طريقة لبس الإحرام في الطواف والسعي

نوضح في هذا المقال ما هي طريقة لبس الإحرام في الطواف والسعي ، يُعد الإحرام هو أول مناسك الحج، وهو نية المسلم للدخول في نُسك الحج، وسبب تسميته بذلك أن المسلم يترك ما أباحه الله له قبل إحرامه، فيُحرم عليه أن يضع الطيب ويحلق رأسه ويقلم أظافره، كما يُحرم عليه النكاح، وحتى يكون الإحرام صحيحًا؛ يشترط الإسلام والنية، وقبل أن يأتي شهر ذي الحجة، الشهر الذي يتوافد فيه المسلمون إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج؛ يحرص كل من ينوي الحج على معرفة كل ما يخص الإحرام وشروطه ومحظوراته، والملابس الواجب ارتداءها خلاله، والتي نوضحها من خلال السطور التالية على موسوعة.

طريقة لبس الإحرام في الطواف والسعي

قبل توضيح ما هو لبس الإحرام؛ تجدر الإشارة إلى أن لله عز وجل حكمة في تحديد لبس الإحرام تتمثل فيما يلي:

• حتى يتذكر المسلم كيف يكون الناس يوم القيامة، حيث يُبعثون وهم حفاة عراة، فتذكر الآخرة يطهر النفس من أي مشاعر سلبية مثل الكبرياء، كما أنه يزيد من تواضعها وخضوعها.
• لبس الإحرام يجعل المسلم يشعر بقربه من الفقراء والمساكين، وضرورة أن يتقرب نفسيًا منهم بابتعاده عن الترف.
• عند ارتداء المسلمين لملابس الإحرام؛ تتجلى مظاهر الوحدة بينهم، فلا يمكن التمييز بين الغني والفقير منهم، فكلهم سواسية أمام الله.
• تجرد المسلم من لباسه وارتداؤه رداءً بسيطًا يجعله يشعر بالذل لله سبحانه وتعالى، فعلى الرغم من قدرته على ارتداء أغلى أنواع الملابس؛ إلا أنه اختار التجرد أمام خالقه.
• ارتداء المسلم والمسلمة للبس الإحرام فيه امتثالًا لأوامر الله تبارك وتعالى، وإظهار كمال العبودية له.
• في لبس الإحرام يترك المسلم التزين والتطيب، فلا هم له سوى إرضاء الله عز وجل وتنفيذ أوامره وإظهار حاجته إليه.
• عندما يرتدي المسلم ملابس الإحرام؛ يتذكر أنه مهما ارتدى ملابس بأسعار باهظة؛ فهو في النهاية سيُدفن بملابس شبيهة بما يرتدي، فيبتعد عنه الشعور بالتفاخر والغرور.

شكل لبس الإحرام للرجال

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “لِيُحرِمَ أحدُكم في إزارٍ ورداءٍ ونعْلَينِ”.
• ففي الإحرام، يرتدي الرجل الإزار، وهو ما يستر به عورته من سرته إلى ركبتيه، ويرتدي الرداء، وهو ما يلقيه على ظهره وصدره وكتفيه.
• وإن ارتدى الرجل الإزار فقط لستر عورته؛ فيكفيه ذلك، ومن السُنة أن يدخل الرداء تحت يمينه وأن يلقيه على كتفه الأيسر.
• ويُشترط في لبس الإحرام للرجل ألا يكون مخيطًا، أي ما يُخاط ويوضح شكل الجسم.
• ويُستحب أن يكون لون الإزار والرداء أبيض وليس ملونًا، وأن يكونا طاهرين وجديدين، وإذا كانا تم ارتداؤهما من قبل؛ فيجب أن يكونا مغسولين.
• ومن الجائز للرجل أن يرتدي ثوب فوق ثيابه يُسمى القُباء، وفيه يتم إدخال الكتفين فقط وليس اليدين، ولا يكون ملتصقًا بالجسد.
• وعن عقد الإزار؛ فقد رأى المالكية والحنفية أنه لا يجوز للمُحرم، وقال الحنفية أن من فعل ذلك فقد أساء، بينما قال المالكية أن من ارتدى ذلك لمدة طويلة أو انتفع به فعليه الفدية.
• بينما أجاز الشافعية والحنابلة عقد الإزار إذا كانت تلك الطريقة الوحيدة لتثبيته لستر العورة.
• تُستخدم التكة لتثبيت الإزار، وهي شريط مطاطي أو من نسيج يتم ربطه أعلى السروال، وهو ما أجازه الحنفية والشافعية والحنابلة، بينما منعه بعض المالكية لأن التكة ستجعل الإزار مخيطًا.
• يُستخدم حبل أو حزام لتثبيت الإزار، وهو ما أجازه الشافعية والحنابلة والمالكية، بشرط عدم عقد الحبل، ولكن يُدخل في بعضه، أو يمكن تشبيك الإزار بمشبك.
• في حال عدم وجود إزار؛ يمكن ارتداء السراويل والخفين، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن لَمْ يَجِدِ الإزَارَ فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ، ومَن لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ”.

ما الحكمة من كشف الكتف الأيمن في الطواف

• كشف الكتف الأيمن يُطلق عليه الاضطباع، وهو إحدى سُنن الحج والعمرة عند طواف القدوم، وفيه يتم وضع وسط الرداء أسفل الإبط الأيمن وأطرافه على العاتق الأيسر، وكشف الكتف الأيمن.
• ولقد شُرع الاضطباع، والدليل على ذلك ما رواه أبو داود بإسناد صحيح , ولفظه عن ابن عباس ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت , فجعلوا أرديتهم تحت آباطهم ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى”.
• وروى البيهقي بإسناد صحيح قال : عن ابن عباس قال:  “اضطبع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه , ورملوا ثلاثة أشواط , ومشوا أربعا”.
• ولكن بعد الانتهاء من الطواف؛ يجب تعديل الرداء، ويتم وضعه على المنكب وصلاة ركعتي الطواف، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء“.

حكم نسيان كشف الكتف الأيمن في الطواف

• يجوز ترك الاضطباع، فلا شيء على المُحرم إن نسى الاضطباع عند طواف القدوم.

كيفية لبس الإحرام مع الحزام

• يمكن للمُحرم أن يرتدي الحزام مع لبس الإحرام، حيث يضع الحزام فوق الإزار حتى يثبته، أو لكي يضع نقوده أو مقتنياته الصغيرة فيه.
• وقد جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى: “الإزار جائز، سواء كان مربوطاً بتكة -يعنى ربقة: أو مخيوطًا، أو فيه مخابئ أيضًا، فيجوز أن يلبس الإنسان إزارًا فيه ربقة، وأيضاً مخيوطًا“.

لبس الإحرام للمرأة

• يُسمح للمرأة خلال الإحرام أن ترتدي اللبس المخيط عكس الرجل.
• لا يوجد لبس معين على المرأة ارتداءه خلال الإحرام، فيمكن أن ترتدي ثيابها العادية، والتي من المستحب أن تكون بلون أسود أو لون غير لافت للنظر، وأن تخلو من الزينة.
• وأن يكون الثياب الذي ترتديه المرأة خلال إحرامها ساترًا لبدنها بالكامل، وخاليًا من حلي يمكن أن تجذب الرجال.
• وما يحظر على المرأة المُحرمة في لبسها أن ترتدي النقاب والقفازين، وأن يكون لبسها به طيب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”.

المراجع

• 1
• 2
• 3
• 4