‘);
}

عالم الغيب وعالم الشهادة والفرق بينهما

أحاط الله -سبحانه- بكلِّ شيءٍ علماً، فهو شاهدٌ على عالم الشهادة كلّه، وقد أحاط بعلم الغيب جميعه، قال سبحانه: (عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرُ المُتَعالِ)،[١] فهو -سبحانه- مطّلعٌ على أعمال وأفعال العباد الظاهرة والباطنة، وعلمه قد أحاط بالحبّة في ظلمات الأرض، وبعدد حبّات الرمال، وعدد قطرات المطر، ومكاييل الأنهار والبحار والمحيطات، وكل ما في البرّ والبحر، فقد أحصى كلّ شيءٍ علماً، (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)،[٢][٣] فهو إذاً عالِمٌ لكلِّ ما في الغيب والشهادة، وفيما يأتي تفصيلٌ لمعنى عالَم الغيب والشهادة في اللغة والاصطلاح:

  • تعريف عالم الغيب والشهادة لغة: ويعرّف بما يأتي:
    • العالم لغة: كُل ما خلقه الله، وقيل: كُلّ شيءٍ موجود في الفلك، وقيل إنّ كُلّ صنفٍ من المخلوقات يُسمّى عَالَم، كعَالَم الإنسان، وعَالَم الحيوان، وعَالَم النبات،[٤]
    • الغيب لغة: هو ما غاب عن الإنسان ولم يراه، وهو خلاف الشهادة،[٥]
    • الشهادة لغة: ما يدركه الإنسان بحسِّه،[٦] وهو الخبر القاطع واليقيني، وكُلّ شيءٍ يُمكن إدراكه بأحد حواس الإنسان؛ كإخبار الإنسان لشيءٍ رآه.[٧]
  • تعريف عالم الغيب والشهادة اصطلاحاً: ويعرّف بما يأتي:
  • عالم الغيب اصطلاحاً: كُلّ شيءٍ يغيب عن المخلوقات كُلّهم، ومنها أنّ الله عالِم الغيب؛ أي عالِم بما سيكون وما سيقع،[٨] وعرّفه بعض العُلماء بأنّ كُلّ ما غاب عن النظر يطلق عليه غيب.[٩]
  • عالم الشهادة اصطلاحاً: العالَم الذي يُشاهده جميع الخلق.[١٠]

ويفرّق بين العَالَمين أيضاً بالإيمان بهما؛ فعالم الشهادة يستوي فيه جميع الناس، فلا أحد يستطيع إنكاره، ولا فضل لأحدٍ على أحدٍ في الإيمان به، أمّا عَالَم الغيب فهو ميزان التفاضل عند الله، وبه يصل الإنسان إلى درجة المُتقين؛ لأنّ الإنسان يؤمن ويصدّق بشيءٍ لا يراه، قال الله -تعالى- في صفات المتقين: (الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ…).[١١][١٢]