إننا نعيش في عصر انتشرت فيه كثير من معاني السلبية والإحباط واليأس، لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونستقبل فيه رسائل سلبية، سواء في البيت أو العمل أو المدرسة والأخطر من ذلك وسائل الإعلام، وبالتالي يعيش الكثيرين في هذه الأجواء السلبية فتكثر الشكاوى والاعتراضات والتذمر وتزداد المشاكل، والحل ربما يكون في وضع أطفالنا على سبيل من سبل الإيجابية.
القدوة:
إن أولى الوسائل التي تجعل من أبنائنا إيجابيين هي قضية القدوة الصالحة والإيجابية، فعندما يشاهد الأطفال آبائهم إيجابيين سيتعلمون بلا شك هذه الصفة العظيمة، وسنحاول بإختصار أن نذكر بعض المظاهر التي يفعلها الوالدان والمربون في هذه المسألة:
1- الابتسامة:
أو كما يسمونها السحر الحلال، هذا الخلق العظيم يجب أن لا يفارق الوالدين في أغلب أوقاتهم وخصوصا حينما يتعاملوا مع أطفالهم، فالابن أو الابنة عندما يشاهدون آباءهم وأمهاتهم دائما مبتسمين فإن ذلك يؤدي إلى تخلقهم بهذا الخلق العظيم ومما لا شك فيه أننا نريد طفلا وشابا ومجتمعا مبتسما.
2- الابتعاد عن العبارات السلبية:
أو الشكاوى أو التذمر لأن ذلك يعود الأطفال على إطلاق الشكاوى على أبسط الأمور وهذا يؤدي إلى السلبية.
3- لابد أن يكون الوالدين دائما متفائلين:
ويكثروا من العبارات التي تحث على اللجوء لله والتوكل عليه والحرص على العبارات التشجيعية والإيجابية فإن هذا يعطي دافعا للأطفال إلى بذل المزيد من الجهد.
4- التخلق بالأخلاق الحسنة:
وخاصة في جانب التعاملات مع أي شخص خصوصا إذا كان هذا أمام الطفل، فهو يراقبكم جيدا عندما تتعاملوا مع البائع أو الخياط أو السائق وغيرهم، وبالتالي يتعلم منكم كيفية التصرف،لذلك يجب أن نربي أبناءنا على الأخلاق لأنها أساس الإيجابية.
التفاؤل:
إن التفاؤل – كما يقول د. ياسر نصر في كتابه “كيف تصنع طفلا متميزا” – وسيلة مهمة تساعد المربين سواء كانوا الوالدين أو العاملين في المؤسسات التعليمية على غرس الإيجابية لدى الجيل الجديد، فعندما يسمع أي منا كلمة الإيجابية فإن من أول المعاني التي تتبادر إلى ذهنه كلمة التفاؤل والأمل، ولذلك وجب علي المربين أن يغرسوا في الأبناء أو الأطفال هذه القيمة المهمة قيمة التفاؤل والأمل.
هذه القيمة التي نفتقدها هذه الأيام بسبب الأوضاع العالمية والمحلية السائدة، فينبغي على المربين أن يعلموا الأطفال كيفية النظر إلى المشاكل الموجودة عندهم أو حتى في مجتمعهم نظرة إيجابية، وأيضا يغرسوا فيهم أن يتحركوا دائما نحو إصلاح الخلل أو المشكلة وليس التذمر والشكوى.
وعندما نهتم بغرس هذه القيم ينشأ جيل إيجابي متفائل ينظر إلى الأمور نظرة مشرقة، يستثمر كل أمر يحدث وإن كان خيرا فيحث عليه وإن كان شرا يعمل على إزالته وغرس الخير مكانه، ويجب التأكيد على إن غرس هذه القيم يبدأ من الصغر فمن شب على شئ شاب عليه ويجب أن يبدأ الوالدين والمربين بأنفسهم أولا ففاقد الشئ لا يعطيه.
التخطيط:
التخطيط مفهوم مهم ينبغي على المربين الاهتمام بغرسه في من يربونهم منذ الصغر، ولا نقصد التخطيط المعقد الخاص بالشركات أو المؤسسات بل التخطيط البسيط والسهل والممتع، ولدينا بعض الخطوات السهلة التي تساعدنا على تعليم الأطفال كيفية التخطيط:
1- أولا علينا ملاحظة هوايات وقدرات الطفل وشخصيته هل هو حركي أم لا؟ هل يحب اللعب الجماعي أم الفردي؟ وهكذا، فهذا سيساعدنا على أخذ إنطباع عن الطفل وبالتالي نستطيع أن نوجهه في تخطيط حياته.
2- ألعاب التركيب من الألعاب الجميلة التي تساعد في قضية التخطيط، اجلس مع الطفل وابدأ بالتركيب بطريقة عشوائية ثم بطريقة منظمة ومن ثم بين له الفارق بين الطريقتين.
3- دعونا نسأل الطفل عن ماذا يحب أن يكون حينما يكبر، ربما ستكون الإجابة بسيطة وتكون رغبته أن يصبح مثل أحد الأقارب أو الوالدين أو حتى شخصية كرتونية، فدعونا نوجهه لتعلم بعض المهارات البسيط والتي ستساعده على أن يصبح ما يريد أن يكون، ونخطط معه بشكل بسيط خطوات تعلم ذلك، ولابد من توجيهنا الهادئ عندما يختار الطفل إختيار غير مناسب ولا يجب أبدا أن نجبره أو نضغط عليه في إختياراته.
4- تعليم الطفل عمل جدول بسيط يومي لما سيقوم به مثل الأكل واللعب والنوم والصلاة والمذاكرة وغيرها وهذا الأمر سيساعده في تخطيط يومه بشكل جيد وسيظل هكذا حتى في المستقبل.
5- دعونا نسأله أيضا ماذا يريد تحقيقه في نهاية هذا الأسبوع أو اليوم وستكون إجابته بسيطة طبعا فنجعله يكتبها ويكتب الخطوات التي سيقوم بها في سبيل تحقيق هدفه وهذا سيساعده على التعود على الترتيب والتنظيم.
وكما يقول د. ياسر نصر في كتابه”كيف تصنع طفلا مميزا”: (الجيل الذي يخطط يكون جيلا إيجابيا طموحا لأن الذي يخطط يطمح دائما إلى تحقيق منجزات أكبر بعكس الذي لا يخطط فلا يدري كيف يسير وأين يسير وقد يكون جزءا من خطة الآخرين).
إلى هنا ننهي الجزء الأول من حديثنا عن الإيجابية فانتظرونا والجزء الثاني من هذه المقالة، وللمزيد من المعلومات والنصائح التربوية تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.