‘);
}
قصيدة الطغرائي في رثاء زوجته
للشاعر الطغرائي المملوكي عدة قصائد في رثاء زوجته، وهي:
قصيدة ولم أنسها والموت يقبض كفها
يقول الطغرائي:[١]
ولم أنسَها والموتُ يقبِضُ كفَّها
-
-
- ويبسُطُها والعينُ ترنُو وتُطْرِقُ
-
وقد دمِعَتْ أجفانُها وكأنها
-
-
- جَنَى نرجسٍ فيه النَّدى يترقْرَقُ
-
وحلَّ من المحذورِ ما كنتُ أتَّقِي
-
-
- وحُمَّ من المقدورِ ما كنتُ أفْرَقُ
-
وقيل فِراقٌ لا تلاقِيَ بعدَهُ
-
-
- ولا زادَ إلّا حسرةٌ وتَحرُّقُ
-
ولو أنَّ نفساً قبلَ محتومِ يومِها
-
-
- قضَتْ حسراتٍ كادتِ النفسُ تزهَقُ
-
هلالٌ ثوى من قبلِ أن تَمَّ نورُه
-
-
- وغصنٌ ذوى فينانُه وهو مورِقُ
-
فواعجَباً أنّى أُتيحَ اجتماعُنَا
-
-
- ويا حسرَةً من أينَ حُمَّ التفرُّقُ
-
‘);
}
ولم يبقَ فيما بينَنا غيرُ حثْوةٍ
-
-
- على العين تُحْثَى أو على القلب تُطبِقُ
-
أحِنُّ إليها إنْ تراخَى مزارُهَا
-
-
- وأبكي عليها إنْ تدانَى وأشهَقُ
-
وأُبلِسُ حتى ما أبينُ كأنَّما
-
-
- تدورُ بيَ الأرضُ الفضاءُ وأُصْعَقُ
-
وأُلصِقُها طَوراً بصدري وأشتِفي
-
-
- وأمسحُهَا حِيناً بكفي فتعبَقُ
-
وما زُرْتُها إلّا توهمتُ أنَّها
-
-
- بثوبيَ من وجدي بها تتعلَّقُ
-
وأحسَبُهَا والحُجْبُ بيني وبينَها
-
-
- تعي من وراء التُّرْبِ قولي فتنطِقُ
-
وأُشعِرُ قلبي اليأسَ عنها تصبُّراً
-
-
- فيرجِعُ مرتاباً به لا يُصَدِّقُ
-
قصيدة بنفسي من أودعتها الترب راغما
يقول الطغرائي:[٢]
بنفسيَ من أودعتُها التُرْبَ راغِماً
-
-
- أغضّ من الغُصنِ الرطيبِ وأنعما
-
وجُدتُ بها لا عن ملالٍ وإنَّما
-
-
- غُلبتُ عليها مُكْرَهاً متهضَّما
-
ألا ليتَ أَنَّا ما اصطحبنا ولم نَبِتْ
-
-
- قرينَينِ في خَفْضٍ من العيشِ توأَمَا
-
ولم نُرزَقِ الوصلَ الذي عادَ فُرْقةً
-
-
- ولم نعهدِ العُرسَ الذي صار مأتما
-
مضتْ حين لم أصغُرْ فأجهَلَ قَدْرَها
-
-
- ولم أَعْمُرِ الدهرَ الطويلَ فأحلُما
-
وعِشتُ صحيحاً سالماً بعد يومِها
-
-
- وحسبيَ داءً أن أصِحَّ وأسلَمَا
-
ولو خيَّروني بين كفِّي وبينَها
-
-
- لآثرتُ أن تبقَى وأُصبِحَ أجذمَا
-
قصيدة يا بؤس منتزع من ثدي والدة
يقول الطغرائي:[٣]
يا بُؤسَ منتزَعٍ من ثَدْي والدةٍ
-
-
- حفيَّةٍ مالَهُ من دونِها والي
-
يستخبرُ الريحَ عنها ثم يُنكِرُها
-
-
- لفقدِ ما اعتادَ من بِرٍّ وإفضالِ
-
وبؤسَ منفردٍ عمَّنْ يُضاجِعُهُ
-
-
- مشرّدِ النومِ بين الأهلِ والمالِ
-
يزيدُ حَرَّ حشاهُ بَردُ مضجَعِهِ
-
-
- ويملأ القلبَ شجواً ربعُه الخالي
-
يبكي ويندُبُ طولَ الليلِ أجمعِهِ
-
-
- فما يَقَرُّ ولا يهدَا على حالِ
-
قصيدة بنفسي أنت ظاعنة تولت
يقول الطغرائي:[٤]
بنفسيَ أنتِ ظاعنةً تولَّتْ
-
-
- وخلَّت في الحشى وجداً مُقيما
-
بَنَيْتُ بها فما استكملتُ عُرْسِي
-
-
- إِلى أن قيلَ مأتمُها أُقِيما
