‘);
}

العمليّة التربويّة

يُعتبَر النظام التربويّ شديد الحساسيّة لِما يجري حوله من تغيُّرات، وهو مُطالَبٌ بالتفاعل معها دوماً دون التخلُّف عن حركتها العلميّة، والثقافيّة، والتكنولوجيّة، والمعرفيّة، حيث إنّ الحداثة الحقيقيّة ترتبطُ بجوهر العمليّة التربويّة، وترسيخ الروح العمليّة، وتعزيز الحرّية، وحقوق الإنسان، وقِيَم الإبداع، وبناء عقل الإنسان، والتكيُّف مع الحياة، واكتساب المعرفة، وتنمية القدرات الشخصيّة، وما إلى ذلك من أمور.[١]

عناصر العمليّة التربويّة

المُعلِّم

يُعتبَر المُعلِّم أساس العمليّة التعليميّة؛ إذ إنّه يَبني العقول، ويُربّي الأجيال التي من شأنها أن تعود على مجتمعاتها بالنَّفع، وهو يُؤثِّ في المُتعلِّمين، فيرشدهم إلى التعلُّم، ويُشيع في نفوسهم الراحة، والسكينة، إلّا أنّ هذا التأثير يرتبط نوعاً ما بالصورة التي يشكّلها المُتعلِّم عنه من ناحية، والصورة الحقيقيّة التي تتشكَّل؛ إثر الاحتكاك الحاصل بينهما في الواقع من ناحية أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ المُعلِّم هو القادر على معرفة جوانب الضعف، والقوة لدى طلبته، ممّا يساعده على توجيههم توجيهاً سليماً يعكس مبادئ الوحدة في ما بينهم، كما أنّه يساهم في تهذيب أخلاقهم، وتزويدهم بالمقدرة على التفكير المنطقيّ، بالإضافة إلى أنّه لا يمكن إغفال ما للمُعلِّم من أهمّية كبيرة تتمثّل في كونه صانعاً للرجال؛ حيث إنّ التعليم رسالة ربّانية ترتقي بعقل الإنسان، وتسمو به،[٢] ومن هنا يجدر بنا التطرُّق إلى ذِكر بعض الصفات التي لا بُدّ أن يتحلّى بها المُعلِّم، وذلك على النحو الآتي:[٣]