عتمةٌ مُشعة
[wpcc-script type=”c04c8d67a7ca9afd598771b7-text/javascript”]

اللوحة الأولى:
شاعر يتسلق حائط غرفته ليمسك نجوما طارت من ورقته السوداء
٭٭٭
اللوحة الثانية:
انفجار عمارة بحي الشعراء
السبب: شاعر ضاجع أشعاره
٭٭٭
اللوحة الثالثة:
طفل يلهو بالآلهة، يكسر لوحة الشطرنج المختبئة في عينيه
٭٭٭
اللوحة الأخيرة:
اكتشاف أوراق سوداء تحت الأنقاض.
٭٭٭
ـ لا يجب ترتيب هاته الأوراق فصاحبنا كان عبثيا
ـ أسمع صوته ينفجر من حبات المطر السوداء
ـ يقولون لم يمت
ـ لا يموت الشعراء
ـ أنظر إن فضاء غرفتنا يمتلئ فراشات سوداء كلما حاولنا قراءة الأوراق
ـ إنها ترتجف بين أصابعي تود أن تقول شيئا
ـ صمت هاته الأوراق يقول أشياءً
ـ أنظر إن هاته الأوراق تلد: مقهى ومنفى وصندوق قمامة!
ـ ينسكب منها عطر أسود أكاد أراه!
ـ صاحبنا يجلس أمام البحر يراقبنا
ـ قل هو البحر بعظمته
ـ إنه بحر يمشي على البحر، يحمل أقمارا سوداء
ـ يحمل رأسه في زجاجة
ـ هذه غرفة نومه، كان ينام على سحابة
ـ لا ينام الشعراء
ـ إن سنجابا يقفز من ضوء مكتبه
ـ حديقة جدته السرية هل مازال يزورها؟
ـ بالتأكيد ومازال يطارد فراشاته السوداء
ـ يبحث عن المعرفة في حبة رمل
ـ حبة الرمل كانت تعني له الكون
ـ لكنه كان يهتم بالوجه الآخر للكون
ـ يبحث عن عالم لا يموت فيه بالضبط ولا يحيا بالضبط
ـ العدم
ـ وكان يحسد كأس النبيذ على عدميته
ـ لم يكن له صديق
ـ كان يجهل وجهه في المرآة
ـ شاهدته مرارا يصنع مرايا ويحطمها
ـ مازالت قيثارته تعزف ألحانا سوداء
ـ يقولون سرق موسيقاه من الآلهة
ـ بل إن الآلهة من فعلت ذلك
ـ لم يكن يحبه أحد
ـ رأيت قبعة تعانق رأسه، ورأيت السماء تجثو أمامه، كان يحدث العصافير والأقمار ويحمل بين يديه الشمس.
ـ كان مجنونا
ـ الجنون هو عين الحكمة
ـ كان يبتسم حين تم دفنه
ـ لأنه تحرر من ثقل الجسد
ـ الروح كانت مبتغاه
ـ يستطيع الآن أن يختبئ في معطف الشعر
ـ السماء تمطر وجوها من عدم
ـ إنها هبات شاعرنا يمنحها للبشر كي يصلوا إلى السعادة الكبرى
ـ إن أجراس أعياد الميلاد ترن في المدينة
ـ إنه هناك في المعبد يحرق وجهه بخورا
ـ مازال يحمل صليبه على ظهره
ـ العذاب هو السعادة
ـ حبيبته الخضراء تحاول أن تعانقه
ـ لا يلتقي الطهر الأسود مع المادة السافلة
ـ ماذا سنفعل بأوراقه؟
ـ سنحرقها
ـ لا بد أن يقرأها الناس
ـ إذا أحرقنا هاته الأوراق السوداء سيسبح العالم في بياض لا نهائي.
٭٭٭
تغمر فراشات سوداء كل الكون فينفجر منها ضوء أسود.
٭ شاعر ومترجم مغربي