كيفية التَّحضير للامتحانات خلال رمضان

في كلِّ سنة يصوم جميع المسلمين حول العالم طيلة شهر رمضان الكريم، الذي يُصادف أحياناً بدء موسم الامتحانات، وفي هذه المقالة سنشارككم بعض النصائح المفيدة عن كيفية التَّحضير للامتحانات خلال شهر رمضان.

يتَّبع المسلمون التقويم القمري، الذي يبدأ كلُّ شهرٍ فيه عند رصد الهلال الجديد، وبما أنَّ مدة الأشهر القمرية أقصر من مدة الأشهر الشمسية، فلهذا السبب يكون موعد حلول رمضان أبكر بعشرة أيامٍ في كلِّ سنة.

قد يبدو التحضير للامتحانات خلال رمضان أمراً صعباً، وخاصة أنَّ مدة الصِّيام أصبحت تطول بصفة مطردة على مدى السنوات القليلة السابقة، لكن تحقيقه ممكن ولا يتطلب سوى بعض الإرادة الجادة والقدرة على التحمل.

إنَّ رمضان هذا العام يُضيف المزيد من التحديات على كاهل الطلاب لأنه يتصادف مع موسم الامتحانات، وإذا لم تكن مسلماً فلعلك تتسائل عن سبب عدم امتناع المسلمين عن الصِّيام خلال فترة الامتحانات، والسبب هو أنَّ تأدية فريضة الصِّيام جزءٌ هامٌ جداً من حياة المسلم، ولكن ما يزال يتوجب عليه متابعة الدراسة، والقيام بكافة الأعمال التي يقوم فيها خلال الأشهر العادية ( مع استثناء بعض الحالات كالمرض).

مفتاح اجتياز الامتحانات خلال رمضان هو التحضير الجيد، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، إليكم أفضل النصائح لمساعدتكم على البقاء مُنظَّمين:

عدل روتينك اليومي

سوف يتغيَّر جدول أوقات دراستك عند بدء رمضان، لأنَّ الفترة الممتدة بين الساعة الثانية فجراً حتى التاسعة مساءاً، ستكون هي المدة المتاحة لك للتوفيق بين الراحة والدراسة، فيمكنك مثلاً النوم بعد السُّحور من الساعة الثانية فجراً حتى الظهيرة، ثم البدء بالمراجعة حتى الساعة التاسعة مساءاً، ومن بعدها الجلوس لتناول وجبة الإفطار والراحة خلال فترة صلاة التراويح ( وهي صلاة إضافية مسائية يؤديها المسلمون خلال شهر رمضان)، ومن ثمَّ متابعة المراجعة حتى وجبة السُّحور، ومن ثمَّ معاودة تكرار الروتين من جديد!

وهذا جدولٌ زمنيٌّ للتوضيح:

1:30 ص إلى 2:00 ص – وجبة السُّحور ( وجبة ما قبل الصِّيام )

2:00 ص إلى منتصف اليوم – نوم

منتصف اليوم إلى 9:00 م –  مراجعة ( مع فترات إستراحة! )

9:00 م 9:30 م – وجبة الإفطار ( الوجبة المسائية )

9:30 م إلى 10:30 م –  استراحة

10:30 م إلى 11:30 م – صلاة التراويح ( صلاة مسائية إضافية في رمضان )

11:30 م إلى 1:30 ص – مراجعة

هذه إحدى الطرق لتنظيم الوقت، لكن قد تفضل تنظيم يومك بشكلٍ مختلف، فعلى سبيل المثال، يمكنك العمل في الصباح وتخصيص فترة ما بعد الظهر للنوم، فالمهم هو أن يكون لديك روتين يتيح لك وقتاً كافياً للدراسة والراحة.

قد يكون هنالك أمور أخرى يجب أخذها في الحسبان عند وضع جدولك الزمني، فإذا كان لديك حصص درسية خلال فترة الامتحان، يمكنك أخذ قيلولة بعد الحصص الدرسية، والبدء بعدها بالمراجعة للامتحان، وفي حال كان لديك مسؤوليات أخرى حاول التوفيق بينها وبين وقت الدراسة.

يمكن لصلوات التراويح الجماعية في المسجد أن تستنفذ وقتك وطاقتك، وأحد الخيارات الممكنة لتفادي ذلك هو تأدية صلاة العشاء الإلزامية في المسجد، ومن ثم تأدية صلاة التراويح في المنزل، والخيار الآخر هو أن تنظم بمفردك صلاة جماعية تضم عدداً قليلاً من المصلين، من أجل أن تتمكن من قراءة مقاطع أقصر من القرآن.

