فلسطينيو الداخل يعانون من تمييز إسرائيلي بالتكنولوجيا المتقدمة

فلسطينيو الداخل يعانون من تمييز إسرائيلي بالتكنولوجيا المتقدمة
هآرتس: رغم الصعوبات وعوائق الدخول إلا أن جزءا صغيرا من المجتمع العربي نجح في العمل في قطاع الهايتك- cc0

تناول
بحث إسرائيلي دراسة الأسباب التي تقف خلف انخفاض نسبة الفلسطينيين في الداخل المحتل
عام 1948 العاملين في مجال “الهايتك”، والفجوة الحاصلة في نوعية العمل والأجور
بينهم وبين اليهود.

وأوضحت
“هآرتس” العبرية في تقرير أعده نتنئيل غانس، أن قطاع “الهايتك”؛
هو عامل رئيسي في نمو الاقتصاد الإسرائيلي في العقود الأخيرة، وساهم في تقليص أضرار
وباء كورونا الاقتصادية، مضيفة أن “هذا الفرع الذي يقود بإبداع الاقتصاد في إسرائيل،
خُمس مواطنيها (الفلسطينيون بالداخل المحتل) لا يشاركون فيه”.

وكشفت
البحث أن 1.2 في المئة من العاملين العرب تم تشغيلهم في فروع “الهايتك” في
2019 مقابل 10.7 في المئة من اليهود.

الطريق
الطويلة

ولفت
البحث إلى أن نسبة العرب من إجمالي الطلاب في المؤسسات الأكاديمية كانت 17 في المئة
في 2018، كما أن نسبتهم في أوساط من يتعلمون مهنة “الهايتك” منخفضة أكثر،
ففي 2012 كانت 8 في المئة فقط، ارتفعت إلى 12 في المئة في 2018، كما أن نسبة العرب
في أوساط الحاصلين على ألقاب في مهنة “الهايتك” في 2018 كانت 4 في المئة،
ونسبتهم في أوساط العاملين الشباب في الفرع 3 في المئة، من هنا يمكن المعرفة بأن جزءا
من “الفجوة بين العرب واليهود في التشغيل في فروع الهايتك، ينبع من الفجوة في
الحصول على التعليم المناسب”، وفق البحث الذي الذي أجراه جلعاد دي ملاخ، من قسم
الأبحاث في “بنك إسرائيل”.

وأشار
إلى أن “التسرب المتزايد من تعلم مهن الهايتك، عائق آخر أمام العرب، وحصل مواليد
1975- 1985 فقط -نصف الطلاب العرب الذين بدأوا بدراسة الهايتك- على اللقب في المجال،
مقابل 68 في المئة في أوساط الطلاب اليهود”، مرجحا أن “الفجوة في التسرب،
تنبع من صعوبات الدراسة بالعبرية، التي ليست اللغة الأم وليست اللغة التي تعلموا بها
في المدرسة”.

وبين
العقبات التي تحول بين العرب والاندماج في الهايتك، “عدم الملاءمة بين مناطق سكنهم
وأماكن التشغيل، حيث تتركز الأغلبية المطلقة لشركات الهايتك في الوسط، بالأساس في
“غوش دان”.

وأظهر
البحث، أن 62 في المئة من العاملين في “الهايتك” في 2019 عملوا في تل أبيب
والمركز، وفي المقابل 12 في المئة فقط من السكان العرب يعيشون في المركز، مقارنة بنصف
السكان اليهود، مشيرا إلى أن “زيادة فرص العمل عن بعد منذ اندلاع أزمة كورونا،
يمكن أن تزيد قدرة الوصول لتشغيل نوعي في قطاع الهايتك في منطقة الوسط للعرب الذين
يعيشون في الضواحي”.

ومن
بين أسباب انخفاض عدد العرب العاملين في “الهايتك”، أنه “تنقص العرب
شبكات التواصل الاجتماعية التي توجد لدى اليهود، مثلا، من خدمة عسكرية مشتركة في وحدات
تكنولوجية وشبكات لها أهمية كبيرة لفرص تشغيل، ومن خلال التجنيد الواسع بواسطة أسلوب
“شخص يجلب شخصا”، ما يصعب على العرب الاندماج في الهايتك”.

المعركة
لا تنتهي

وأوضحت
“هآرتس”، أنه “رغم الصعوبات وعوائق الدخول، إلا أن جزءا صغيرا من المجتمع
العربي نجح في العمل في قطاع الهايتك، وزاد عدد العرب العاملين في الهايتك ثلاثة أضعاف
في الفترة 2012- 2019، من 2200 إلى 6100”.

وبحسب
بيانات “مجلس التعليم العالي”، في الفترة 2012 – 2018 تضاعف عدد الطلاب
العرب الذين يتعلمون للقب الأول في “الهايتك”، وارتفعت نسبتهم إلى 12 في
المئة من إجمالي عدد الطلاب في هذه المهن.

وبين
البحث، أنه في 2012 فقط 30 في المئة من العرب الذين تخرجوا من أقسام “الهايتك”
تم تشغيلهم في هذا المجال، في حين تضاعفت هذه النسبة في 2017 ووصلت إلى 60 في المئة،
مؤكدا أن “صعوبات اندماج العاملين العرب لا تقتصر على الدخول للعمل في قطاع الهايتك،
بل في نوع المهن والفروع والأجور”.

ومن
إجمالي الفلسطينيين بالداخل المحتل العاملين في قطاع “الهايتك”، عمل في الأعوام
2012– 2017، فقط 59 في المئة منهم في فروع “الهايتك” الأساسية، مثل البرمجة
والهندسة، مقابل 71 في المئة من اليهود.

ونبه
البحث إلى أن “معظم العرب في فروع الهايتك، يعملون في فرع الصناعة (54 في المئة)،
خلافا لليهود الذين يتم تشغيلهم في الهايتك، ومعظمهم في فروع الخدمات التي تدر دخلا
أكبر وازدهارا أفضل”، موضحا أن “خدمات الهايتك تشمل فروع البرمجة، في حين أن
صناعة الهايتك تركز على إنتاج سلع مثل الحواسيب ومعدات مرافقة وأجهزة إلكترونية، كما
أن فروع صناعة الهايتك تحتاج إلى عمال غلاف كثيرين، خاصة في مجال الإنتاج، لذلك فإن نسبة
العاملين في الأقسام الأساسية في هذه الفروع كانت 54 في المئة في 2019، مقابل 78 في
المئة في خدمات الهايتك”.

وأفاد
بأن 57 في المئة من اليهود في فرع “الهايتك” يعملون في خدمات “الهايتك”،
و43 في المئة في صناعة “الهايتك”؛ وفي المقابل، فإن 54 في المئة من العرب يعملون
في الصناعة و46 في المئة يعملون في الخدمات، منوها إلى أن “التركيبة حسب الفروع
لدى العرب في الهايتك، يمكن أن تمس بتمثيلهم في هذا الفرع في المستقبل، لأن التوجه
في العقد الأخير هو الجمود في نمو الصناعة وتقليص إسهامها في انتاج الهايتك وازدياد
نصيب الخدمات”.

Source: Arabi21.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *