ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن مات أبوداكا (Mat Apodaca)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته في مقابلات التوظيف.
ولكن عموماً؛ هناك مقابلة هاتفية واحدة على الأقل، تُعرف أيضاً باسم “التعرف عبر الهاتف” (a phone screen)، ومقابلة شخصية مباشرة، ويمكن أن تكون هذه المقابلة الشخصية مع شخص واحد، أو مع مجموعة متنوعة من الأشخاص، وعلى الرغم من أنَّ كليهما هام، إلا أنَّ المقابلة المباشرة؛ هي التي ستؤهلك للمنصب الذي تُجري مقابلة لأجله، أو تبعدك عنه.
من المحتمل أن نستعرض في هذا المقال العديد من أسئلة المقابلة المباشرة، ولكن من الجيد أن تكون مستعداً للمقابلة الهاتفية أيضاً، ولتوضيح مدى أهمية المقابلة المباشرة، سأخبرك عن بحثي الذي أُجري قبل عام بالتحديد:
لقد قررت أنَّ الوقت قد حان للانتقال من الدور الذي كنت أشغله لما يزيد عن 6 سنوات، وعندما بدأت في البحث عن فرصة جديدة، بدأت مع شركتين، إحداهما كان يجب عليَّ إجراء ثلاث مقابلات هاتفية معها، كل واحدة مدتها ساعة، وقد سار الأمر على ما يرام لأنَّه طُلب مني السفر إلى المدينة التي يوجد بها مكتب الشركة وإجراء مقابلة شخصية مع 8 أشخاص.
لقد كان يوماً طويلاً، والخبر السار هو أنَّني كنت مُدهشاً في جميع المجالات. عدت إلى المنزل في ذلك المساء، وفي اليوم التالي تلقيت مكالمة مع عرض الوظيفة، وكان ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إجراء المقابلة الشخصية، هنا تكمن أهمية المقابلة المباشرة.
إذاً كيف تنجح في المقابلة؟ في هذا المقال يمكننا مساعدتك في الإجابة على الأسئلة العشرة الأكثر صعوبة فيها:
1. ما هي أبرز نقاط ضعفك؟
هذا السؤال مفضل بالنسبة لي، والسبب الرئيس لطرح هذا السؤال هو ليس معرفة حقيقة أبرز نقاط ضعفك؛ ما لم تذكر بالطبع سبباً مثل: “القدوم إلى العمل بشكل منتظم”، إذ من المحتمل أن يؤدي ذلك حينئذٍ إلى عدم صلاحيتك لهذا المنصب، والسبب الرئيس وراء قيام شخص ما بطرح مثل هذا السؤال عليك، هو معرفة فيما إذا كنت مدركاً لذاتك، وذلك إذا كنت تعرف نقاط ضعفك وتمتلك الذكاء الكافي لذكرها، والخطة الذكية هنا هي الإجابة بطريقة متواضعة، فأنت بحاجة لأن تكون قادراً على إظهار أنَّ أبرز نقاط ضعفك لها جانب إيجابي.
على سبيل المثال: عادةً ما أقول أن أكبر نقاط ضعفي هو نفاد الصبر، وهذا الأمر صحيح، فأنا أحب إنجاز الأمور بسرعة، ولكن على الرغم من أنَّني غير صبور، إلا أنَّني أحب عملي كثيراً وأنجز الكثير من الأعمال.
2. لماذا تريد العمل هنا؟
من المثير للاهتمام أنَّ الكثير من الناس ليس لديهم إجابة واضحة على هذا السؤال؛ فهو مصمَّم لمعرفة فيما إذا كنت قد أجريت بالفعل بحثاً ودراسة عن الشركة، وفيما إذا كنت متحمساً لهذا المنصب، فأنا شخصياً عندما أطرح هذا السؤال، فإنَّ أغلب الإجابات التي أسمعها تكون “لأنَّها تبدو فرصة جيدة”.
المفتاح الأساسي للإجابة عن هذا السؤال، هو إظهار أنَّك أجريت بحثاً موسعاً عن الشركة، وأنَّك متحمس للوظيفة الفعلية، فأغلب الشركات تريد أشخاصاً متحمسين للعمل معها، وليس مجرد شخص يريد العمل مقابل الراتب فقط.
