ضرس العقل و مشكلاته

يواجه الكثيرين بعض المشكلات مع ضرس العقل و أحيانا تكون الأمور صعبة قد تصل لعملية جراحية و زيارات عديدة لطبيب الأسنان لذلك سنتحدث اليوم بشئ من التفصيل عن ضرس العقل و مشكلاته المنتشرة.

ضرس العقل:

أو الضرس الثالث هي آخر ما ينشأ من الأسنان فالمعروف أن لمعظمنا أربعة ضروس عقل ، واحد في كل ركن من أركان الفم.

سبب التسمية:

ضرس العقل هو – وفقا للموسوعة الحرة – الضرس الثالث الدائم الذي يبزغ في سن متأخرة و يتزامن بزوغه مع فترة بلوغ الإنسان سن الرشد ، ويكون بين عمرى الثامنة عشر و الخامسة و العشرين , و لذلك سمي بضرس العقل و في الحقيقة إنه ليس له أي علاقة بالعقل أو الرشد.

و هو في عصرنا الحاضر أكثر الأسنان عرضة للإنطمار و عدم البزوغ و أحياناً لا يتكون أصلاً , و هذا الذي دعى كثيراً من الناس لإعتباره ضرساً زائداً ليس له وظيفة , و يمكن تفسير ذلك بنظرية التكيف البيئي ، ففي العصور القديمة كان الناس يأكلون أصنافاً جامدةً و غير مطبوخة و التي كانت تؤدي إلى تآكل الأسنان نتيجة لإحتكاكها القوي ببعضها البعض , هذا بالإضافة إلى كبر الفكين في ذلك العصر مما يسمح بتكون ضروس العقل و بزوغها سليمة بلا متاعب , و قد تغير ذلك اليوم بتغير طرق و نوعية الأكل إلى طرق أكثر رقة و أكل أكثر ليونة مما قلل من تآكل الأسنان و صغر المسافة المخصصة لبزوغ ضرس العقل مما يتسبب في إنطماره.

وهناك أيضاً العامل الوراثي الذي نتج بسبب التزاوج بين الأعراق المختلفة في عصرنا الحاضر ، مما أدى إلى تزايد تشوهات الأسنان و الفكين و من ضمنها تزاحم الأسنان و خاصة ضروس العقل.

مشاكل ضرس العقل:

المشكلة الأهم في ضرس العقل أن كبر حجمه يؤثر على تطور باقي الأسنان.

ألم ضرس العقل:

تختلف المشاكل بإختلاف وضع ضرس العقل , فعندما يكون في وضعه الطبيعي قد يصعب الوصول إليه لتنظيفه مما يؤدي إلى تراكم الجير و الكلس و هما المسببان الرئيسيان للتسوس و إلتهاب اللثة المحيطة , و أحياناً أخرى يكون بزوغه غير كامل مما يجعله مغطى باللثة جزئيا و أهم المشاكل المصاحبة في هذه الحالة إلتهاب اللثة المغطية للضرس و تكون جيباً لثوياً قد يمتلئ بالجير و بقايا الطعام التي يصعب إزالتها مما يؤدي إلى مزيد من الإلتهاب و يعرض الضرس إلى التسوس , كما أن الإطباق قد يتسبب في إلتهاب اللثة المغطية للضرس أثناء المضغ مسببا إلتهاباً بكتيرياً مؤلما جداً  ، و في الحالات المتقدمة قد يتسبب مثل ذلك الإلتهاب إلى خراج لثوي و أحيانا إلى عدم القدرة على فتح الفم مما يدخل المريض في دوامة الألم المستمر.

إنطمار ضرس العقل:

وفي الكثير من الأحيان تكون ضروس العقل منطمرة و مدفونة تماما داخل عظام الفك أو ببساطة يفشل بزوغها و قد يؤدي ذلك إلى الضغط على بقية الأسنان أو تكون كيس مرضي , و الضرس المطمور يأخذ أشكالا مختلفة تتراوح بين الوضع الأفقي و المائل في إتجاهات مختلفة مما يكون سبباً في عدم بزوغه أحياناً , و أهم مايجب أن نشير إليه ما أشارت إليه بعض الدراسات إلى أن ضرس العقل قد يكون بؤرة إلتهابات بكتيرية قد تنتقل إلى مناطق بعيدة في الرقبة و الرأس مما قد يسبب مضاعفات خطيرة.

نمو ضرس العقل:

هناك إحتمالين لنمو ضرس العقل:

• إما أن يظهر في مكانه بشكل صحيح و مواز لباقي أسنان الفك عندها لن تكون هناك أي مشكلة.
• أو أن يظهر بشكل غير مواز أو مائل بشكل ما , و في هذه الحالة يجب أن تتم إزالته لأنه سيتسبب في تلف باقي الأسنان المجاور أو عظام الفك أو عصب الأسنان , لأنه عندما ينمو ضرس العقل بصورة مائلة إلى الأمام يصعب تنظيفه ، فيعمل على تراكم الطعام بجانب الضرس الذي بجانبه مما يؤدي إلى تسوس كليهما: ضرس العقل و الضرس الذي بجانبه أيضا , و في بعض الحالات ينمو ضرس العقل بصورة مائلة إلى الخارج مما يؤدي لحدوث آلام في الخد نتيجة القيام بعضه بطريق الخطأ و قد يمتد الألم إلى الأذن و العين أو أسنان الفك.

في النهاية نتمنى لكل أفراد الأسرة تمام الصحة و العافية , و نتمنى أيضا أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح الطبية و للمزيد تابعونا في قسم الصحة , و أنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “حتى تدوم إبتسامة الأسرة الجزء الأول” , و أشركونا دائما بتجاربكم و تعليقاتكم و أيضا أسئلتكم.