شرح معلقة امرؤ القيس

نقدم لكم شرح معلقة امرؤ القيس. معلقة امرؤ القيس هي قصيدة من أجود قصائد الشعر العربي إن لم تكن أجودها كما عدها الكثير من النقاد، وهي منسوبة لقائلها امرؤ

mosoah

شرح معلقة امرؤ القيس

نقدم لكم شرح معلقة امرؤ القيس. معلقة امرؤ القيس هي قصيدة من أجود قصائد الشعر العربي إن لم تكن أجودها كما عدها الكثير من النقاد، وهي منسوبة لقائلها امرؤ القيس الذي هو من أشعر الشعراء، وهي أشهر معلقة من المعلقات السبع أو العشر التي قيلت في الجاهلية، وقد اختلف الرواة في عدد أبياتها: فمنهم من ذكر أنها 77 بيتًا، ومنهم من ذكر أنها 81 بيتًا، ومنهم من ذكر أنها 91 بيتًا، والقصيدة على بحر الطويل، وهي لامية القافية، وقد تضمنت القصيدة الوقوف على الأطلال، والغزل القصصي، ووصف الفرس، ووصف الليل، ووصف رحلة الصيد، فهي تنسب إلى غرضي الوصف والغزل، ولمزيد من التفاصيل عن معلقة امريء القيس تابعونا على موسوعة.

معلومات عن “امرؤ القيس”

  • هو امرؤ القيس حندج بن حجر بن الحارث يكنى بأبي وهب وأبي الحارث، ويلقب بذي القروح و الملك الضليل، وامرؤ القيس أشهر ألقابه، ويعني الرجل الشديد، وقيس من أصنام الجاهلية.
  • ولد امرؤ القيس في بني أسد حضرموت في قبيلة كندة شرقي اليمن.
  • ظهر النبوغ المبكر على امريء القيس، فقال الشعر مبكرًا، ولكنه مع ذلك كان ميالًا للهو.
  • امرؤ القيس من الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، ويتميز شعره برقة اللفظ، وجودة السبك، وبلاغة المعاني.
  • امرؤ القيس هو أول من استوقف الأصحاب، ورقق النسيب، ولطف المعاني، وقيد الأوابد، والوقوف على الأطلال والبكاء عليها الذي صار مذهب الشعراء من بعده.

الوقوف على الأطلال

شرح معلقة امرؤ القيس من 1 : 3

يقول امرؤ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ     بسَقْط الْلِوى بين الدَّخول فحَوْمَلِ

يقول: قفا وأسعداني وأعيناني إذا ما تذكرت الحبيب الذي فارقته، أو المنزل الذي خرجت منه، ثم يصف مكان المنزل.

  • السقط: منقطع الرمل حيث يستدق طرفه.
  • اللوى: الرمل الملتوي.
  • الدخول، حومل: مكانان.

فتُوْضِحَ فالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رسمها   لِمَا نسجتها من جنوب وشَمْألِ

يقول أن هذين المكانين لم يذهب أثرهما؛ لأن الريح إذا أتت وغطتها بالتراب؛ جاءت الريح الأخرى فكشفت هذا التراب عنه.

  • توضح، المقراة: مكانان، وسقط اللوى بين الأماكن التي ذكرها.
  • لم يعف رسمها: لم يذهب أثرها.
  • الرسم: ما لصق بالأرض من آثار الدار كالرماد.
  • نسجتها: أي اختلفت الريحين عليها.

ترى بَعْرَ الأَرْآمِ في عَرَصَاتِهَا   وقِيْعَانِهَا كأنَّه حَبُّ فُلْفُلِ

يقول: انظر كيف أصبحت هذه الأرض بعد أن غادرها أهلها، فصارت مقفرة سكنها الظباء التي ترمي بعرها فيها كأنه حب الفلفل في ساحتها.

  • البعر: الفضلات.
  • الأرآم: الظباء الخالصة البياض.
  • عرصات الدار: أي ساحاته التي ليس بها بناء (الحوش).
  • قيعان: الأرض المستوية.
  • الفلفل: الحب المعروف من بهارات الهند.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 4 إلى 6

كأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا   لَدَى سَمُرَاتِ الحي ناقِفُ حَنْظَلِ

يقول إنه وقف يوم رحيلهم كجاني الحنظل يستخرجه من الحب، وذلك من حيرته وصدمته.

  • الغداة: الضحوة.
  • البين: الفرقة.
  • تحملوا: ارتحلوا.
  • سمرات: من شجر الطلح.
  • الحي: القبيلة من العرب.
  • نقف الحنظل: استخرج حبه من قشره.

وقوفًا بها صحبي عَلَيَّ مَطِيِّهِمُ   يقولون لا تَهْلِكْ أَسَىً وتَجَمَّلِ

يقول: قد وقف بها صحبي، وأنا جالس من الحزن والألم عند رواحلهم، وقد أمروني بالصبر.

  • المطي: المراكب أو الرواحل، مفردها مطية.

وإنَّ شِفَائِي عَبْرَة مُهْرَاقَةٌ    فهل عند رسمٍ دارسٍ من مُعَوَّلِ

يقول: إن البكاء هو دوائي مما أنا فيه، مع أن البكاء لا ينفع عند رسم قد درس.

  • مهراقة: منصبة أو مصبوبة.
  • معول: مبكى.

الغزل القصصي

شرح معلقة “امرؤ القيس”  من 7 إلى 10

كدَأْبِكَ من أم الحُوَيْرِثِ قبلها   وجارتها أم الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

يقول لنفسه: عادتك في حب هذه كعادتك في هذه لم تتغير قلة حظك، ومعاناتك.

  • الدأب: العادة.
  • مأسل: جبل.

إذا قامتا تَضَوَّعَ المسك منهما   نسيمَ الصَّبَا جاءت بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

يقول: إذا قامت أم الحويرث أو أم الرباب شممت منهما ريح المسك كنسيم الريح التي تهب برائحة القرنفل.

  • تضوع: انتشرت رائحته.
  • الريا: الرائحة الطيبة.

ففاضت دموع العين مني صَبَابَةً    على النَّحْرِ حتى بَلَّ دَمعي مِحْمَلِي

لما تذكرهما سالت دموعه على خديه حتى وصلت إلى حمالة سيفه وبلتها.

  • الصبابة: رقة الشوق.
  • المحمل: حمالة السيف.

ألَا رُبَّ يوم لك منهن صَالِحٍ   ولا سِيَّمَا يومٍ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

يقول: رب يوم لك فزت به بوصال النساء إلا أن خير تلك الأيام كان يوم دارة جلجل.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 11 إلى 15

ويوم عَقَرْتُ للعَذَارَى مَطِيَّتِي   فيا عجبًا من كُوْرِهَا المُتَحَمَّلِ 

يتعجب من تحمل راحلته للثقل الذي عليها من اللحم بعد أن ذبحها لهن.

  • الكور: الرحل بأداته.
  • المتحمل: الحمل. 

فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بلحمها   وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ

يقول: فجعل بعضهن يلقي للبعض اللحم المشوي من طيبه طول النهار.

  • الشحم: السمن والدهن.
  • الهداب: ما استرسل من الشيء، وهو الشحم هنا.
  • الدمقس: الإبريسم، وهو أحسن الحرير.
  • المفتل: الذي أجيد فتله ونسجه.

ويوم دخلت الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ   فقالت لك الوَيْلَاتُ إنّك مُرْجِلِي

يقول: يوم دخلت هودج عنيزة دعت لي في صورة الدعاء علي، وقالت: ستجعلني أمشي بعد أن عقرت بعيري وقصمت ظهره من ثقلنا عليه.

  • الخدر: الهودج.
  • عنيزة: اسم عشيقته، أو لقبها واسمها فاطمة.

تقول وقد مَالَ الغَبِيْطُ بَنَا معًا   عَقَرْتَ بَعِيرِي يا امْرَأَ القيس فانزلِ

يقول: تقول لي بعد أن ركبت معها على الهودج الذي أخذ يميل بنا للسقوط: انزل ستقتل البعير.

  • الغبيط: من الرِّحَال أو الهوادج.

فقلت لها سِيرِي وأَرْخِي زِمَامَهُ    ولا تُبْعِدِينِي من جَنَاكِ المُعَلَّلِ

يقول: قلت لها حين ذلك دعي البعير ولا تبعديني عن وصالك.

  • الجنى: الثمار.
  • المعلل: المكرر المُلهي.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 16 إلى 20

فمثلك حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ   فَأَلْهَيْتُهَا عن ذِي تَمَائِمِ مُحْوِلِ

يقول: دعيني قرب امرأة حبلى أو مرضع قد أتيتها، فشغلتها عن ولدها الذي مر عليه عام كامل، فكيف تتخلصين مني؟

  • الطروق: الإتيان ليلًا.
  • ألهيتها: شغلتها.
  • التميمة: العوذة التي كانوا يحتمون بها من الشر.

إذا مَا بَكَى مَن خَلْفِهَا انْصَرفَتْ له   بِشِقِّ وتحتي شِقُّهَا لم يُحَوَّلِ

يقول: إذا بكى طفلها الذي تركته خلفها التفت له نصف التفاتة، ولم تتحول عني بالكامل.

  • شق: نصف.

ويومًا على ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ   عَلَيَّ وآلَت حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

يقول: في يوم ونحن عند الكثيب حلفت أنها لا تصلني وأنها تهجرني، وقد يقصد بذلك عنيزة.

  • الكثيب: الرمل الكثير.
  • التعذر: التشدد.
  • آلت: حلفت.
  • حلفة: مرة.
  • التحلل: أي لم تستثن في يمينها.

أَفَاطِمُ مهلًا بَعضَ هذا التَّدَلُّلِ    وإنْ كنتِ قد أَزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

يقول: يا فاطمة دعي عنك بعض الدلال، وإن كنت قد أردت فراقي فاجملي في ذلك.

  • مهلًا: رفقًا.
  • التدلل: أي وثوق الإنسان بغيره فيؤذيه.
  • أزمعت: وَطَّنتِ نفسك.

أَغَرَّكِ مِنِّي أن حُبَّكِ قَاتِلِي   وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القلب يَفْعَلِ

يقول: قد غرك مني أني متيم بحبك الذي يكاد يقتلني، وأن قلبي خاضع لك ممتثل لأمرك؛ لذلك قلتِ ما قلتِ.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 21 إلى 25

وَإِنْ كان قد سَاءَتْكِ مِنِّي خَلِيْقَةٌ     فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِك تَنْسُلِ

يقول: إن ساءك شيء من أخلاقي، ففارقيني واهجريني، فإني مطيع لك في كل أمرك.

  • خليقة: خلق وصفة.
  • سلي: السل سقوط الريش أو الوبر، والمراد الخلع والنزع.

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلَّا لِتَضْرِبِي   بَسَهْمَيكِ في أَعْشَارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ

يقول: وما بكيت إلا لتملكي قلبي كله، وتصيديه بسهام دموعك، وتذهبي بقلبي الذليل.

  • ذرفت الدمع: بكيت.
  • المقتل: المذلل غاية التذليل.  

وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا    تَمَتَّعْتُ من لهوٍ بها غيرَ مُعْجَلِ

يقول: يقول رب امرأة عذراء كالبيضة في السلامة أو اللون أو الستر، قد تمتعت بها ولم أتعجل في أن أفرغ منها.

  • بيضة خدر: امراة لزمت خدرها.
  • يُرام: يُطلب.
  • الخباء: البيت من قطن أو وبر أو صوف أو شعر.
  • التمتع: الانتفاع.

تجاوزت أحراسًا إليها ومَعْشَرًا   عَلَيَّ حِرَاصًا لو يُسِرُّون مَقْتَلِي

يقول: حتى أصل إليها تجاوزت أهوالًا كثيرة من الحرس، والقوم الذين يريدون قتله في خفية؛ لأنهم لا يستطيعون ذلك في العلن؛ لأنه من أبناء الملوك.

  • الأحراس: الحرس.
  • المعشر: القوم.
  • حراص: جمع حريص.

إذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ    تَعَرُّضَ أثناءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

يقول: أتيتها وقت ظهور كواكب الثريا التي تشبه في تجمعها الوشاح في الأفق الشرقي.

  • التعرض: الأخذ في الذهاب.
  • الأثناء: النواحي.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 26 إلى 28

فَجِئْتُ وَقَد نَضَّتْ لِنَومٍ ثيابَها   لدى السِّتْرِ إلا لِبْسَةَ المُتَفَضََّلِ

يقول: أتيتها وقد خلعت ثيابها عند الثوم إلا ثوبًا واحدًا لتظهر لأهلها أنها تريد النوم، وهي واقفة عند الستر مترقبة.

  • نضت: خلعت.
  • اللبسة: حال اللابس وهيئته.
  • المتفضل: اللابس ثوبًا واحدًا.

فقالت: يَمِينُ الله ما لك حِيْلَةٌ   وما إنْ أرَى عنك الغِوَايَةَ تَنْجَلِي

يقول: قالت: ما لي سبيل إلى دفعك، وأرى أنك لا تترك ما أنت فيه من الغواية والضلال.

  • اليمين: الحلف.
  • الغواية: الضلالة.
  • الانجلاء: الانكشاف.

خَرَجْتُ بِهَا أمشي تَجُرُّ وراءَنا   على أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

يقول: خرجنا من خدرها، هي تمشي وتجر ثوبها المنقوش بآثار أقدام الإبل خلفها لتخفي آثار أقدامنا.

  • المرط: الكساء.
  • المرحل: المنقوش بنقوش تشبه رحال الإبل.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 29 إلى 32

فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى   بنا بَطْن خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

يقول: فلما ذهبنا بعيدًا عن القوم، وصرنا في أرض مطمئنة مستورة صرنا في أمان.

  • أجزنا: جاوزنا.
  • الحي: القبيلة.
  • انتحى: اعتمد على الشيء.
  • بطن: مكان مطمئن حوله مرتفعات.
  • الخبت: أرض مطمئنة.
  • الحقف: رمل مشرف معوج.
  • العقنقل: الرمل المنعقد المتلبد.

هَصَرْتُ بِفَودَي رأسِهَا فَتَمَايَلَت   عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ

يقول: جذبت شعرها إلي فمالت علي، ثم يصفها بأنها خفيفة الكشح ممتلئة لحم الساقين.