3. أين ترى نفسك بعد 5 سنوات؟
يسألك أرباب العمل هذا السؤال لمعرفة فيما إذا كنت تمتلك خطة محددة لحياتك المهنية، وليس من الضروري أن تكون الخطة مفصَّلةً بالكامل خطوة بخطوة؛ ولكن من الجيد رؤية خطة عامة وشاملة؛ فهذا يعني أنَّه يجب عليك التركيز على هدف معين والعمل من أجل تحقيقه.
لا تشغل تفكيرك بتقديم إجابة تظهر بأنَّك تخطط للبقاء مع الشركة حتى تتقاعد، بدلاً من ذلك، ركز أكثر على مدى أهمية استمرارك في التعلم، وكيفية تقدمك وتحسنك فيما تفعله؛ إذ تحب الشركات توظيف الأشخاص الذين يمتلكون دوافع ذاتية.
4. أخبرني عن مرة أخفقت فيها (أو أفسدت الأمور فيها):
أو أخبرني عن مرة لم ينجح فيه شيء بالطريقة التي خططت لها.
الحل هنا هو إظهار أنَّك تتحمل مسؤولية أفعالك، وطريقة تفاعلك مع الأشياء التي تسير بشكل خاطئ؛ تحب الشركات أن ترى أنَّك على أتم الاستعداد؛ لتقبل المسؤولية عن الأشياء التي أشرفت عليها وتعترف بأنَّك أخطأت فيها، إذ لا يحصل الأشخاص – الذين يجدون دائماً طريقة لإلقاء اللوم نتيجة أخطائهم على أشخاص أو ظروف أخرى- على زملاء جيدين في الفريق، والعنصر الآخر هنا هو أنَّ الأشياء لا تسير دائماً كما هو مخطط لها، وبالتالي إلى أي مقدار أنت جيد في التأقلم والإجابة بسرعة (التصرف بسرعة).
5. لماذا تسعى إلى ترك وظيفتك الحالية؟
قد يبدو هذا السؤال سبباً لتذكر كل الأشياء التي لا تحبها في وظيفتك الحالية، أو لتتحدث عن رئيسك في العمل. لا تفعل ذلك، فهذا السؤال يجب عليك أن تكون حذراً منه، وغالباً ما يوجه للأشخاص المتقدمين للعمل، فمثلاً: إذا أجريتُ مقابلة معك وطرحتُ هذا السؤال وأخبرتني بكل الطرائق التي لا يُقدرك بها رب عملك، وأنَّ شركتك تمتلك قيادة سيئة؛ فأنا سأفكر تلقائياً فيما ستقوله عني بعد عام في حال تقدمك لمقابلات عمل أخرى.
كن حريصاً على صياغة إجابتك بطريقة لا تسلط فيها الضوء بطريقة سيئة على رب العمل الحالي، بل ركز على أمور مثل: أنَّك استمتعت بالعمل في الشركة؛ ولكن خيارات النمو والتطور كانت محدودة هناك؛ لذا فأنت تبحث عن فرص خارج الشركة.
شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/sJ0ov3wGZ2A?rel=0&hd=0″]
6. كيف يصفك مديرك الحالي؟
يمنحك هذا السؤال الفرصة لإظهار نقاط قوتك، وما يُقدِّره رئيسك في العمل حول ما تقدمه من فائدة لشركتك، فأنت بحاجة إلى التركيز على الصفات الإيجابية التي يحبها رئيسك في العمل؛ وكيفية مساعدتك في تأدية دورك الوظيفي.
ما لا تريده هو ذكر الأمور التي لا يقدرها رئيسك كثيراً، فلا تقل شيئاً مثل: يصفني مديري بأنَّني موظف ذو عقل يقظ، على الأقل في الأيام التي أتواجد فيها في العمل.
