‘);
}

قصّة الإسراء والمعراج

أُسري بالنبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بعد عشر سنوات من الدعوة قضاها في مكّة المكرّمة، والإسراء هو انتقاله -صلّى الله عليه وسلّم- ليلاً من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس، أمّا المعراج فهو صعوده عليه الصلاة والسلام إلى السماوات العُلا، وكانت هذه الرحلة على دابّة البراق التي رَكِب عليها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وجبريل عليه السّلام، وعند وصول النبيّ إلى بيت المقدس صلّى بالأنبياء عليهم السّلام، ثمّ عَرَج به جبريل إلى السّماء ليلقى عدداً منهم أيضاً، ثمّ عُرِج بالنبيّ إلى فوق السّماء السّابعة، حيث أوحى إليه الله -تعالى- وفرض عليه خمسين صلاة، ولم يزل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يراجع ربّه حتى خفّفها إلى خمسِ صلواتٍ في اليوم والليلة، وقد نزل في حادثة الإسراء والمعراج قول الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).[١][٢]

موقف المشركين من حادثة الإسراء والمعراج

أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المشركين وعلى رأسهم أبو جهل بخبر الإسراء والمعراج، فقابلوا ذلك بالتكّذيب، وحينما عَلِم الصّديق أبو بكر بحادثة الإسراء والمعراج صدّق النبيّ قبل أن يسمع منه، وقال: (إن كان النبيّ يقول ذلك فقد صدق)، ثمّ أتى إلى النبيّ وطلب منه أن يَصِف بيت المقّدس، وقيل إنّ المشركين طلبوا منه ذلك، فقام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يصفه بعد أن جلّاه الله -تعالى- له، كما أخبر قريشاً عن عيرٍ لها قادم من الشّام يتقدّمها جمل أورق، وأعلمهم بوصولها بعد طلوع الشّمس، فانتظر المشركون مجيء العير حتى أتت في موعدها الذي تحدّث عنه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال عدد من المشركين: إنّ هذا سحرٌ مبين.[٣]