قلما نجد أب أو أم يتحدثوا مع طفلهم بطريقة تربوية صحيحة , فالمعظم يجد الصراخ و العقاب و التحذير وسائل سهلة و ربما توصلهم سريعا لما يريدوه من طفلهم , لكن الذي لا يعرفوه أنهم هكذا يضرون بنفسية طفلهم و يتركوا لديه عدة تأثيرات نفسية و عصبية , فدعونا نعرف فن التحدث مع الأطفال.
القدوة:
لابد على كل أبوين أن يدركوا هذه الحقيقة جيدا و هي أنهم قدوة لأطفالهم , فالطريقة التي يتحدثوا بها مع أطفالهم هي التي سيكبروا و يعتادوا على الحديث بها , و لهذا عليكم أن تختاروا الطريقة أو الأسلوب الذي تريدون من أطفالكم التحدث به , فلو إستشعر كل أب و كل أم أنهما قدوة حقيقية لأطفالهم سيغيروا كثيرا من أنفسهم و من بعض الأخطاء التي يفعلوها , فهم بالتأكيد يريدوا لأطفالهم كل الخير و يتمنوا لهم أن يصبحوا الأفضل في كل شئ , فإن كنا نريد من أطفالنا التأدب في الحديث عليهم أن يتعلموه منا أولا , أليس كذلك؟
كثير من الصبر قليل من العقاب:
إن التعامل مع الأطفال يحتاج إلى الكثير و الكثير من الصبر الذي أصبح للأسف عملة نادرة هذه الأيام فكما ذكرنا الكثير من الآباء و الأمهات يستسهلوا العقاب و الصراخ لكن الأفضل دائما هو الحديث الهادئ و الردود الصحيحة المقنعة , فأطفالنا بالفطرة يكون لديهم حب إستطلاع و معرفة لكل شئ حولهم و لذلك يكثروا من الأسئلة و الإستفسارات , و للأسف يمل البعض من أسئلة الأطفال و لا يفضلوا الحديث كثيرا معهم و لا شك إن هذا ينتقل للطفل و يترجمه على إنه قلة حب أو حتى كراهية , فيجب على الوالدين التعامل مع الأطفال بالصبر و الحلم و الحكمة.
إستعدوا للمفاجأة:
إذا جلستم مرة مع طفلكم و سألتموه بكل ود و رفق بعض الأسئلة العادية ستتفاجئون من الردود و التي سيكون معظمها غير متوقع , فمثلا لو سألتم الطفل عن أكثر شئ يحبه في الأم و عندما تفعله يسعد ربما تكون الإجابة عدم الصراخ أو وقت القصة , و أتذكر موقف لأم و كانت مندهشة جدا عندما حضرت طفلتها و قالت لها: “إنكي حققتي لي اليوم أمنية كنت أتمناها منذ فترة” , فظلت الأم تفكر ما هذه الأمنية هل هي اللعبة الجديدة التي إشتريتها بالأمس أم إشتراك النادي أول أمس أم زيارة الجد و الجدة أم ماذا؟ , و تفاجأت عندما قالت لها الطفلة إن الأمنية كانت أن يمر يوم دون صراخ الام و عصبيتها معها , و هذه الأمنية ربما تكون أمنية الكثير من الأطفال أيضا.
لذا تحدثوا مع أطفالكم و اسئلوهم ماذا يحبوا و ماذا يكرهوا و ما هو أسعد يوم لديهم و أي تصرف يسعدهم أو يحزنهم و عليكم أن تراعوا إجاباتهم في التعامل معهم في المستقبل , فربما يكون أكثر شئ يسعدهم هو أخر شئ تفكروا أنتم فيه , فمثلا قضاء بعض الوقت و أنتم جالسون بجانب طفلكم تتحدثون سويا يسعده أكثر من أغلى لعبة يمكنكم ان تشتروها له , فالأطفال أمانيهم بسيطة و أحلامهم غير مكلفة و على الأهل أن يسألوا و يعرفوا ثم يحاولوا تحقيق هذه الأماني و الأحلام.
في النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية و للمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء , و أنصح بقراءة هذا المقال بعنوان: “كيف أعرف أنك تحبني؟” , و أشركونا دائما بتعليقاتكم و أسئلتكم و أيضا تجاربكم.