  • الهصر: الجذب.
  • الفودان: جانبي الرأس.
  • تمايلت: مالت.
  • هضيم الكشح: ضامر الكشح، أي ليس عندها لحم فيما بين السرة ووسط الظهر، أو بين الخاصرة والضلوع.
  • ريا: مؤنث ريان.
  • المخلخل: موضع الخلخال من الساق.

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءَ غَيْرَ مُفَاضَةٍ   تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ

يقول: هي امرأة دقيقة الخصر ضامرة البطن غير عظيمة البطن ولا مسترخيته، وصدرها براق اللون صافٍ كالمرآة.

  • مهفهفة: لطيفة الخصر، ضامرة البطن.
  • مفاضة: عظيمة البطن مسترخية اللحم.
  • الترائب: موضع القلادة من الصدر.
  • مصقولة: مُزالة الصدأ.
  • السجنجل: المرآة.

كَبِكْرِ المُقَانَاةِ البياضَ بصُفْرَةٍ   غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيرُ المُحَلَّلِ

يقول: تشبه في لونها بياض مختلط بصفرة، فهي لا تتغذى إلا من الماء العذب الصافي، تشبه في ذلك بيض النعام أو الصدفة في قعر البحر أو البردي.

  • البكر: ما لم يسبقه مثله.
  • المقاناة: الخلط.
  • النمير: الماء النامي في الجسد.
  • المحلل: من الحلول أو الحل.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 33 إلى 35

تَصُدُّ وتُبدي عَن أَسِيْلٍ وَتَتَّقِي   بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفَلِ

يقول: تعرض محبوبتي عني، فأرى خدها الأسيل، وتجعل تنظر إلي بعينها التي تشبه عيون الظباء ذات الأطفال في العطف والشفقة.

  • الصد: الإعراض والدفع.
  • الإبداء: الإظهار.
  • الأسالة: امتداد الخد وطوله.
  • الاتقاء: الحجز بين شيئين.
  • وجرة: موضع.
  • المطفل: التي لها طفل.
  • الوحش: جمع وحشي.

وَجِيْدٍ كَجِيدِ الرِّئْمِ ليس بفاحشٍ   إذا هي نَصَّتْه ولا بمُعَطَّلِ

يقول: إن عنقها يشبه عنق الظبي لا طويل بائن ولا قصير غائر، وهي تزينه بالحلي لا كعنق الظبي المعطل عن الحلي.

  • الرئم: الظبي الأبيض الخالص البياض.
  • الفاحش: ما جواز القدر المحمود.
  • النص: الرفع.
  •  معطل: خالٍ من الحلي.

وَفَرْعً يَزِيْنُ المَتْنَ أَسْوَدَ فَاحِمٍ    أَثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخلةِ المُتَعَثْكَلِ

يقول: يبدو شعرها طويلًا يزين ظهرها إذا هي أرسلته عليه، ولها ضفيرتان تشبهان عناقيد النخل في تجعدها وأثاثها.

  • الفرع: الشعر التام.
  • الفاحم: الشديد السواد.
  • الأثيث: الكثير.
  • القنو: هو في النخل كالعنقود من العنب، وهو العذق.
  • المتعثكل: بمعنى قنوانها.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 36 إلى 40

غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلى العُلا   تَضِلُّ العِقَاصُ في مُثَنَّى ومُرْسَلِ

يقول: إن خصال شعرها مرتفعات إلى الأعلى، وشعرها موفور كثيف فتربط بعضه وترسل بعضه.

  • الغدائر: خصال الشعر.
  • مستشزرات: مرتفعات.
  • العقيصة: الخصلة المجموعة من الشعر.

وَكَشْحٍ لَطِيْفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ   وسَاقٍ كأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ

يقول: إن كشحها ضامر خفيف دقيق يشبه خطام الناقة الذي يثنى لتمشي به، وساقها كلون أنابيب البردي المستقر تحت الظل المروي باستمرار.

  • الجديل: خطام يتخذ من الأدم، وهو الحبل الذي يكون حول عنق الناقة لتسير به.
  • المخصر: دقيق الوسط.
  • الأنبوب: ما بين العقدتين من القصب وغيره.
  • السقي: أي المسقي.

وتضحي فتيت المسك فوق فراشها   نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

يقول: تبيت محبوبتي والمسك على فارشها، وتظل نائمةً حتى وقت الضحى، ولا تعمل في الخدمة في البيت لترفها ووجود من يخدمها.

  • تنتطق: تلبس النطاق، والمراد ثوب المهنة.

وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّه   أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أو مَسَاوِيكُ إِسْحَلِ

يقول: إنها حين تمسك الأشياء تمسكها ببنان رخص ناعم لين، فيدها ناعمة تشبه ملمس الدود أو أغصان شجر الإسحل.

  • تعطو: تتناول.
  • الرخص: اللين الناعم.
  • الشثن: الغليظ.
  • الأسروع: دود يكون في البقل والأماكن الرطبة.
  • ظبي: اسم مكان هنا.
  • مساويك: جمع مسواك.
  • إسحل: شجرة تدف أغصانها في استواء.

 تضيء الظلام بالعشاء كأنها   منارة ممسي راهب متبتل

يقول: من نور وجهها يمكنك أن ترى في الظلام، كأنها مصباح راهب قد أمسى عاكفًا على عبادته.

  • المتبتل: المنقطع إلى عبادة الله.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 41 إلى 43

إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَبِيبُ صَبَابَةً   إذا ما اسبَكَرَّتْ بين دِرْع ومِجْوَلِ

يقول: ينبغي أن ينظر العاقل إلى مثلها إذا طال قدها وامتدت قامتها بين النساء جميعًا، وقد ارتفعت عمن ساواها في السن.

  • الاسبكرار: الطول والامتداد.
  • الدرع: قميص المرأة.
  • مجول: ثوب تلبسه الجارية الصغيرة.

 تَسَلَّت عَمَايَات الرِّجَالِ عَنِ الصِّبَا   وليس فؤادي عن هواك بمُنْسَلِ

يقول: إذا بطلت ضلالات الرجال عن الهوى بعد مرور الصبا، فأنا باق على ضلالتي في عشقي لك الذي لا ينتهي.

  • تسلت: زالت.
  • منسل: زائل.

ألَا رُبَّ خَصْمٍ فيكِ أَلْوَى رَدَدْتُه    نَصِيْحٍ على تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَلِ

يقول: ألا رب خصم شديد الخصومة ينصحني ويلومني على هواي لك رددته وزجرته، وذلك لأن حبي لك لا يزول ولا أرتدع عنه.

  • ألوى: شديد الخصومة.
  • نصيح: ناصح.
  • التعذال: اللوم.
  • مؤتل: مقصر.

وصف الليل

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 44 إلى 47

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البحر أَرْخَى سُدُوْلَهُ     عَلَيَّ بأنواعِ الهُمُوْمِ لِيَبْتَلِي

يقول: ورب ليلٍ يحاكي أمواج البحر الموحشة، وقد أرخى علي أستار الحزن، يريد بذلك أن يختبرني أأصبر أم أجزع؟

  • السدول: الأستار.
  • الإرخاء: إسدال الستر.

فقلت له لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ    وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاءَ بِكَلْكَلِ

يقول: فقلت لليل لما مد صلبه، وازداد طوله، وأبعد صدره عني معرضًا، ليدل على كثرة الأحزان.

  • تمطى: تمدد.
  • الأعجاز: المآخير.
  • ناء: بعد.
  • الكلكل: الصدر.

ألَا أَيُّهَا الليلُ الطَّوِيلُ ألَا انْجَلِي     بِصُبْحٍ وَمَا الِإصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ

يقول: قلت لليل قد طال مقامك، فانكشف بصبح يزيل ظلامك، ثم يعود فيقول: وليس الصبح بأفضل منك عندي، فأنا أقاسي الهموم في الليل والنهار.

  • انجلي: انكشف.
  • أمثل: أفضل.

فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كَأَنَّ نُجُوْمَهُ    بِأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ

يتجب من الليل الطويل الذي يبدو أن نجومه قد شدت بحبال من الكتن إلى الجبال، فلا تزول من أماكنها.

  • أمراس: حبال.
  • صم: صلبة.
  • جندل: صخرة.

أبيات أربعة لم يذكرها الجمهور وذكروا أنها لتأبط شرًا من 48 إلى 51

وَقِرْبَةِ أَقْوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَا    عَلَى كَاهِلٍ مِنِّي ذَلُولٍ مُرَحَّلِ

يقول: ورب قبة أقوام جعلت وكاءها على كاهل ذلول قد رحل مرةً بعد مرة أخرى مني، ويقصد بذلك مدح نفسه وأنه يحمل على ظهره حاجات الناس.

  • العصام: وكاء يشد به رأس القربة.
  • الكاهل: أعلى الظهر عند مركب العنق فيه.
  • مرحل: مبالغة من الرحل.

وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ   بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيعِ المُعَيَّلِ

يقول: ورب وادٍ يشبه بطن البعير إذا خلا من العلف، وكان الذئب فيه من فرط الجوع كالمقامر الذي يطالبه عياله بالنفقة، وهو يصح به لا يجد ما يرضيهم. 

  • الجوف: باطن الشيء.
  • العير: الحمار.
  • القفر: المكان الخالي.
  • الخليع: الخليع الذي خلعه أهله لخبثه.
  • المعيل: الكثير العيال.