7. أخبرني عن مرة تغلّبت فيها على عائق ما:
وهو سؤال آخر مفضل بالنسبة لي، حيث يطرح المحاورون هذا السؤال للتأكد من قدرتك على التعامل مع العقبات التي تعترض طريقك، فلا تسير الأمور دائماً بسلاسة، وبالتالي فإنَّ وجود أشخاص في الفريق قادرين على حل المشكلات له جانب إيجابي كبير، فالقدرة على التغلب على العقبات هي صفة رائعة يجب امتلاكها؛ كن حريصاً من امتلاك بعض التجارب المتعلقة بأمور لم تحدث كما خططت لها، والتي تسببت في حدوث تحديات، وعقبات، وكيف شاركت في حلها، فهي طريقة لتحويل الموقف السيئ إلى جيد.
8. لماذا يجب أن نوظّفك؟
إذا كنت على وشك إجراء مقابلة مباشرة، فيجب أن تكون مهتماً جداً بالمنصب الذي تسعى إليه، وفي هذه الحالة، يجب أن تمتلك تصوراً واضحاً جداً عن المنصب الذي تبحث عنه وكيف ستساعدك مهاراتك وخبراتك في النجاح؛ وسبب طرح هذا السؤال هو معرفة فيما إذا كنت المرشح المناسب لهذا المنصب، تمنحك الإجابة عن هذا السؤال فرصة رائعة لإخبار الشخص الذي يجري مقابلة معك كيف ستؤثر خبرتك بشكل إيجابي على هذا المنصب، ففي هذا الوقت، أنت محط للأنظار لتُظهر بوضوح أنَّ تجربتك هي الأنسب للمنصب والسبب الذي يؤكد ذلك.
9. ما أعظم إنجازاتك؟
يميل أرباب العمل إلى طرح هذا السؤال لمعرفة ما هي أعظم انتصاراتك، وما هي الأشياء المؤثرة التي حدثت خلال حياتك المهنية، وكيف كنت سبباً وراء حدوثها، هذه فرصة رائعة أخرى لك لتتباهى بإنجازاتك، وكل ما عليك القيام به؛ هو إدراك الطريقة التي تروي فيها قصة إنجازك الكبير، ويجب أن تكون حريصاً في ذكر سبب هذا الإنجاز، وإذا كان ممكناً، فمن الجيد دائماً الإشارة إلى فريقك كجزء من هذا الإنجاز، إذ يحب أرباب العمل توظيف الأشخاص الذين يمكنهم إنجاز الأشياء، ولكن من الهام أيضاً أن يفهموا أهمية العمل الجماعي.
10. هل لديك أية أسئلة تريد توجيهها؟
قد تسأل نفسك لماذا يُعدُّ هذا السؤال صعباً؟ في الحقيقة إنَّه ليس صعباً إذا كنت مستعداً له، وكل ما يبحث عنه الشخص الذي يجري مقابلة معك؛ هو معرفة مقدار اهتمامك وحماسك لهذا المنصب، ستندهش من عدد الأشخاص الذين يحدقون فيك بنظرة فارغة تُظهِرُ أنَّهم لم يفهموا شيء أو ليس لديهم أية أسئلة جاهزة.
مرة أخرى، إذا كنت في مقابلة مباشرة، فيجب عليك أن تكون مهتماً جداً بالمنصب والشركة، بهذه الطريقة ستنقل مقدار اهتمامك بهذه الفرصة مع طرح بعض الأسئلة المدروسة جيداً، لا تطرح سؤال واحد مثل: “متى يُسلَّم الراتب؟”، جهز ما لا يقل عن 4 إلى 5 أسئلة ولكن لا ترهق الشخص الذي يقابلك بعشرات الأسئلة، وإنَّما أظهر أنَّك فكرت بطريقة جدية في هذا المنصب من خلال طرح أسئلة قوية.
الخلاصة:
بعد قراءة هذا المقال؛ ستمتلك لمحة عن الأسئلة العشرة الأكثر صعوبة؛ والتي ستواجهك أثناء مقابلة التوظيف، وبالتأكيد هناك العديد من الأسئلة الأخرى التي قد تُطرح عليك، ولكن قد تكون تلك الأسئلة التي تجذبُ اهتمام معظم الأشخاص، تذكر أن تأخذ وقتك وتستعد جيداً للمقابلة، ولست مضطراً إلى حفظ إجاباتك أو أي شيء، ولكنَّ امتلاك فكرة جيدة عن طريقة إجابتك على هذه الأسئلة سيساعدك على إجراء المقابلة التالية.
المصدر