‘);
}

طريق الإيمان

بيّن الله -تعالى- مظاهر الإيمان الصادق الذي يَعمر القلب، فقال -تعالى-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ)،[١] ثمّ أشار -سبحانه- إلى صفات المؤمن الصادق في إيمانه بقوله -تعالى-: (الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ)،[٢] ومن أجل تأكيد صدق إيمان مَن وُجدت به هذه الصفات؛ وصفه الله -تعالى- بالمؤمن الحقّ، لقوله -تعالى-: (أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ)،[٣][٤] ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ أُولى صفات المؤمن الحقّ التي أشار إليها الله -تعالى- كانت إقامة الصلاة، ويعود السبب في ذلك لكونها أهمّ العبادات والطاعات التي تدلّ صاحبها على الخير والهداية، وتَحيد به عن طريق الضّلال والضّياع والوقوع في المعاصي والمنكرات، لقوله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ).[٥][٦]

وقد بيّن الله -تعالى- أنّ أداء الصلاة والإقبال عليها بشغفٍ ولهفةٍ لا يكون إلّا من أصحاب القلوب العامرة بالإيمان بالله -تعالى- ولقائه، وهو ما يكون سبباً في إضفائها وإسباغها بالخشوع والخشية، أمّا من كان قلبه على خلاف ذلك فلا يكون منه إلّا الإحجام عنها، أو إتيانها بكسلٍ وفتورٍ وكرهٍ، قال الله -تعالى-: (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)،[٧] لذا فإنّ العبد الذي يختار طريق الإيمان والسَّيْر فيه لا يجد إلّا الاطمئنان الذي تَنشِده نفسه، لقوله -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٨][٦] وينبغي على المؤمن أن يحرص على أن تكون أفعاله موافقةً لما يُضمره قلبه ويُقرّ به لسانه، فالإيمان قولٌ وعملٌ، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٩][١٠]