وفي كلمة بمناسبة رئاسة المؤتمر، تخلت بيونغيانغ عن الدبلوماسية لتتخذ نبرة هجومية تتنافى مع فكرة المنتدى، حيث قال ممثل كوريا الشمالية هان تاي سونغ إن بلاده “لا تزال في حالة حرب مع الولايات المتحدة”.
وأعربت نحو 50 دولة من أعضاء المؤتمر عن استيائها من تكليف كوريا الشمالية، البلد المسلح نوويا، برئاسة أهم منتدى متعدد الأطراف لنزع السلاح في العالم، خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
ويتخذ المؤتمر الذي تأسس عام 1979 من جنيف مقرا له، ويتسلم أعضاؤه الرئاسة بشكل دوري وفقا للترتيب الأبجدي لأسماء الدول باللغة الإنجليزية، ويعقد 3 دورات في السنة.
وحثت العشرات من المنظمات غير الحكومية الدول على الخروج من قاعة المؤتمر احتجاجا على رئاسة كوريا الشمالية له، فيما اختارت دول إرسال دبلوماسيين من المستوى الأدنى.
وتخضع بيونغيانغ لعقوبات غربية بالجملة، بسبب تجاربها الصاروخية ومساعيها الحثيثة لتطوير أسلحة نووية، يعتقد الغرب أنها ستمثل خطرا داهما عليه.
وقالت سفيرة أستراليا لدى المؤتمر أماندا غوريلي متحدثة باسم مجموعة البلدان: “ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء الإجراءات المتهورة لكوريا الشمالية، التي لا تزال تقوض بشكل خطير قيمة مؤتمر نزع السلاح”.
وأضافت في تصريحات نقلتها صحيفة “غارديان” البريطانية، أن قرار البقاء في القاعة لا ينبغي بأي حال تفسيره على أنه موافقة ضمنية على انتهاكات كوريا الشمالية للقانون الدولي.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن دور كوريا الشمالية جعل فائدة المؤتمر “موضع شك”.
وتابع برايس: “من المؤكد أن هذا يثير التساؤل، عندما يكون لديك نظام مثل كوريا الشمالية في منصب قيادي رفيع”.
وأجرت كوريا الشمالية، إحدى أكثر الدول عسكرة وانغلاقا في العالم، عددا من التجارب الصاروخية منذ بداية العام الجاري، وقالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إنها أطلقت 3 صواريخ، بما في ذلك ربما أكبر صاروخ بالستي عابر للقارات، بعد ساعات من إنهاء الرئيس الأميركي جو بايدن جولته الآسيوية أواخر شهر مايو الماضي.
وحذرت الولايات المتحدة ودول أخرى من أن بيونغيانغ تستعد لأول تجربة نووية لها منذ 5 سنوات.
وكوريا الشمالية رسميا في حالة حرب مع الولايات المتحدة، منذ وقف إطلاق النار عام 1953 الذي أنهى القتال وشق شبه الجزيرة الكورية إلى قسمين.