عدد ركعات قيام الليل في رمضان

‘);
}

عدد ركعات قيام الليل

عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت عندما سئلت عن صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالليل في رمضان: (ما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان أو في غيره عن إحدى عشرة ركعةً؛ يُصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلّي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثًا) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد ورد عن العديد من الصحابة رضوان الله عليهم أن صلاته بالليل عليه الصلاة والسلام كانت ثلاث عشرة ركعةً، وأكثر الروايات أنّه -عليه الصلاة والسلام- كان يصلي إحدى عشرة ركعةً^[٢]، وقد أجاز جميع العلماء الزيادة على هذا العدد لمن يستطيع ذلك وأجمعوا على أنه ليس فيها حد محدود لعدد ركعات قيام الليل في شهر رمضان المبارك، فلا حرج عليه إذا صلى اثنتين وأوتر بواحدة، أو صلى تسليمتين وأوتر بالخامسة، أو صلى ثلاث تسليمات وأوتر بالسابعة، أو صلى أربع تسليمات وأوتر بالتاسعة، وأفضل ذلك أن يصلي إحدى عشرة يسلم كل اثنتين بالطمأنينة والقراءة المرتلة والتدبر والاطمئنان في سجوده وركوعه، ثم يوتر بواحدة وهذا أفضل، وإن زاد أو أنقص فلا حرج^[٣].

[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]

حكم قيام الليل

قيام الليل سنة مؤكدة، ويبدأ وقته من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وقد أثنى الله عز وجل على أهل القيام ووعدهم بأعظم الأجر على ذلك، فقال الله تعالى في كتابه العزيز: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17]، وأخبر أهل قيام الليل أنهم استحقوا الجنة، لأن من صفاتهم أنهم: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات 17: 18]، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- ملتزمًا بقيام الليل وحريصًا عليه، وقد كان يرغّب في القيام ولو بركعة يصليها المسلم وترًا، وقيام الليل هو دأب الصالحين وهديهم، والأفضل أن يختم الإنسان قيامه لليل بالوتر، امتثالًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (اجْعَلوا آخِرَ صلاتِكم بالليلِ وِترًا) [البخاري ومسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]^[٤].

الأسباب الميسرة لقيام الليل

توجد أسباب ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل على المسلم وهي كالآتي^[٥]:

• الأسباب الظاهرة:
  • يجب ألا يكثر الأكل والشرب، حتى لا يثقله القيام ويغلبه النعاس.
  • يجب أن لا يرهق نفسه بالنهار بما لا فائدة له.
  • يجب ألا يترك القيلولة في النهار، فهي تُعينه على قيام الليل.
  • يجب ألا يرتكب الآثام والأوزار فيُحرم القيام بالليل.
• الأسباب الباطنة:
  • سلامة القلب من الحسد والحقد على المسلمين، وبدع الدنيا.
  • خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
  • معرفة فضل قيام الليل.
  • محبة الله، وقوة إيمان العبد في مناجاة الله.

مشروعية صلاة القيام في رمضان

صلاة التراويح أو صلاة القيام هي الصلاة التي تُؤدّى في شهر رمضان المبارك عقب صلاة العشاء، أما عن مشروعيتها فهي سنّة مؤكّدة إذ إن النبي عليه الصلاة والسلام كان مواظبًا على تأديتها، وذلك لما لها من مكانة عظيمة وفضل كبير، وأُطلق عليها هذا الاسم لأنّ المسلمين يأخذون بعد التسليم من كلِّ أربع ركعات استراحةً يقضونها بالاستغفار والتسبيح أو الاستماع إلى درس ديني يلقيه شيخ المسجد عليهم، وتؤدّى هذه الصلاة مثنى مثنى فيسلّم المصلّي بعد كلّ ركعتين، ويبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء ويمتدُّ إلى طلوع الفجر.

أما في عهد الفارق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، جمع الناس في صلاة التراويح، وصلاها بهم جماعةً في المسجد بعد أن كانوا يُصلونها منفردين، وقد رُوي أنه مر بهم ذات ليلة يصلون التراويح جماعةً فقال رضي الله عنه نعمت هذه البدعة، وهذا ما جعل البعض يظنّ أن التراويح بدعةٌ في الدين لكنهم جهلوا مقصده رضوان الله عليه، كما أنهم غفلوا عن أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلاها جماعةً عدة ليالي من رمضان^[٦].

طبقات السلف في قيام الليل

قال ابن الجوزية: واعلم أن السلف كانو في قيام الليل سبع طبقات^[٥]:

• الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، ومنهم من كان يصلي الصبح بوضوء صلاة العشاء.
• الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
• الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (أحبُّ الصَّلاةِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ صلاةُ داود، كانَ يَنامُ نصفَ اللَّيلِ، ويقومُ ثلُثَهُ، ويَنامُ سُدُسَهُ) [متفق عليه| خلاصة حكم المحدث: صحيح.]
• الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
• الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النعاس فينام، فإذا انتبه قام.
• الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
• الطبقة السابعة: قوم كانوا يحييون ما بين العشائين، ويُعسّلون في السَحر، فيجمعون بين الطرفين.

فضل قيام الليل

يورث قيام الليل للعبد ثمراتٍ يجنيها قائم الليل في الدنيا والآخرة وهي^[٧][٨]:

• تُورث صلاة الليل النور الذي يبثه الله تعالى في وجه العبد، فهذه الصفة هي التي تميز المسلم يوم القيامة.
• تُبارك وتزيد من الرزق، وتُيسر أمر العيش.
• تورث محبة الله للعبد وتزيد من المحبة في قلوب الناس.
• تُعطي الجسم قوةً وصلابةً، وتتباعد عنه الأمراض، فهي سبب لذهاب الأسقام وإبعاد الآلام.
• ترزق قائم الليل رضا الله تعالى للعبد، والفوز بالجنة.
• تورث قائم الليل الزيادة والبركة عند شكر الله تعالى.
• تُقرب العبد من الله تعالى، وهي سبب تكفير سيئات العبد ومغفرة ذنوبه.
• تنهى عن الفحشاء والمنكر والآثام.
• تُعرِّض صلاة الليل صاحبها للنفحات الإلهية، وتكون سببًا لإجابة دعائه وقت نزول الله عز وجل إلى سماء الدنيا.
• تُحصِّل الثواب والأجر المضاعف لقائم الليل، فلا يُكتب من الغافلين، ويكسوه اسم القنوت.

المراجع

1. ↑“صلاة قيام الليل وفضلها” ,اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
2. ↑“وقت صلاة والليل وعدد ركعاتها وهل يشترط ختمها بالوتر”، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2019. بتصرّف.
3. ↑“عدد ركعات صلاة الليل”, اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف, .
4. ↑“حكم قيام الليل وفضله” ,اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف .
5. ^^أب“قيام الليل”, اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
6. ↑“مشروعية صلاة التراويح”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
7. ↑“فضل قيام الليل وأهميته” ,اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف .
8. ↑“من فوائد قيام الليل الدنيوية والأخروية” ,اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.