هل فكرتم يوما أن إصابتكم بألم مفاجئ أعلى المعدة قد يكون سببه دوالي المرئ؟ بالرغم من أن هذا المرض لا يسبب أعراض مسبقة ملحوظة إلا إن مضاعفاته قد تؤدي لنزيف حاد يستدعي التدخل السريع، لذلك سنوضح مسببات هذا المرض وطرق علاجه والوقاية منه.
المريء:
عضو عند الفقاريات ذو شكل أنبوبي، مؤلف من ألياف عضلية، وهو جزء من أجزاء جهاز الهضم، ينقل الطعام من البلعوم إلى المعدة، بواسطة حركات عضلية، عند الإنسان تكون بداية المَرِيء إمتدادا للبلعوم الحَـنْـجَري، وتكون موافقة لمستوى الفقرة الرقبية السادسة، ويمر المريء عبر المنصف الخلفي في الصدر ويدخل تجويف البطن عبر ثقبة في وتر عضلة الحجاب الحاجز بمستوى الفقرة الصدرية العاشرة، ويسير لمسافة قصيرة 1,5 سم في جوف البطن قبل أن ينفتح في الفتحة الفؤادية للمعدة، وطوله الطبيعي لدى الإنسان البالغ 25 سم، ولكن سجل تنوعات في طوله بين 10 إلى 50 سم، ويقسم المريء إلى: رقبي وصدري وبطني، وبسبب وجود العضلة المضيقة البلعومية السفلية فإن المريء في الحالة الطبيعية لا ينفتح إلا في حالتي البلع أو التقيؤ.
ووفقا للموسوعة الحرة فإن المَرِيء يتكون من طبقتين عضليتين, الأولي خارجية ذات ألياف طولية، والثانية داخلية ذات ألياف دائرية، يغذيهما العصب المبهم، وتتحكم في مدخل المريء عضلة تسمى العضلة العاصرة العليا (وهي الحلْقة البلعومية)، كما تتحكم في مخرجه عضلة اسمها العضلة العاصرة السفلى وهي السنتيمترات الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من المريء، وهي أشبه بصمام ذي ضغط عال.
دوالي المرئ:
هي توسع في الأوعية الدموية الموجودة في الأغشية المبطنة لتجويف المريء، تظهر غالباً في الجزء السفلي من المريء وعادة ما تكون ناتجة من فرط ضغط الدم البابي، ولفرط ضغط الدم البابي عدة أسباب إلا أن أكثرها شيوعاً هو التشمع الكبدي، ويعتبر النزف الحاصل من الدوالي المريئية أحد أهم الإختلاطات الطبية المصاحبة للحالة وعادة ما يتم تشخيصه وعلاجه عبر التنظير الداخلي.
نشوء المرض:
معظم الدم الموجود في المريء يتم تصريفه عبر الوريد المريئي الذي يصب في الوريد الفرد الذي بدوره يصب في الوريد الأجوف العلوي، إلا أن هذه الدورة لا تصرف الدم الموجود في الأوردة السطحية للمريء، تصرف الأوردة السطحية في المريء عبر الوريد المعدي الأيسر الذي يصب في وريد الباب، عندما يرتفع ضغط الدم في وريد الباب يتجمع الدم الموجود في الأوردة السطحية في أسفل المريء مسببة توسعها و تكون الدوالي المريئية نتيجة غياب أية أغشية ضامة تدعم هذه الأوردة السطحية.
المسببات:
- تشمع الكبد.
- متلازم بود خياري.
- أية أمراض تؤدي إلى حدوث فرط ضغط الدم البابي.
الأعراض:
تكون الدوالي المريئية عادة صامتة ولا تحدث أية أعراض ملحوظة، و قد تكتشف مصادفة أثناء التنظير المعدي الداخلي، إلا أنها قد تظهر على شكل ألم مفاجيء في رأس المعدة مصحوب بإقياء دموي و قد تتطور بسرعة لتصبح حالة نزيف داخلي تستدعي التدخل السريع لإيقاف النزيف.
العلاج:
يكمن صلب العلاج في الحالات الطارئة بإيقاف النزف و منع ضغط الدم من الهبوط لإبقاء التروية الدموية للأعضاء الحيوية في الجسم، والعلاج عبر التنظير الداخلي يقى حجر الزاوية في علاج الدوالي المريئية حيث يمكن عبر عملية التنظير كي الدوالي النازفة أو المعالجة بالتصليب (حقن الدوالي بمادة مصلبة) كما يمكن ربط الدوالي خلال عملية النتظير لمنع فتقها و نزفها لاحقاً، وقد يحتاج المريض إلى دعم غذائي عبر المغذية بالوريد عقب مثل تلك العلاجات وذلك لعدم قدرة الجهاز الهضمي على إحتواء الطعام، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى التغذية عبر الوريد إذا ما طالت مدة الصيام بعد العلاج التنظيري أكثر من أربعة أيام.
الوقاية:
يجب على المرضى المصابين بدوالي المرئ تلقي علاج لتجنب خطورة النزيف.
وفي النهاية نتمنى لجميع أفراد الأسرة تمام الصحة والعافية، كما نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات الطبية، وللمزيد تابعونا في قسم الصحة، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وتجاربكم وأيضا أسئلتكم.