تكاد هذه المشكلة توجد في كل بيت و كل أسرة هذه الأيام و لا أذيع سرا إن قلت أنها سبب تعكير صفو كل أسرة , فلا شك أن الأم و حالتها النفسية و طريقة تعاملها مع الأطفال عوامل هامة جدا جدا لسعادة الأسرة , ولكن لا توجد مشكلة ليس لها حل وبمعرفة الأسباب يسهل معرفة الحل و تزول المشكلة وباقي المشكلات المترتبة على هذه المشكلة بالذات لأنها تمس عضو هام جدا و فرد أساسي من أفراد الأسرة وهي الأم. فتعالوا جميعا نخوض في هذه المشكلة المهمة و المؤثرة.
الأسباب:
-
الضغط النفسي و التوتر و القلق :
كلها أسباب نفسية كفيلة بدفع الأم للتعصب و الغضب بسرعة: إن واقع حياتنا هذه الأيام يوتر كل شخص و مرور الوقت سريعا وإحساس الأم بأن لديها الكثير لتفعله و لا يوجد وقت أو مواجهة الأم لضغوط في العمل – إن كانت عاملة – وتخرج للعمل يوميا فهذا يزيد من ضغوطها النفسية و خوف الأم من عدم القدرة على تلبية كل ما يطلب منها بالمنزل و بالعمل يزيد توترها و شعورها بالضغط و هذا يزيد من تعصبها.
-
المرض أو الألم :
الصداع أو أي مرض عضوي أو جسدي يدفع الأم للتعصب , فالأم في النهاية بشر و كلنا يتعصب و يحزن عند شعوره بأي ألم أو مرض و خصوصا إن تكرر الأمر أو كان مرضا مزمنا – شفى الله كل المرضى – فبالتأكيد المريض ليس لديه القدرة على التعامل بلطف كالمعافى.
-
شعور الأم بعدم التقدير و شعورها بالوحدة:
بسبب سفر الزوج مثلا أو عدم إبدؤه – أو حتى الأولاد – أي تقدير أو إمتنان لما تقوم به من جهد – سواء الأم العاملة أو غير العاملة – بل و الأسوأ ؤمن ذلك قوله لها أنها لا تفعل شئ و تجلس طوال اليوم دون بذل جهد يذكر , فإن حدث العكس و قالت الأم للأب نفس الكلام و أنه يجلس طوال اليوم و لا يبذل جهد يذكر سيغضب الأب بشدة, أليس كذلك؟
-
الخلافات الزوجية:
لها تأثير سئ جدا على كل أفراد الأسرة , فهي تؤثر بشكل مباشر على نفسية الأم و الأب و تؤثر بشكل غير مباشر على الأطفال لأن الأم يصعب عليها أحيانا فصل إحساسها و مشاعرها الحزينه الغاضبة بسبب الخلافات الزوجية عن مشاعرها كأم و مربية فتغضب سريعا و تتعصب إن فعل طفلها شئ خطأ حتى لو بسيط.
-
الروتين و الملل و تكرار الأحداث يوميا:
وهذا يعطي الأم بشعور الدوامة التي تعيش بها و أن يومها سيسير كما سار الأمس و الغد أيضا سيحدث فيه نفس الشئ ولا يوجد راحة من أي عبء حتى أحيانا يمتد الأمر في نهاية الأسبوع دون تغيير.
-
شعور الأم بعدم الإنجاز و عدم تحقيق الذات:
وهذا يحدث غالبا مع الأمهات الحاملات للشهادات العليا و الآتي كن يعملن قبل الزواج أو الإنجاب . فالأم التي تمضي كل الوقت بالمنزل مع الأولاد و لا تستطيع متابعة كل ما يدور حولها من تغييرات أو ما هو جديد في الموضة مثلا أو الملابس وغير ذلك فتشعر بعدم الرضا عن الحالة التي توصلت لها بعد إنشغالها الكامل بأطفالها فتتعصب عليهم بإستمرار بسبب شعورها بعدم تحقيقها لذاتها و التقصير في حق نفسها.
وبعد إستعراضنا السريع للأسباب التي من الممكن أن تتعصب الأم لحدوثها وبعض الأسباب من وجهة نظر كل أم و لا يعني هذا أننا نتفق مع الأم في التعصب أو حتى في صحة هذه الأسباب من عدمها فهذا كان عرض من وجهات نظر مختلفة , و الآن نأتي للحلول:
الحلول:
- محاولة الأم التحلي بالصبر و هذا أهم و أول حل فيمكنك مثل قبل التعصب السريع العد ل 10 قبل أن تردي على الطفل بعصبية , و تذكري كيف كانت أمهاتنا تعاملنا بالصبر و استعيني بأمك أو ام زوجك للحصول على بعض النصائح التي تمدك ببعض الصبر.