راجع بطريقة مختلفة

طبابة نت - طرق تساعد على النوم

الدراسة على معدة فارغة قد تُصعِّب عليك التركيز، لذا فقد لا يكون من المفضَّل أن تحاول الحفظ من الكتاب أو قراءة النصوص المُكثَّفة. لخِّص المعلومات الأساسية بطريقة يسهُل استيعابها باستخدام بطاقات الاستذكار والخرائط الذهنية، وحاول إذا استطعت أن تقوم بمراجعةٍ مكثفةٍ قبل بدء الصِّيام – اكتب ملاحظاتك أو ابدأ بقرائة بطاقات الاستذكار قبل أن يبدأ الشعور بالجوع.

إذ شعرت بالنعاس أو بتشتت الذهن حاول أن تستنشق الهواء المنعش، وثمة طريقة أخرى لتجديد النشاط تتمثل في تنظيم فترات الاستراحة بالتوافق مع أوقات الصلوات، لأنَّ غسل الوجه في الوضوء الواجب قبل كلّ صلاة من الصلوات الخمس اليومية، سيساهم في تجديد نشاطك عند الشعور بالنعاس!

تغذَّى جيداً

طبابة نت - إشارات تدل على نقص البروتين

مما لا شكَّ فيه أنَّ الشعور بالجوع ليومٍ كاملٍ، سيجعلك تشتهي طبقاً لذيذاً على العشاء. من المألوف في بعض المجتمعات الإكثار من المقالي لكسر الصِّيام، وإلحاق وجبة الإفطار بالحلويات، لكن هذه الأطعمة الدسمة والسكرية ستجعلك تشعر بالتعب والكسل.

لن نتحدث هنا بالتفصيل عن التغذية السليمة ( إذ يوجد الكثير من المقالات المخصصة لذلك )، لكننا ننصح بمحاولة اختيار الأطعمة التي تُشعر بالشبع وتطلق الطاقة ببطئ، كالموز والأرز البني والعصيدة المزينة بالتوت البري، والحرص أيضاً على شرب كمية كافية من الماء، ولكن إذا كان الماء لا يستهويك يمكنك استبداله بالعصائر الطبيعية. أحد أفضل الأمور التي يمكنك فعلها بعد صيام يومٍ حار طويل هو احتساء كأس بارد من عصير البطيخ!.

قد تجد صعوبة في طهي وجبة متكاملة يومياً إذا كنت تعيش في السكن الطلابي، خاصة خلال الامتحان، إذا واجهتك مشكلة من هذا النوع جرب تحضير العديد من الوجبات الصحية مسبقاً واحفظها في الثلاجة، فبهذه الطريقة، كل ما سيكون عليك فعله هو إذابة الجليد عنها ووضعها في المايكرويف، وإذا كنت بصحبة الكثير من الأصدقاء الصائمين، يمكنكم أيضاً التعاون سوية لطهي الوجبات. بعض الجوامع تنظم وجبات جماعية خلال رمضان، لذا اسأل في جامعك المحلي عن ما إذا كان ذلك متاحاً.

تأكَّد من مواعيد الامتحانات

بعض منظمي الامتحانات يراعون الصائمين بتغيير مواعيد بعض الامتحانات إلى ما قبل رمضان، أو إلى وقتٍ مبكرٍ من النهار، أي في الوقت الذي يشعر الصَّائم فيه بجوعٍ أقل وقدرة أكبر على التركيز. وبسبب ذلك، يجب أن تحرص على إعادة التأكد من ما إذا كانت مواعيد الامتحانات قد غُيِّرت أم لا!.

عندما تتأكد من المواعيد، قم مسبقاً بضبط المنبه لتتأكد من أنك قادرٌ على الاستيقاظ والذهاب إلى قاعة الامتحان في الوقت المحدَّد. عندما يكون روتينك متناسقاً لن ينتابك النعاس أثناء الامتحان، فالبعض يواجه صعوبة بالغة في البقاء بحالة يقظة خلال رمضان!.

أخيراً…

قد تشعر بأنك تفوت الفوائد الرُّوحية لرمضان لعدم امتلاكك الوقت الكافي لتأدية الصلوات الإضافية، وقراءة القرآن أو القيام بالأعمال الخيرية. لا تنسى أنَّ الدراسة هي أيضاً عملٌ روحيٌّ! فتثقيف نفسك هو جزءٌ هامٌ أيضاً من الدين.

ادرس بنوايا حسنة قاصداً منها زيادة معرفتك وجعل أساتذتك ومحبيك فخورين بك، وتذكر أنَّه في بعض الأحيان قد تكون المبادرات الصغيرة هي الأهم، فهل هناك عملٌ أفضل من مساعدة أصدقائك وزملائك خلال هذا الوقت العصيب؟

Source: tababah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *