إن عدوى الجهاز البولي مرض مزعج جدا، وهو يصيب الرجال والنساء وحتى الأطفال، ومع الأسف إن أعراضه تتشابه بنسبة كبيرة مع أمراض أخرى لذلك يجب معرفة أعراضه بدقة وأيضا طرق الوقاية والعلاج.
عدوى الجهاز البولي:
هي عدوى بكتيرية تصيب جزءاً من المسالك البولية، فعندما تصيب القسم السفلي من الجهاز البولي تعرف ببساطة باسم إلتهاب المثانة (عدوى بالمثانة)، وعندما تصيب القسم العلوي من الجهاز البولي تعرف باسم إلتهاب الحويضة والكلى (عدوى بالكلى)، تشمل الأعراض المتعلقة بعدوى القسم السفلي من الجهاز البولي: التبول المؤلم المترافق مع إما التبول المتكرر أو الحاجة إلى التبول (أو كليهما)، بينما تشمل الأعراض المتعلقة بإلتهاب الحويضة والكلى كلا من الحمى وألم في الخاصرة بالإضافة إلى أعراض عدوى القسم السفلي الجهاز البولي، قد تكون الأعراض غامضة أو غير محددة عند كبار السن أو صغار السن، والعامل الرئيسي المسبب لكلتا العدويين هو ’’الإشريكية القولونية‘‘، ولكن من الممكن في حالات نادرة أن تكون بكتيريا أخرى أو فيروس أخر أو فطريات أخرى هي السبب.
العلامات والأعراض:
قد يحتوي البول على قيح، يشار إلى عدوى الجهاز البولي السفلي أيضًا باسم عدوى المثانة، وتعد أكثر أعراضها شيوعا هي الحرقة أثناء التبول والحاجة إلى التبول خلال أوقات متقاربة (أو الرغبة الملحة في التبول) في غياب الإفرازات المهبلية والألم المبرح، وقد تتفاوت هذه الأعراض من الخفيفة إلى الخطرة، وعند النساء الصحيحات تستمر الأعراض لفترة ستة أيام في المتوسط، وقد يكون هناك بعض الألم في المنطقة أعلى عظام العانة أو في أسفل الظهر، وقد يعاني الأشخاص المصابون بعدوى القسم العلوي من الجهاز البولي أو إلتهاب الحويضة والكلى من ألم الخاصرة و الحمى أو الغثيان والقيء بالإضافة إلى الأعراض التقليدية لعدوى القسم السفلي من الجهاز البولي، ونادرًا ما يظهر دم في البول.
العلاج:
العلاج الرئيسي هو المضادات الحيوية، وفي بعض الأحيان يوصف المضاد حيوي خلال الأيام القليلة الأولى بالإضافة إلى نوعيات أخرى للمساعدة في علاج حرقة البول والحاجة الملحة التي يشعر بها المريض في بعض الأحيان عند إلتهاب المثانة، كما يمكن إستخدام (الباراسيتامول) لعلاج الحمى.
الإلتهابات البسيطة:
يمكن تشخيص الإلتهابات البسيطة ومعالجتها إستنادًا إلى الأعراض وحدها، ووفقا للموسوعة الحرة فإن المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم تقلل- بصورة ملحوظة – من مدة التعافي مع ملاحظة تعادل فعاليتها جميعًا، ومع العلاج، ينبغي تحسن الأعراض خلال 36 ساعة، ومن الجدير بالذكر أنه يتعافى حوالي 50% من الأشخاص دون علاج خلال عدة أيام أو أسابيع، إلا أن الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية لا تنصح بإستخدام الفلوروكينولون كعلاج أولي بسبب المخاوف من تشكل مقاومة لهذه الفئة من الأدوية وبالرغم من هذه التدابير الوقائية ظهرت بعض المقاومة لكل تلك الأدوية نظرا لإنتشار إستخدامها، أما بالنسبة لإلتهابات الجهاز البولي البسيطة فغالبًا ما يستجيب الأطفال لجرعة مدتها ثلاثة أيام من المضادات الحيوية.
إلتهاب الحويضة والكلى:
يتم علاج إلتهاب الحويضة والكلى بطريقة أكثر صرامة من عدوى المثانة البسيطة وذلك إما بإستخدام دورة علاجية أطول من المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو بإستخدام المضادات الحيوية الوريدية، ويستخدم عادةً الفلوروكينولون سيبروفلوكساسين عن طريق الفم في المناطق التي تقل فيها نسبة المقاومة عن 10%، أما إذا كانت نسب المقاومة المحلية أكثر من 10% فكثيرا ما توصف جرعة من السيفترياكسون الوريدي، وعند الأشخاص الذين يظهرون أعراض خطيرة قد يلزم دخول المستشفى للعلاج المستمر بالمضادات الحيوية، ومن الجدير بالذكر أنه قد تؤخذ المضاعفات – مثل إنسداد المجاري البولية بسبب حصوات الكلى – في الإعتبار إذا لم تتحسن الأعراض بعد يومين أو ثلاثة من العلاج.
وفي النهاية نتمنى لكل مريض الشفاء العاجل ولكل أفراد الأسرة تمام الصحة والعافية، كما نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح الطبية وللمزيد تابعونا في قسم الصحة، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”سلس البول المرض الحرج الجزء الأول“، وأشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وتجاربكم مع عدوى الجهاز البولي.