- معرفة أسباب التوتر و الضغط و محاولة تقليلها فالأطفال ليس لهم اي ذنب في مشاكل الام بالعمل او الضغط النفسي الذي تتعرض له لأي سبب فعليه بإستمرار تذكير نفسها بإن أطفالها ليس لهم أي ؤذنب في ما تمر به من ضغوط.
3. إن كانت الأم تشعر بالألم أو المرض عليها أخذ العلاج و لا تترك نفسها للألم الذي يدفعها للتعصب و الغضب السريع فعلى الأم أن تختار إما أن تراجع الطبيب و يفيدها بشأن الألم و إن اختارت عدم الذهاب للطبيب أو إن كان مرضها مزمن – عافى الله كل المرضى – فعلى الأم أيضا ان تحاول الفصل بين ما تشعر به كمريضة و الطريقة التربوية الصحيحة التي لابد أن تعامل به أبناءها , ويمكن أيضا أن تخبر أبناءها أنها مريضة فلذلك لا تستطيع اللعب معهم أو أنها حزينه لأنها تتألم من المرض حتى يعرف أطفالها أنها لا تبدو حزينة بسببهم و عليها أن تخبرهم كيفية التعامل مع شخص مريض و أنه يريد الهدوء و اللطف و العطف وهذه أشياء لابد أن يتعلموها ليتعاملوا بها في مواقفهم الحياتية المختلفة بعد ذلك.
4. على الأم التعامل السليم مع الخلافات الزوجية فنحن كلنا بشر و وجود الخلافات أمر وارد جدا حدوثه فما عليها فعله محاولة حل المشكلة مع زوجها بهدوء و عليها معرفة أن الحياة يوجد بها السعادة و الحزن و ما يحدث الأن سيمر حتما فلا يوجد حياة كلها سعادة فقط أو حياة كلها حزن فقط فعند و جود السعادة نفرح و عند و جود الحزن نصبر و هذا كله حتما سيمر فلو تعاملت الأم مع المشكلات بأنها أمر طبيعي أن يحدث باستمرار وعليها التعامل معه و الهدوء خلاله سيهدئ هذا من توترها و غضبها.
5. محاولة الأم أن تكسر الروتين اليومي بأي تغيير حتى لو بسيط و إن شعرت بالملل عليها أن تخبر الأب أن يساعده في كسر هذا الملل بالخروج أو تغيير الجو او أي شئ مختلف و ليس عليها أن تجبر نفسها على التعايش مع الروتين و الملل و الرتابة التي ستدفعها للتعصب و الغضب السريع مع الأطفال.
6. هناك شئ مهم جدا على الأم إدراكه وهو أن دورها داخل المنزل في تربية أبناءها مهم و نجاحها في تأدية هذه المهمة يعد تحقيق لذاتها التى تسعى لتحقيقها فدور الأم دور عظيم و عليها أن تستشعر أنها تبني أسرتها و عليها الشعور بالفخر والإنجاز بأي تقدم تحرزه أثناء تربيتها لأطفاله ولا تشعر أبدا أن أطفالها عبء ثقيل و هم كبير و أنهم السبب في عدم تحقيقها لذاتها … لا بالعكس فكل نجاح تحرزه الأم مع أطفالها أو داخل الأسرة هو نجاح لها في تحقيق ذاتها و إثبات وجودها و رفع قدرها أمام نفسها و أمام زوجها و أطفالها , و هنا يأتي دور الأب في تقدير كل ما تبذله الأم من جهد و سعي و لابد أن يعبر لها عن ذلك بالكلام أو بالمساعدة أو بالهدايا أو بأي طريقة و لابد أيضا أن يعلم الأطفال إنساب الفضل لأهله و يعلمهم أن أمهم تتعب من أجلهم و لابد أن يشكروها بأي وسيلة حتى بالكلمة الطيبة , ولا مانع أيضا من أن تخصص الأم لنفسها بعض الوقت لتقوم بما تفضله من هوايات أو أعمال أو حتى محادثة صديقاتها بالهاتف فهذا سيعطي لها بعض النشاط لتكملة مهامها دون الشعور بعدم الأهمية أو التقصير في حق الذات.
انتظروا الجزء الثاني من المقال و ما يحتويه من أسباب أخرى و حلول أخرى مكملة لهذا المقال و أتمنى من كل أم و أب أيضا الإستفادة من الأسباب و الحلول التي ذكرناها لمشكلة عصبية الأم في التعامل مع أطفالها و تابعونا بإستمرار في قسم التربية الذي نقدم فيه نصائح مفيدة لكل الأسرة و أشركونا بتجاركم الخاصة و هل استفدتم من هذه الحلول أم لا؟