‘);
}
قصيدة البارودي في مدح الرسول
يا رَائِدَ البَرقِ يَمّمْ دارَةَ العَلَمِ
-
-
- وَاحْدُ الغَمامَ إِلى حَيٍّ بِذِي سَلَمِ
-
وَإِن مَرَرتَ عَلى الرَّوحَاءِ فَامْرِ لَها
-
-
- أَخلافَ سارِيَةٍ هَتّانَةِ الدِّيَمِ
-
مِنَ الغِزارِ اللَّواتي في حَوالِبِها
-
-
- رِيُّ النَّواهِلِ مِن زَرعٍ وَمِن نَعَمِ
-
إِذا استَهَلَّت بِأَرضٍ نَمْنَمَتْ يَدُهَا
-
-
- بُرْداً مِنَ النَّوْرِ يَكسُو عارِيَ الأَكَمِ
-
تَرى النَّباتَ بِها خُضْراً سَنابِلُهُ
-
-
- يَختَالُ في حُلَّةٍ مَوشِيَّةِ العَلَمِ
-
أَدعُو إِلى الدَّارِ بِالسُّقيا وَبِي ظَمَأٌ
-
-
- أَحَقُّ بِالرِّيِّ لَكِنّي أَخُو كَرَمِ
-
مَنازِلٌ لِهَواها بَينَ جانِحَتي
‘);
}
-
-
- وَدِيعَةٌ سِرُّها لَمْ يَتَّصِلْ بِفَمِي
-
إِذا تَنَسَّمتُ مِنها نَفحَةً لَعِبَت
-
-
- بِيَ الصَبابَةُ لِعبَ الريحِ بِالعَلَمِ
-
يا صَارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالمُهَجِ
-
-
- حَتَّى فَتَكْتَ بها ظُــــــــلْماً بلا حَرَجِ
-
ما زالَ يَخْدَعُ نَفْسِي وهْيَ لاهِيَة ٌ
-
-
- حَتَّى أَصابَ سَوادَ الْقَلْبِ بِالدَّعَجِ
-
طَرفٌ ، لو انَّ الظُّبا كانت كلحظتِهِ
-
-
- يومَ الكريهة ِ ، ما أبقت على وَدَج
-
أوحى إلى القلبِ ، فانقادَت أزِّمتهُ
-
-
- طَوْعــــــــاً إِلَيْهِ، وخَلاَّنِي وَلَمْ يَعُجِ
-
فكيفَ لى بتلافيهِ ؟ وقَد علِقَتْ
-
-
- بهِ حَبائلُ ذاكَ الشــــادنِ الغَنجِ
-
كادَتْ تُذِيبُ فُــــــــــؤادِي نارُ لَوْعَتِهِ
-
-
- لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مَسِيلِ الدَّمْعِ فِي لُجَجِ
-
لَوْلا الْفَوَاتِنُ مِنْ غِزْلانِ “كاظِمَة ٍ”
-
-
- ما كانَ للحبِّ سُلطانٌ علَى المُهَجِ
-
فَهَل إلى صِلَة ٍ مِنْ غادِرٍ عِدَة ٌ
-
-
- تَشْفِي تَبارِيحَ قَلْبٍ بِالْفِراقِ شَجِ
-
أَبيتُ أرعى نُجومَ اللَّيلِ فى ظُلَمٍ
-
-
- يَخْشَى الضَّلاَلَة َ فيها كُلُّ مُدَّلِجِ
-
كَأَنَّ أَنْـجُـمَهُ والْجَوُّ مُعْـــــتَكِرٌ
-
-
- غِيدٌ بِأَخبِيَة ٍ يَنْظُرْنَ مِنْ فُرَجِ
-
لَيْلٌ غَــــــــــــــياهِــبُهُ حَيْرَى ، وأَنْجُمُهُ
-
-
- حَسْرَى ، وساعاتُهُ في الطُّولِ كالْحِجَجِ
-
كأنَّما الصبحُ خافَ اللَّيلَ حينَ رأى
-
-
- ظَلْماءَهُ ذاتَ أَسْـــــــــــدادٍ، فَلَمْ يَلِجِ
-
فَلَيْتَ مَنْ لامَنِي لانَتْ شَــــــكِيمَتُهُ
-
-
- فَكَفَّ عَنِّي فُضُولَ الْمَنْطِقِ السَّمِجِ
-
يظنُّ بى سفهاً أنِّى على ســــــــرفٍ
-
-
- ولا يَكادُ يَرَى ما فيهِ مِنْ عِــــــــوَجِ
-
فاعْدِلْ عَنِ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً
-
-
- فاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْــدُودٌ مِنَ الْهَوَجِ
-
هيهاتَ يسلكُ لومَ العاذلينَ إلى
-
-
- قلبٍ بحبِّ رســــولِ اللهِ ممتزجِ
-
هُــــــــــــوَ النَّبِيُّ الَّذي لَوْلاَ هِدَايَتُهُ
-
-
- لَكانَ أَعْلَمُ مَنْ فِي الأَرْضِ كَالهَمَجِ
-
أنا الَّذى بتُّ من وجدى بروضتهِ
-
-
- أَحِنُّ شَـــوْقاً كَطَيْرِ الْبَانَة ِ الْهَزِجِ
-
هاجَتْ بذِكْرَاهُ نَفْسِي، فاكتَسَتْ وَلَهاً
-
-
- وأى ُّ صبٍّ بذكرِ الشَّـــوقِ لمْ يهجِ
-
فَمَا احْتِيَالِي؟ ونَفْسِي غَيْرُ صابِرَة ٍ
-
-
- على البعادِ ، وهمِّى غيرُ منفرجِ
-
لا أســـــتطيعُ براحاً إن هممتُ ، ولا
-
-
- أَقْوَى عَلَى دَفْعِ ما بالنَّفْسِ مِنْ حوَجِ
-
لَوْ كانَ لِلْمَرْءِ حُــكْمٌ في تَنَقُّلِهِ
-
-
- ما كان إلاَّ إلى مغناهُ منعرَجِى
-
فهل إلى صلة ِ الآمالِ من ســـــــببٍ ؟
-
-
- أم هل إلى ضيقة ِ الأحزانِ من فرجِ ؟
-
يا ربِّ بالمصطفى هب لى -وإن عظُمَت
-
-
- جَرائِمِي رحْمَة ً تُغْنِي عَنِ الحُـــــــــــجَجِ
-
ولا تكلنى إلى نفســـى فإنَّ يدى
-
-
- مغلولة ٌ ، وصباحى غيرُ منبلجِ
-
ما لي سِواكَ، وأَنْتَ الْمُسْــــتعانُ إِذَا
-
-
- ضَاقَ الزِّحامُ غَدَاة َ المَوْقِفِ الْحَرِجِ
-
لم يَبْقَ لِي أَمَـــــــــــــــلٌ إِلاَّ إِلَيْكَ، فَلاَ
-
-
- تَقْطَعْ رَجائي، فَقَدْ أَشْفَقْتُ مِنْ حَرَجِي[١]
-