في بيتنا مراهق “الجزء الأول”
Share your love
“أنا لست طفلا أنا رجلا” عندما تسمعوا هذه العبارة فأعلموا أن الوقت قد حان لإستقبال مراهق في أسرتكم. والمراهقة تعتبر أزمة في الطرح التربوي العام , لكنها كذلك مرحلة مهمة كجميع مراحل الطفل , بيد أنها تحتاج إلى طريقة خاصة في التعامل , بالإضافة إلى وعي شديد بخصائص تلك المرحلة.
مشكلة المراهقة:
ربما تبدو هذه المرحلة أكثر خطورة و حرجا بسبب التفجر العاطفي و الجسدي الهائل الذي يصاحبها , ويبدو كأنما تفجر فجأة فيصبح كالفيضان الذي يوشك أن يحطم الجسور , ولكننا حين نرقب الفيضان من مبدئه ثم نرتب له منصرفاته ثم نجعل الجسور قوية الاحتمال … نكون في مأمن من غائلة الفيضان , و إن كنا دائما في كل مراحل العمر في حاجة إلى يقظة دائمة. وتفهم طبيعة المراهق و سماته من أهم الخطوات التي تساعدكم في التعامل معه , وتجنبكم الصدام و المشاكل التي يجرها الجهل بتلك الخصائص.
ومن أهم السمات الملحوظة في تلك المرحلة:
1- رفضه أن يعامل كطفل و زيادة حاجته للإستقلالية:
وحل هذه المسألة جد بسيط , وهو أن نشعره بالفعل أنه رجل , فالفتى و الفتاة يبدآن في عصيان بعض الأوامر ليس رغبة في العصيان و إنما رغبة في نزع اعتراف بأنهم لم يعودا طفلين , والحل الأمثل أن نتقبل هذا الأمر بحبور , و نغير سلوكنا الذي كان متبعا مع الطفل , ليتماشى مع الرجل فعلى الوالدين إظهار فرحهم بهذا التغيير و سعادتهم بأن ولدهم صار رجلا و يمكن أن يعطوه بعض المهام التي لم يسمح له بفعلها من قبل و يمكن أيضا أخذ مشورته و إحترام رأيه.
وربما يكون من الأفضل أن تخصصوا له مصروفا شهريا يأخذه أول كل شهر بدلا من إعطائه مصروف يوما بيوم , و كذلك إعطائه الحق في اختيار حاجاته و ملابسه بحرية في إطار ما هو مقبول عرفا و شرعا , فهذا السلوك الإيجابي و إشعاره بأنه رجل يثلج صدر المراهق و يخفف كثيرا من سلوك العناد و الكبر اللذين قد ينتاباه في هذه المرحلة.
2- تكوين صداقات:
من العلامات المميزة للمراهق – كما يشرح ا. كريم الشاذلي في كتابه الآن أنت أب – بناء علاقات مع ذويه , فبعدما كان يلعب بمفرده , و يرفض أن يشاركه أحد لعبه و أدواته , صار يتخذ له (شلة) , و ينجذب لها بشكل كبير . ونراه كذلك يصطفي شخصا أو شخصين يسر له أو لهما أسراره و مشاكله , وهذا شئ طيب و خطوة طبيعية للانفتاح على الآخرين , إلا أن الوالدين عليهم معرفة من هم أصدقاؤه و يطمئنوا على تربيتهم و مدى إنضباطهم الأخلاقي , و لكن دون أن يشعر المراهق بأنهم يمارسوا دور الرقيب عليه , فلا بأس أن يجعلوه يدعو أصدقاؤه إلى البيت ليتعرفوا عليهم عن قرب , أما إن وجدوا من أصدقائه شخصا غير منضبط يخشوا عليه منه فيجب أن يصدروا فرمانا بقطع علاقته به فورا , ويشرحوا له أنهم لا يرفضوا أن يكون له أصدقاء و أن يختارهم بحرية و لكن هذا الشخص بعينه مرفوض لأسباب معينه.
وعلى الوالدين أيضا إلتماس العزر للمراهق أو المراهقة فهم يمرون بفترة صعبة و طفرة جسدية و نفسية , فأتذكر تشبيه قد قاله خبير صحة نفسية وهو أن الأب و الأم يتخيلوا أنهم استيقظوا اليوم وجدوا أنفهم 2 متر , ماذا يكون شعورهم و مدى صدمتهم و دهشتهم مما حدث فجأة , و الأصعب أنكم ستتحركون بهذه الأنف الطويلة لتقوموا بكل مهامكم و تخرجوا بها أمام الناس , أيمكنكم وصف شعوركم ؟ , إن هذا الشعور الصعب و المعقد و المحرج هو بالضبط نفس شعور الطفل الذي أصبح بين عشية و ضحاها مراهق و شكله اختلف و كذلك هرموناته التي تؤثر على مشاعره و حالته النفسية , فما نطلبه من الوالدين مراعاة شعور المراهق بسبب ما يتعرض له من تغييرات و كذلك عليهم الإطلاع أكثر على سمات مرحلة المراهقة حتى يسهل عليكم التعامل مع المراهق , تابعونا و انتظروا الجزء الثاني من المقالة و التي تحتوي على باقي سمات مرحلة المراهقة و كذلك بعض النصائح التربوية التي تعينكم على التعامل مع أطفالكم الذين أصبحوا مراهقين.