دواء وغذاء وأكفان لغزة يا عرب

دواء وغذاء وأكفان لغزة يا عرب بحسب رئيس الصليب الأحمر الألماني فإن غزة تعاني حتى من نقص الأقمشة اللازمة لتكفين الموتى مشيرا كذلك إلى نقص الأدوية إلى جانب مخزون البنزين الذي لا يكفي لتزويد المستشفيات بالتيار الكهربائي وسيارات الإسعاف بالوقود أما فيكر شلتوت من منظمة ميديكال ايد فذكرت بأن عدد الأسرة في كافة..

دواء وغذاء وأكفان لغزة يا عرب

بحسب رئيس الصليب الأحمر الألماني، فإن غزة تعاني حتى من نقص الأقمشة اللازمة لتكفين الموتى، مشيراً كذلك إلى نقص الأدوية، إلى جانب مخزون البنزين الذي لا يكفي لتزويد المستشفيات بالتيار الكهربائي وسيارات الإسعاف بالوقود. أما فيكر شلتوت من منظمة “ميديكال ايد”، فذكّرت بأن عدد الأسرة في كافة مستشفيات قطاع غزة لا يتعدى 2500، واصفة الوضع في حديث للسي إن إن بأنه “جنوني”.

قضية العلاج، علاج الجرحى والبشر العاديين تنهض واحدة من أبرز المآسي في قطاع غزة اليوم، ولا شك أن هناك نقصاً على مختلف الأصعدة، ليس في الأسرة وحدها، بل أيضاً في الأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف التي تقصفها الطائرات، وكذلك في الأدوية والمعدات الطبية، وقد كان معيباً أن يعود المستشفى المتنقل الذي أرسله القطريون بسبب رفض إدخاله من معبر رفح، أما الأسوأ فهو رفض إدخال عدد كبير من الأطباء والممرضين المصريين والعرب الذين استعدوا لدخول القطاع للمساهمة في إسعاف الجرحى وإجراء العمليات الطبية السريعة، لاسيما أولئك المختصين في علاج جراحات الحروب والطوارئ وغرف الإنعاش، إذ بينما يتمكن العدو من إنقاذ حياة جنوده رغم إصاباتهم الخطيرة يقضي الجرحى الفلسطينيون نحبهم بسبب ضعف الإمكانات، بينما تبتر أقدام وأيد: كان بالإمكان تفادي بترها لو وجد الأطباء المتخصصون وتوفرت الإمكانات.

لقد آن أن يصرخ الجميع في وجوه الذين يتحدثون عن “ضيق المعبر” كسبب لعدم وصول المساعدات، فليس ثمة قانون في الأرض يمنع إدخال المساعدات بكل الأشكال لأناس تمارس بحقهم جرائم حرب يقر العالم كله بأنها كذلك.

الأسوأ من ذلك هو نفاد المواد الغذائية من القطاع الذي يعيش سكانه على القليل الذي خزنوه قبل اندلاع القتال، وهنا تبدو المسألة بالغة السوء أيضاً، إذا أن كثيراً من المساعدات التي تذهب عن طريق مصر، تتحول إلى المعبر الإسرائيلي، وهناك يجري احتجازها ولا تدخل إلى الناس…. بحجة التفتيش، لكن المؤكد هو أن الوضع بالغ السوء لجهة توفير المواد الغذائية، وبعض المستلزمات الضرورية الأخرى في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وهذه قصة أخرى، إذا لا بد من إدخال شاحنات كبيرة من الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات وسيارات الإسعاف، الأمر الذي لن يتوفر إلا عن طريق معبر رفح.

نقول مرة أخرى، لقد آن أن يصرخ جميع الشرفاء في وجوه من يحولون بين الجماهير العربية وبين نصرة الأهل في القطاع، ونحن هنا لا نتحدث عن النصرة بالسلاح، فهذا ما لا نتوقعه من الأنظمة، ولكننا نتحدث عن النصرة بالماء والغذاء والدواء والأطباء. بالله عليكم هل هذا كثير على من يخوضون معركة الدفاع عن شرف الأمة في مواجهة من يريدون إذلالها وتركيعها.

كيف يمكن للأمة أن تخرج بهذه الحشود الضخمة في مختلف أرجاء الأرض احتجاجاً على العدوان، وعلى من يتواطئون معه، بينما تعجز عن فعل شيء على صعيد إغاثة الناس هناك، ومرة أخرى لا نتحدث عن مساعدة المجاهدين في المعركة، بل مساعدة أهلهم الذين يعانون في البيوت، فضلاً عن معالجة الجرحى والمصابين؟،

في مواجهة هذا البؤس لا بد أن تتواصل الفعاليات الشعبية، مع ضرورة التركيز على هذه الأبعاد الإنسانية، وتوجيه التهم المباشرة لكل الذين يحولون بين الأمة وبين توفيرها للمحاصرين المستهدفين في القطاع (التبرعات كثيرة ولكن ما قيمتها إذا لم تصل إلى محتاجيها؟). ولا يظنن أحد بأن ذلك لا يؤدي إلى نتيجة، فهو يضغط على أولئك القوم ويدفعهم إلى تغيير مواقفهم.

التضامن مع غزة ليس مظاهرة وكفى الله المؤمنين القتال، بل فعاليات متواصلة من أجل وقف العدوان، ودفع الأنظمة إلى الضغط من أجل وقفه، إلى جانب الضغط من أجل توصيل المساعدات بشتى أشكالها، والعنوان على هذا الصعيد يعرفه الجميع.

ـــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة الدستور الأردنية

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *