عنه بصراحة، ووضِّح للمحاور تعريفك للفشل؛ على سبيل المثال: “بصفتي مديراً، أعدُّ مفاجأتي بشيءٍ لا أعرفه فشلاً؛ فأنا أبذل قصارى جهدي عادة لمعرفة ما يجري مع أعضاء فريقي وأتابع عملهم عن كثب”، ثم اروِ قصتك في ضوء هذا التعريف واشرح ما حدث.
وأخيراً، لا تنسَ أن تخبره بما تعلمته، واعلم أنَّه لا بأس من أن تفشل؛ إذ يفشل الجميع في وقتٍ ما، ولكن من الهام أن تُظهر أنَّك تعلمت شيئاً من هذه التجربة.
7. لماذا ستترك وظيفتك الحالية؟
قد يكون هذا السؤال صعباً، ولكنَّنا نؤكد لك أنَّه سيُسأل؛ لذا ننصحك بالحفاظ على الروح الإيجابية؛ إذ لن يفيدك الحديث السلبي عن رب العمل السابق، فأظهِر بطريقةٍ ما أنَّك حريص على اغتنام فرص جديدة، وأنَّ المنصب الذي تُجري المقابلة من أجله يناسبك بصورة أفضل.
على سبيل المثال: “أود أن أكون جزءاً من تطوير المنتج من البداية إلى النهاية، وأعلم أنَّني سأحظى بهذه الفرصة هنا”، وإذا سألك عن سبب ترك وظيفتك الأخيرة؟ فأجِب إجابةً بسيطة وواضحة، حتى لو كان السبب هو الاستغناء عن خدماتك، فهذه إجابة مقبولة تماماً.
شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/sJ0ov3wGZ2A?rel=0&hd=0″]
8. لماذا أُقِلتَ من عملك؟
قد يطرح المحاور سؤالاً إضافياً عن سبب استغناء شركتك السابقة عن خدماتك، فإذا فقدت وظيفتك بسبب تسريح العمالة، يمكنك أن تقول ببساطة: “لقد أُعيد تنظيم الشركة، وأُلغيَ منصبي”، أمَّا لو كنت قد طُردت لأسباب تتعلق بالأداء، فمن الأفضل أن تكون صادقاً؛ إذ قد يعرفون السبب الحقيقي في وقت لاحق على أي حال؛ اذكر أنَّك تعلمت من هذه التجربة، وكيف تطورت وأصبحت تتعامل مع وظيفتك وحياتك المهنية الآن نتيجة لذلك، وإذا تمكَّنت من إظهار نموِّك كميزة لهذه الوظيفة الجديدة، فهذا أفضل.
9. لماذا هناك فجوة في سيرتك الذاتية؟
الفجوة في السيرة الذاتية هي الفترة التي مضت دون أي عمل رسمي، لذا قد توجد فجوة في سيرتك الذاتية لأنَّك كنت تعتني بأطفالك أو بوالديك المسنين، أو تعاني بعض المشكلات الصحية، أو تسافر كثيراً، أو استغرق الأمر وقتاً طويلاً للحصول على الوظيفة المناسبة.
مهما كان السبب، يجب أن تكون مستعداً لمناقشة هذا الأمر؛ لذا تدرَّب على قول إجابتك بصوت عالٍ، واحرص على أن تكون صادقاً، ولكن ضَع في حسبانك أنَّ هذا لا يعني أنَّه ليس عليك إخبار المحاور بتفاصيل قد تُشعرك بعدم الراحة.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت هناك مهارات صقلتها أو صفات اكتسبتها في هذا الوقت -سواء من خلال العمل التطوعي أم إدارة المنزل أم التعامل مع أزمة شخصية- فيمكنك أيضاً التحدث عن ذلك وكيف سيساعدك على الأداء بصورة أفضل في وظيفتك المستقبلية.
شاهد بالفديو: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ZL43LYPQyZ8?rel=0&hd=0″]
10. لماذا غيَّرت مساراتك المهنية؟
لا تنزعج من هذا السؤال؛ بل خُذ نفساً عميقاً واشرح لمدير التوظيف سبب اتخاذك لقراراتك المهنية، والأهم من ذلك أن تقدِّم بعض الأمثلة عن كيفية نقل خبرتك السابقة إلى الوظيفة الجديدة؛ إذ ليس من الضروري أن تكون الوظيفة السابقة ذات صلة مباشرة بوظيفتك التالية، ففي الواقع، يكون الأمر أكثر إثارة للإعجاب عادةً عندما يتمكن المرشح من إظهار أنَّ الخبرة التي تبدو غير ملائمة هي في الواقع ذات صلة كبيرة بما سيعمل عليه في وظيفته الجديدة.
11. ما هو راتبك الأخير؟
لقد أصبح هذا السؤال غير قانوني في بعض الدول، ولكن بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، قد يكون سماع هذا السؤال باعثاً على التوتر، ولكن لا تقلق فهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك اتِّبعاها.
على سبيل المثال، يمكنك صرف النظر عن السؤال بإجابة مثل: “قبل مناقشة أي راتب، أود معرفة المزيد حول ما يستلزمه هذا المنصب، ولقد أجريت الكثير من الأبحاث حول الشركة، وأنا على يقين من أنَّ الراتب سيكون مناسباً، وسوف نتمكن من الاتفاق على رقم عادل وتنافسي لكلا الطرفين”.
كما يمكنك إعادة صياغة السؤال حول توقعات أو متطلبات راتبك، أو قول كم راتبك ببساطة إذا كنت تعتقد أنَّ ذلك سيعمل لصالحك.
12. ما هو أقل ما يعجبك في عملك؟
كُن حذراً عند الإجابة عن هذا السؤال، فليس من المناسب أن تدور إجابتك حول فظاعة شركتك السابقة أو كراهيتك لرئيسك أو زملائك في العمل، وأسهل طريقة للإجابة عن هذا السؤال بتوازن هي التركيز على الفرصة التي تتيحها لك الوظيفة التي تُجري المقابلة من أجلها، والتي لم تكن توفرها لك وظيفتك السابقة، وبهذه الطريقة، ستظل المحادثة إيجابية، مع إظهار سبب حماسك الشديد للوظيفة.
كان هذا الجزء الثاني من هذا المقال، وسوف نناقش بقيَّة الأسئلة في الأجزاء التالية.
المصدر