‘);
}

في أي سنة وقعت غزوة بدر

وقعت غزوة بدر في السنة الثانيّة للهجرة،[١] قال الحافظ ابنُ كثير: إنها كانت في يوم الجُمعة في السابع عشر من رمضان من السنة الثانيّة للهجرة، وسُمّيَ يومُ الفُرقان؛ لأن الله -عو وجل- أَعزّ فيه الإسلام والمُسلمين، وهَزم فيه المشركين، وتوقّف على هذا اليوم مصير الدّعوة، قال الله -تعالى-: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ)،[٢][٣] وكانت هذه الغزوة بعد رُجوع أبي سُفيان بالقافلة من الشّام، وهي القافلة التي ذهب المُسلمون لِطلبها مُنذ خُروجها من مكّة، وكانت مُحمّلةً بأموالٍ كثيرة.[٤]

سبب غزوة بدر

كان السبب المُباشر لغزوة بدر مقتلَ عمرو الحضرميّ، ومجيءَ أبي سُفيان بقافلِةٍ لِقُريشٍ من الشّام، مُحملَةٍ ببضائع كثيرة، وكان في هذه القافلة من ثلاثين إلى أربعين رَجُلاً فقط،[٥] فخرج النّبيّ -عليه الصلاة والسلام- في اليوم الثامن من شهر رمضان، ومعه ثلاثمئةٍ وثلاثةَ عشرَ رَجُلاً من الصحابة، وسبعون بعيراً؛ لاعتراض القافلة، فعَلِمَ أبو سفيان بِخُروجهم، فبعث لِقُريشٍ طالباً العوَن والنّجدة، فخرج منهم تسعمئةٍ وخمسون رَجُلاً، وسبعمئةِ بعيرٍ؛ لنجدة القافلة، وبينما هم في الطريق بعث إليهم أبو سفيان بنجاة القافلة، وطلب منهم الرُجوع، لكنّ أبا جهلٍ رفض الرُجوع وأراد أن يواصل التقدم حتى يصلوا بدراً، ويُقيموا فيها ثلاث ليالٍ، وتسمع بهم جميع العرب، فلمّا علم النّبي -عليه الصلاة والسلام- بِقُدومهم، استشار الصحابة الكرام، فأيّده جميع الصحابة من المُهاجرين والأنصار، وتكلّم باسمهم أبو بكر، وعُمر، والمقداد بن عمرو، وسعد بن مُعاذ -رضي الله عنهم-.[٦]