-
يعزُّ عليَّ أنْ آنستِ قبراً
-
-
- حللتِ به وأوحشتِ الحريما
-
فيا لَكَ منزلاً قد عادَ قَفْراً
-
-
- ويا لكِ جنّةً صارت جحيما
-
وكنتُ إِذا اعتراني الهمُّ آوي
-
-
- إِلى بيتي فيُنْسيني الهُموما
-
فصِرتُ إِذا أوَيتُ على نشاطٍ
-
-
- إليهِ هاجَ لي وجداً قديما
-
فلو أنَّ الدموعَ كلمنَ خَدَّاً
-
-
- تركن بصفحتَيْ خدِّي كُلوما
-
ولو أنَّ الهمومَ جلبنَ حَتْفَاً
-
-
- بعيداً كنتُ مُذْ زمنٍ رَمِيما
-
قصيدة أفدي التي استودعتها بطن الثرى
يقول الطغرائي:[٥]
أفدي التي استودَعْتُها بَطْنَ الثَّرى
-
-
- وأبَنْتُها عنِّي برغمي مجبَرا
-
تاللهِ ما اخترتُ التوقُّفَ ساعةً
-
-
- من بعدِ يومِكِ لو خُلِقْتُ مُخَيَّرا
-
يا ليتَ أنكِ بالضِيَا من ناظِري
-
-
- وسوادُهُ لكِ موطِئٌ دونَ الثَّرى
-
غُصنانِ مؤتلفانِ أَفْرَدَ واحِداً
-
-
- ريبُ المنيَّةِ منهما فتهصَّرا
-
ما ضرَّهُ فيما جَنَاهُ عليهما
-
-
- لو كانَ قدَّم منهما ما أخَّرَا
-
هيهاتَ أنْ يبقى الحُطَامُ بِحَالِه
-
-
- من بعدِما هصرَ الأغضَّ الأنضرا
-
قصيدة حرمتك إذ رزقتك بعد حرص
يقول الطغرائي:[٦]
حُرِمْتُكِ إذ رُزِقْتُكِ بعدَ حِرْصٍ
-
-
- كذاكَ يكون حِرمانُ الحريصِ
-
وقُمتِ عليَّ بالغالي ولكن
-
-
- تناولَكِ المنيةُ بالرخيصِ
-
لقد سبقَ القضاءُ برغمِ أنفي
-
-
- وليس على المقدَّرِ من محيصِ
-
يقولون اصطبِرْ وتعزَّ عنها
-
-
- وكيف عزاءُ مطعونِ الفريصِ
-
ولو أني قدرتُ شققتُ قلبي
-
-
- فكيف أُلامُ في شَقِّ القميصِ
-
قصيدة أقول وقد غال الردى من أحبه
يقول الطغرائي:[٧]
أقولُ وقد غالَ الرَّدَى من أُحِبُّهُ
-
-
- ومن ذا الذي يُعْدِي على نُوَبِ الدَّهْرِ
-
أأبقَى حُطاماً بالياً فوقَ ظهرِها
-
-
- ومن تحتِها خُرعوبةُ الغُصُنِ النَّضْرِ
-
أعينيَّ جُوداً بالدماءِ وأسْعِدا
-
-
- فقد جلَّ قدْرُ الرُّزِء عن عَبْرةٍ تجري
-
أذُمُّ جفوني أن تضِنَّ بذُخْرِها
-
-
- وأمقتُ قلبي وهو يهدأُ في صدري
-
بنفسيَ من غاليتُ فيها بمهجتي
-
-
- وجاهي وما حازتْ يدايَ من الوَفْرِ
-
وغايظتُ فيها أهلَ بيتي فكلُّهمْ
-
-
- بعيدُ الرِّضَا يطوي الضُّلوعَ على غَمْرِ
-
وفُزْتُ بها من بعدِ يأسٍ وخَيْبَةٍ
-
-
- كما استخرجَ الغَوَّاصُ لُؤلؤةَ البحرِ
-
فجاءتْ كما شاء المُنْى واشتَهى الهَوى
-
-
- كمالاً ونُبلاً في عَفافٍ وفي سِتْرِ
-
فصارتْ يدي ملأى وعيني قريرةً
-
-
- بها كيفما أصبحتُ في العُسْرِ واليسرِ
-
فنافسني المِقدارُ فيها ولم يَدَعْ
-
-
- سوى مقلةٍ مطروفةٍ ويَدٍ صِفرِ
-
وما كنت أخشى أن يكونَ اجتماعُنَا
-
-
- قصيرَ المدى ثم البِعادُ مدَى العُمْرِ
-
لقد أسلمتني صحبةٌ سلفتْ لنا
-
-
- يُرَدُّ بها بعضُ الغليلِ إِلى الجَمْرِ
-
ألا ليتنا لم نصطحبْ عُمْرَ ليلةٍ
-
-
- ولم نجتمعْ من قبلِ هذا على قَدْرِ
-
فيا نومُ لا تعمُرْ وِسادي ولا تَطُر