فقلت له لمَّا عَوَى إنَّ شَأْنَنَا   قَلِيلُ الغِنَى إنْ كنتَ لَمَّا تَمَوَّلِ

يقول: قلت للذئب لما صاح إن شأننا وأمرنا يقل غنانا إن كنت غير متمول، أو أننا نطلب الغني ثم لا نظفر به مثلك.

  • تمول: أي صار ذا مال.

كِلانَا إِذا ما نَال شيئًا أَفَاتَه   وَمَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وَحَرْثَكَ يَهْزَلِ

يقول: كل واحد من إذا ظفر بشيء فوته على نفسه ولم يستطع الاحتفاظ به، ومن يسعى مثلنا عاش هزيلًا.

شرح معلقة “امرؤ القيس” وصف الخيل من 52 إلى 55

وَقد أَغْتَدِي وَالطَّيْرُ في وُكُنَاتِهَا    بِمُنْجَرِدِ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ

يقول: وقد أنطلق مبكرًا والطير لما تغادر أعشاشها على فرس قليل الشعر من سرعته يلحق الوحوش فلا يمكنها الفوت منه.

  • وكناتها: أعشاشها.
  • منجرد: ماضٍ في السير أو قليل الشعر.
  •  الأوابد: الوحوش.
  • الهيكل: الفرس العظيم الجسم.

مِكَرٍ مِفَرٍ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا    كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

يقول: إن هذا الفرس يكر ويفر متى ما أردت منه ذلك وكذلك حاله في الإقبال والإدبار، ثم هو يشبه في سرعته الصخرة العظيمة التي تهوي من أعلى الجبل إلى سفحه.

  • الكر: العطف والهجوم.
  • الفر: التراجع.
  • جلمود: الحجر العظيم الصلب.
  • صخر: حجر.
  • حطه: ألقاه من أعلى إلى أسفل.

كُمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْدُ عَنْ حَالِ مَتْنِهِ    كَمَا زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بِالْمُتَنَزَّلِ

يقول: هذا الفرس الكميت يزل لبده أو يزل الإنسان على متنه كالمطر الذي يزل على الحجر الأملس، وذلك لاكتناز لحمه وانملاس صلبه.

  • كميت: لونه بين الأسود والأحمر.
  • حال: مقعد الفارس من ظهر الفرس.
  • الصفواء: الحجر الصلب.

عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كَأَنَّ اهتِزَامَهُ    إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَليُ مِرْجَلِ

 يقول: وهو ممتليء نشاطًا على ذبول خلقه وضمور بطنه، ويصهل بصوت يخرج من صدره كما يخرج صوت الغليان من القدر.

  • الذبل: الذبول.
  • جياش: من الغلي.
  • الاهتزام: التكسر.
  • الحمي: شدة الحرارة.
  • المرجل: القدر.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 56 إلى 60

مِسَحٍّ إذا ما السَّابِحَاتُ على الوَنَى   أَثَرْنَ الغُبَارَ بِالكَدِيْدِ المُرَكَّلِ

يقول: يصب هذا الفرس عدوه وجريه صبًا بعد صب، فلا يتعب كالخيول الأخرى.

يُزِلُّ الغُلَامَ الخِفَّ عَنْ صَهَوَاتِهِ   ويُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ

يقول: إن هذا الفرس يلقي من لم يكن جيد الفروسية عن صهواته، وذلك من شدة عدوه وجريه.

  • الخف: الخفيف.
  • الصهوة: مقعد الفارس من ظهر الفرس.
  • يلوي: يرمي.
  • العنيف: ضد الرقيق.

دَرِيْرٍ كَخُذْرُوْفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ   تَتَابُعُ كَفَّيْهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ

يقول: هو يواصل العدو والجري في غير انقطاع كالخذروف في دورانه في فتل خيطه.

  • درير: من در اللبن.
  • الخذروف: حصاة مثقوبة يجعل الصبيان فيه خيطًا، فيديرها الصبي على رأسه.
  • الوليد: الصبي.
  • الإمرار: إحكام الفتل.

لهُ أَيْطَلَا ظَبِيٍ وسَاقَا نَعَامَةٍ   وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وتَقْرِيْبُ تَتْفُلِ

شبه الفرس في شكلها وساقيها وجريها كهذه المذكورات.

  • الأيطل: الخاصرة.
  • إرخاء سرحان: نوع من العدو خاص بالذئاب، وسرحان هو الذئب.
  • تقريب تتفل: نوع من الجري خفيف، وتتفل: ولد الثعلب.

ضَلِيعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَهُ     بِضَافٍ فُوَيقَ الأَرْضِ ليس بأَعْزَلِ

يقول: هذا الفرس عظيم الأضلاع منتفخ الجنبين إذا نظرت إليه من خلفه وجدته سد الفراغ بين رجليه بذيله الكثيف الطويل الغير مائل إلى أحد الشقين مما يدل على كرم أصله.

