مع إقتراب موسم الإمتحانات يقترب أيضا التوتر و العصبية بحيث يعتبروا سمة أساسية في منازل الأسر التي لديها أطفال بعمر المدارس و الجامعات , لهذا يلجأ الكثيرون للبحث عن طرق تحبيب الأطفال في المذاكرة و حثهم على الحفظ و الإستعداد الجيد للإمتحانات , لكن لا أحد ينظر للطرق الفعلية التي يتعامل بها الوالدين مع هذه الفترة , فربما يكونوا هم من ينفروا الأطفال من المذاكرة.
–“إبقى قابلني”:
هذه الكلمات يقولها كثير من الأباء والأمهات للأطفال إذا ملوا من المذاكرة أو رفضوها , و بالرغم من كل الجهد و المال المبذول من قبل الطفل و الوالدين , إلا أن مثل هذه العبارة كفيلة بتدمير نفسية أي شخص و ليس فقط الطفل , فقد تحدثنا سابقا عن إن ألفاظنا تصنع شخصية الأطفال , و نعيد الأن و نكرر إن الألفاظ التي يتكرر سماعها تهيئ الطفل نفسيا على أن يتقبلها و يفعلها , فلو إن أحد الوالدين عندما رأي طفله تاركا للمذاكرة و قال له :” ابقى قابلني لو نجحت” سيكون تأثيرها على الطفل سئ جدا , و سيهيئ نفسه لعدم النجاح أو الفلاح و ربما تقاعس أكثر و مل من المذاكرة أكثر , و على العكس لو إن هذا الوالد قال لطفله: “أنا متأكد من أنك ستنجح بل و ستتفوق و أنا سأفخر بك و أرى الأن ما تقوم به من مجهود و أقدره و إن شاء الله تأتي النتيجة لنسعد بها جميعا” , بالتأكيد سيعطي هذا الأب دافع جيد جدا للطفل ليكمل المذاكرة و يصبر عليها أكثر , و سيبذل ما يستطيع ليحقق كلام والده و ليفخر به , فإن كنتم تريدوا تنفير أطفالكم من المذاكرة استمروا في إستخدام مثل هذه العبارات الهدامة.
–غلط غلط غلط:
كثير من الأباء و الأمهات لا يقدروا الحالة النفسية لأطفالهم أثناء الإمتحانات , فنجدهم يضغطوا جدا على أطفالهم و لا يسمحوا بأي خطأ أو تلعثم من الطفل , فحتى لو سمع الطفل 99 عبارة صحيحة و أخطأ في واحدة فقط تقوم الدنيا و لا تقعد , و يستمع الطفل للمزيد من العبارات التي تنفره من المذاكرة , و لكن لو أن هذا الطفل سمع عبارات مدح و سعادة بأنه أنهى مذاكرة 99 عبارة لبذل كل جهده ليحفظ العبارة الأخيرة , فربما من التوتر و القلق نسيها -هذا الطفل المسكين- فبالتأكيد لديه بعض الخوف و القلق من الإمتحان , فالخطأ وارد و لكن طريقة تعامل الوالدين هي التي تقلل هذا الخوف أو تزيده.
–إختاروا العدوى التي ستنشروها:
إن القلق و الخوف كأي إحساس ينتشر بين أفراد الأسرة و كذلك الطمأنينة و السكينة , فيمكننا أن نشبه هذه الأحاسيس بالعدوى , فعليكم في هذه الأيام إختيار العدوى التي ستنشروها بالمنزل بين أطفالكم , فلو كنتم قلقين و متوترين و خائفين – حتى لو حاولتم إخفاء ذلك عن أطفالكم – سينتقل هذا الشعور لأطفالكم , و إن كنتم هادئين و واثقين في أطفالكم و تشعروا بالطمئنينة ستنتقل هذه العدوى لهم أيضا , فلو أن شخص جالس بمستشفى يرى طوال الوقت المرضى و المتألمين و أحيانا الموتى , حتى لو كان هو معافى سيشعر بالتألم و الضيق , و على العكس لو إن هذا الشخص يجلس على الشاطئ أو بحديقة و حوله من يجري و من يلعب و من يشم الورد , حتى لو كان مهموم سيخفف هذا من همه و ستنتقل إليه السعادة أقصد العدوى , فعليكم إختيار العدوى التي ستنشروها داخل الأسرة. و أخيرا أود أن أقول لكم تذكروا أنفسكم عندما كنتم أطفال و لديكم إمتحانات و مذاكرة , أي طرق المعاملة كنتم تفضلوا أن يعاملكم بها والديكم؟ تذكروها و تعاملوا بها , و احذروا من أن تكونوا أنتم من ينفر أطفالكم من المذاكرة , و نتمنى للجميع النجاح و التفوق و النتائج المفرحة , أشركونا بتجاربكم , و أي الطرق التي تعاملوا بها أطفالكم أثناء فترة الإمتحانات؟