-
-
- بمقلةِ مرهوم الإزارين بالقَطْرِ
-
وما لكما يا مقلتيَّ وللكَرى
-
-
- ونورُكما قد غاب في ظُلمةِ القبرِ
-
فما عثرة الساقي بكأس رويَّةٍ
-
-
- بأغزرَ فيضاً من دمائِكما الغُزْرِ
-
ويا موتُ ألحقِني بها غيرَ غادرٍ
-
-
- فإن بقائي بعدَها غايةُ الغَدْرِ
-
ويا صبرُ زُلْ عنِّي ذميماً وخَلِّني
-
-
- ولوعةَ وجدي والدموعَ التي تَمْرِي
-
ولا تَعِدَنِّي الأجرَ عنها فإنَّها
-
-
- ألذُّ وأحلى في فؤادي من الأجرِ
-
أَتُبذَلُ لي حُورُ الجِنانِ نَسِيئَةً
-
-
- وتُؤخذُ نَقْداً من ورائي وفي خِدْري
-
وأقنعُ بالموعودِ وهو كما تَرى
-
-
- وأصبرُ للمقدورِ وهو كما تَدرِي
-
ومن ذا الذي يرضَى إن اعتاضَ كفُّهُ
-
-
- يواقيتَ حُمْراً من أنامِلهَا العشْرِ
-
بلَى إنْ يكنْ حظِّي من الخُلْدِ وحدَها
-
-
- صبرتُ فكانت نِعْمَ عاقبةُ الصَّبرِ
-
بنا أنتِ من مهجورةٍ لم أُرِدْ لَها
-
-
- فِراقاً ولم تَطْوِ الضلوعَ على هَجْرِي
-
طلعتِ طلوعَ البدرِ ليلةَ تَمِّهِ
-
-
- وفُقْتِ كما أربَى على الأنجُم الزُّهْرِ
-
وآنستِنَا حتى إِذا ما بَهَرْتِنَا
-
-
- سناً وسناءً غِبْتِ غَيبوبةَ البَدْرِ
-
فقد كان رَبْعِي آهِلاً بكِ مدَّة
-
-
- أحِنُّ إليه حَنَّةَ الطيرِ للوَكْرِ
-
وآوي إليهِ وهو رَوْضَةُ جَنَّةٍ
-
-
- بدائِعُها يَخْتَلْنَ في حُلَلٍ خُضْرِ
-
فمُذْ بِنْتِ عنهُ صارَ أوحشَ من لظَىً
-
-
- وأضيقَ من قبرٍ وأجدبَ من قَفْرٍ
-
وما كنتِ إلا نعمةَ اللّهِ لم تدُمْ
-
-
- عليَّ لعجزِي عن قيامِيَ بالشُّكْرِ
-
وما كنتِ إلا شطرَ قلبيَ حافظاً
-
-
- ذمامي وهل يبقى الفؤادُ بلا شَطْرِ
-
فانْ سكنتْ نفسي إِلى سكَنٍ لها
-
-
- سواكِ مدى عُمْري فقد بُؤْتُ بالكُفْرِ
-
وإنْ أسْلُ يوماً عنكِ أسْلُ ضرورةً
-
-
- وإلّا فإنّي عن قريبٍ على الأِثْرِ
-
عسى اللهُ في دارِ القَرارِ يضُمُّنَا
-
-
- ويجمعُ شملاً إنَّه مالكُ الأَمْرِ
-
فيا أسفا أنْ لا تزاورَ بينَنا
-
-
- ويا حسرتا أنْ لا لقاءَ إِلى الحَشْرِ
-
برغمي خلا رَبْعِي وأُسْكِنتِ خاطري
-
-
- وغُيِّبْتِ عن عيني وأُحضِرْتِ في فكري
-
المراجع
- ↑“ولم أنسها والموت يقبض كفها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.
- ↑“بنفسي من أودعتها الترب راغما”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.
- ↑“يا بؤس منتزع من ثدي والدة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.
- ↑“بنفسي أنت ظاعنة تولت”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.
- ↑“أفدي التي استودعتها بطن الثرى”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.
- ↑“حرمتك إذ رزقتك بعد حرص”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.
- ↑“أقول وقد غال الردى من أحبه”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.