  • ضليع: عظيم الأضلاع منتفخ الجنبين.
  • الاستدبار: النظر إلى مؤخر الشيء.
  • الفرج: الفضاء بين اليدين والرجلين.
  • ضاف: أي سابغ تام.
  • أعزل: يميل عظم ذنبه إلى أحد الشقين.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 61 إلى 65 (متضمن وصف الصيد)

كَأنَّ عَلَى المَتنَيْنِ منه إذا انتَحَى   مَدَاكَ عَرُوسٍ أو صَلايَةَ حَنظَلِ

يشبه ظهره في اكتنازه وكونه أملسًا بالحجر الذي تسحق به العروس أو يسحق عليه الطيب، أو يكسر عليه الحنظل ويستخرج حبه.

  • المتنان: اليدان.
  • الانتحاء: الاعتماد والقصد.
  • مداك: الحجر الذي يسحق به.
  • صلاية: الحجر الأملس.

كَأنَّ دِمَاءَ الهَادِيَاتِ بِنَحْرِهِ   عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجَّلِ

يقول: كأن دماء الفرائس التي أصطادها على نحر هذه الفرس كالحناء خضب بها شيب.

  • الهاديات: المتقدمات الأوائل.
  • عصارة: ما خرج من الشيء عند عصره.
  • الترجيل: تسريح الشعر.

وصف الصيد

فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَه    عَذَارَى دُوَارٍ في مُلَاءٍ مُذَبَّلِ

يقول: فعرض لنا وظهر قطيع من بقر الوحش كأن إناثه نساء عذارى يطفن حول حجر منصوب ذيولها طويلة، وتمشي في تبختر.

  • عن: عرض وظهر.
  • السرب: القطيع.
  • النعاج: إناث البقر.
  • دوار: حجر كان أهل الجاهلية ينصبونه ويطوفون حوله.
  • ملاء: جمع ملاءة.
  • مذيل: أطيل ذيله وأرخي.

فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّلِ بَيْنَهُ   بِجِيْدٍ مُعَمٍّ في العّشِيرَةِ مُخْوَلِ

يقول: فأدبرت النعاج كالخرز اليماني الذي فصل بينه بغيره من الجواهر في عنق صبي كريم أعمامه وأخواله.

  • الجزع: الخرز اليماني.
  • الجيد: العنق.
  • المعم: الكريم الأعمام.
  • مخول: الكريم الأخوال.

فأَلْحَقَنَا بالهَادِيَاتِ ودُونَهُ   جَوَاحِرُهَا في صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّلِ

يقول: فألحقنا هذا الفرس بأوائل الوحش ومتقدماته، وجاوز بنا متخلفاته، فهي قريبة منه، وذلك من شدة جريه، فيدرك أوائلها وأواخرها لم تصر متفرقةً بعد.

  • الهاديات: الأوائل المتقدمات.
  • الجواحر: المتخلفات.
  • الصرة: الجماعة.
  • تزيل: تتفرق.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 66 إلى 70

فَعَادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ وَنَعْجَةْ   دْرَاكًا ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ

يقول: أنه أدرك ثورًا مع نعجة في طلق واحد دون مشقة أو تعب، فلم يتعرق كامل التعرق بعد مع ما قام به.

  • عادى: والى.
  • دراك: متتابعة.

فَظلَّ طُهَاةُ اللَّحم من بين مُنْضِجٍ   صَفِيفَ شِوَاءٍ أو قَدِيْرٍ مُعَجَّلِ

يقول: ظل الطهاة الذين بعضهم يطهو اللحم شواءً على الحجارة في النار، وبعضهم يطبخ اللحم في القدر، وذلك لكثرة اللحم.

  • الطهو: الإنضاج.
  • الإنضاج: طبخ اللحم وشيه.
  • الصفيف: المصفوف.
  • قدير: اللحم المطبوخ في القدر.

ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَهُ    مَتَى تَرَقَّ العَيْنَ فِيهِ تَسَفَّلِ

يقول: ثم أمسينا تكاد عيوننا تعجز عن تعداد محاسن هذا الفرس، ومهما أرادت النظر إلى أعالي خلقه نظرت إلى أسافله.

  • الطرف: اسم لما يتحرك من أشفار العين.
  • القصور: العجز.
  • الترقي: الارتقاء.

فَبَاتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلِجَامُهُ   وبَاتَ بِعَيْنِي قَائِمًا غَيْرَ مُرْسَلِ

يقول: بات بين يدي عليه لجامه وسرجه لم يذهب إلى المرعى.

وصف المطر والبرق في رحلة الصيد

شرح معلقة “امرؤ القيس”  من 70 إلى 75

أَصَاحِ تَرَى بَرْقًا أُرِيْكَ وَمِيْضَهُ   كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّلِ

يقول: يا صاحبي إن كنت قد رأيت برقًا فتعال أريك لمعانه وتألقه في سحاب متراكم يشبه برقه تحريك اليدين.

يُضِيءُ سَنَاهُ أو مَصَابِيحُ رَاهِبٍ  أَمَالَ السَّلِيطَ بالذَّبَالِ المُفَتَّلِ

يقول: هذا البرق يتلألأ ضوؤه كمصابيح الرهبان التي يصب عليها الزيت فتضيء.

  • السنا: الضوء.
  • السليط: الزيت.
  • الذبال: جمع ذبالة وهي الفتيلة.

قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بين ضَارِجٍ   وبين العُذَيِبِ بعدما متأمل

يقول: قعدت وأصحابي أنظر للسحاب بين هذين المكانين أرقب مطره وأناظر برقه.

  • ضارج، العذيب: موضعان.

عَلَى قَطْنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِهِ   وَأَيْسَرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُلِ

يقول: على يمين هذا السحاب على قطن، وأيسره على الستار ويذبل قد نزل المطر وانهمر فلا يكاد يرى تلك الأماكن.

  • القطن، الستار، يذبل: جبال.
  • الصوب: المطر.
  • الشيم: النظر إلى البرق مع ترقب المطر.

فَأَضْحَى يَسُحُّ الماء حول كُتَيْفَةٍ    يَكُبُّ عَلَى الأذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

يقول: أضحى هذا الغيث يصب الماء فوق كتيفة، ويلقي الأشجار العظام من كنهبل على رؤوسها.

  • الكب: إلقاء الشيء على وجهه.
  • الدوحة: الشجرة العظيمة.
  • الكنهبل: ضرب من شجر البادية.

وَمَرَّ عَلَى القَنَانِ مِنْ نَفَيَانِه   فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كِلِّ مَنْزِلِ

يقول: من هول هذا المطر كان ما يتطاير منه ينزل على جبل القنان، فيلقي بالوعل من على هذا الجبل.

  • القنان: اسم جبل لبني أسد.
  • النفيان: ما يتطاير من القطر.
  • العصم: الوعل الذي في يده بياض.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 76 إلى 78

وَتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَةٍ   وَلَا أُطُمًا إلا مَشِيْدًا بِجَنْدَلِ

يقول: لم يترك الغيث شيئًا من جذوع النخل بقرية تيماء، ولا شيئًا من الأبنية إلا ما كان على مرتفع.

  • تيماء: قرية.
  • الأطم: القصر.
  • الشيد: البنيان العالي.
  • الجندل: الصخر.

كَأَنَّ ثَبِيْرًا فِي عَرَانِيْنِ وَبْلِهِ    كَبِيْرُ أُنَاسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ

يقول: كأن ثبيرًا في أوائل مطر هذا السحاب قد تلفف بثيابه كما لو كان سيد قوم. 

  • ثبير: جبل.
  • العرنين: الأنف.
  • البجاد: كساء مخطط.
  • التزميل: التلفيف بالثياب. 

  كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً    من السَّيلِ والأَغْثَاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ

يقول: كأن استدارة هذه الأكمة غدوة مما أحاط بها من أغثاء السيل فلكة مغزل في الاستدارة.

  • الذروة: أعلى الشيء.
  • المجيمر: موضع أكمة.
  • الغثاء: ما جاء به السيل.

شرح معلقة “امرؤ القيس” من 79 إلى 81

وَأَلْقَى بِصَحْرَاءِ الغَبِيْطِ بَعَاعَهُ   نُزُولَ اليَمَانِي ذي العِيَابِ المُحَمَّلِ

يقول: إن نزول المطر كنزول التاجر اليماني صاحب الثياب والأحمال التي يعرضها على المشترين، والمطر كذلك أتى بالأزهار والكلأ والمرعى.

  • الغبيط: أكمة قد انخفض وسطها وارتفع طرفاها.
  • البعاع: الثقل.
  • اليماني: التاجر اليماني.

كَأَنَّ مَكَاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَّيَةً   صُبِحْنَ سُلَافًا مِنْ رَحِيقٍ مُفَلْفَلِ

يقول: كأن هذا الضرب من الطير شرب هذا الضرب من الخمر صباحًا في هذه الأودية، ذلك من نشاطها الذي يبدو كما لو كان من أثر الخمر.

  • المكاكي: نوع من الطيور.
  • الجواء: الوادي.
  •  غدية: تصغير غداة.
  • التصبح: شرب الصبوح.
  • السلاف: أجود الخمر.
  • المفلفل: الذي ألقي فيه الفلفل.

كَأَنَّ السِّبَاعَ فيه غَرْقَى عَشِيَّةً    بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُلِ

يقول: كأن السباع حين غرقت جراء هذا السيل تبدو كأنها أصول البصل البري حين اختلطت بالطين والكدر.

 

كان تلك معلقة امرؤ القيس. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.  

Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *